الصراع على الجزر
اسكندر المريسي
نتيجة طبيعية للصخور البركانية والترسبات الجيرية عبر مراحل زمنية مختلفة شملت المياه بالبحار والمحيطات ونشأت ( ارض ) يحيط بها الماء وجرى عقب تصنيفات القوى الاستعمارية وقوى الهيمنة الدولية على تسمية تلك الأرض التي يسكنها البشر (بالجزر) كتسمية في حد ذاتها توحي بالظلم كما ان تلك التسمية مسكونة بنزاع القوى الاستعمارية.
وتلد اليمن أكثر تضررا من تلك القوى بالنظر إلى مسمى الجزر عبر مراحل تاريخية مختلفة ، فالقوى الصهيونية المتمثلة برأس حربتها إريتريا ذيل اليهود في الأجزاء الجنوبية للبحر الأحمر سبق وان احتلت أرخبيل حنيش ناهيك عن جزيرة سقطرى التي تقع اليوم الهيمنة الإقليمية والدولية وليس ذلك فحسب بل ان المياه الإقليمية للعرب في البحار والمحيطات تقع تحت السيطرة الصهيونية والتي حولت المياه بالبحار والمحيطات إلى بؤر نزاعات وبؤر صراع .
لكن ما يثير الدهشة والاستغراب ان تثير وسائل الإعلام ما جرى بين مصر والمملكة بخصوص جزر تيران وصنافير لأن المسألة تبدو اكبر سواءً كانت التسمية بالسخرية والاستهزاء ( عناصير أو فئران ) فإن المشروع الصهيوني مهيمن على نظامي الرياض والقاهرة ، فآل سعود والسيسي ضمن نادي العدوان على اليمن وان يصوت البرلمان المصري على أحقية المملكة باسم آل سعود فتلك مهزلة .
لأن آل سعود أسرة دخيلة بحسب قول الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات واصفا آل سعود بالأسرة الدخيلة على بلاد العرب وبأنها أنجس أسرة في أطهر بقعة وكان الأجدر بالبرلمان المصري ان يراجع كلام ذلك الرئيس ، غير ان ما يلاحظ ان التحالف بين آل سعود ونظام السيسي يكسف القناع الصهيوني الحقيقي المتعدد الوجوه والأطوار وليس في ذلك الفهم إلا جانب هامشي بالنظر لما قد يثير اعتراضاً عن مسار الإخوان ليسوا خارج النادي الصهيوني وان كان إخوان اليمن لم يعودوا إخوان اليمن وإنما إخوان آل سعود .
لذلك يمكن فهم تسوية النزاع المفتعل بين القاهرة والرياض حول جزيرتي تيران وصنافير إلا في سياق الأعمال التكتيكية المتبادلة بين اللاعبين ضمن النادي الصهيوني ، كما تناقلت وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية خلافا قطريا سعوديا كمن يقول خلافاً بين حزب الليكود والعمل في تل ابيب وذلك صحيح حول الرسائل لكن الغايات والأهداف محددة وواحدة ولا تتجزأ .
وما يثير الدهشة والاستغراب في سياق التعليق على تلك الجزر ان يقال بوجود خلاف إماراتي سعودي في اليمن وهو بالتأكيد أمر ينطوي على التكتيك لإضفاء مشروعية على تبادل الأدوار وصرف الأنظار عن أولئك المعتدين على بلاد اليمن باسم اليهود بغض النظر عن تعدد الأقنعة وتعدد الوجوه إلا أن البرنامج الصهيوني لديهم واحد ولا يتجزأ في حياتهم وسلوكهم وممارساتهم.
فلا يوجد عند طرح ( تيران وصنافير ) على بساط البحث والمناقشة فرقا جوهرياً بين صهاينة الليكود وصهاينة العمل إلا بالوسائل المتعددة أكانت نسبية أو جزئية شاملة أو كلية إلا ان الغايات تبدو واحدة كما أشرنا فلا يوجد فرق بين القطريين والسعوديين والإماراتيين ومعهم اللاعبين الآخرين إلا ضمن مدرسة محددة في مضمونها وإدارتها تشرعن لأعمال الظلم ضد العرب باسم العرب وباسم الإسلام ضمن المشروع الصهيوني المشار إليه .
وبالتالي فإن طبيعة الصراعات التي تطرح في الوضع الراهن اغلبها تكتيكية لصرف الأنظار عن الأهداف الخبيثة لإنهاء ما تبقى من العرب فمشكلة اليهود ليست مع اليهود الذين استكمل ليس تهويد ممالك النفط فحسب وإنما هم من انشأوا ممالك الخليج وهذا ما يفسر بكل وضوح لجوءهم إلى تبادل الأدوار لأن أعمالهم المشبوهة اعمال اللصوص وتوجب التغطية على غرار الأزمة القطرية السعودية لصرف الأنظار ليس عن ارتباطهم باليهود فحسب لأنهم الاسم الحركي لليهود مما يوجب رفع مستوى التغطية حتى يتسنى لهم تنفيذ مشاريعهم الخبيثة لاستكمال الهيمنة على المنطقة العربية .