بالمختصر المفيد.. بالمكشوف وبدون مداهنة
عبدالفتاح البنوس
من هرب من وطنه والتحق بركب قوى العدوان من سابق أو من لاحق من أي طرف أو مكون سياسي تحت أي مبررات كانت هو عبارة عن مرتزق عميل مستغل وحتى وإن كانت له مواقف سابقة مناهضة للعدوان فالعبرة بالخواتيم والثبات على المبادئ، فلو كل شخص تعرض لمضايقة من هنا أو من هناك، أو طاله الضرر من هذا الطرف أو ذاك، قام بالالتحاق بركب العدوان وشارك في شرعنة الجرائم التي ترتكب في حق أبناء شعبه لكان السواد الأعظم من اليمنيين اليوم في فنادق الرياض يقدمون قرابين الولاء والطاعة العمياء للزهايمري سلمان ونجله المهفوف، فمهما حصل لا يمكن التفريط بالوطن والمتاجرة بالقيم والأخلاق والمبادئ والثوابت، ومن الحمق أن يبرر البعض التحاقهم بصف العدوان بانقطاع المرتبات وهو يدرك جيدا بأن من قطع المرتبات وفرض الحصار على الشعب اليمني قاطبة هو العدو السعودي الذي ذهب إليه يستجدي منه المال المدنس الذي يمنح إياه مقابل عمالته وخيانته وتآمره على شعبه ووطنه، وهنا لا مجال للمجاملة والمداهنة والدفاع عن الخونة والعملاء والتبرير لهم خيانتهم لوطنهم وشعبهم، فمن يعترف بشرعية الخائن هادي لا يقل حقارة وخسة من هادي نفسه، لأنه يبرر للعدوان كل الجرائم والمذابح التي يرتكبها يوميا والتي يصادق عليها الدنبوع ويدعو إلى استمرارها .
وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة معنيتان بالعمل على التنسيق مع قادة الوحدات العسكرية من أجل الترتيب لطلب أفراد القوات المسلحة الذين يقبعون في منازلهم للمشاركة في الدفاع عن الوطن وفق خطة منظمة ومحكمة على أن يتزامن ذلك مع إجراءات عملية بشأن مرتباتهم ووضع آلية مناسبة تضمن انسيابية صرفها ولا بأس باعتماد نظام البطاقة التموينية للتخفيف من معاناتهم ورفع روحهم المعنوية، لأن بقاء الوضع كما هو عليه لا يليق بالمؤسسة العسكرية ولا بالمجلس السياسي والحكومة، المعالجات مطلوبة والدعممة والتسويفات مرفوضة.
من يعمل على افتعال أزمات وزوبعات داخل الجبهات الوهمية السرابية التي لا أساس لها في الواقع ويجند لذلك بعض الأشخاص المستأجرين للاتصال بالقنوات الفضائية شاكيا من الجوع والعطش والإهمال يكشف عن اضمحلال تفكيره وخفة عقله، لأن الجميع يدرك بأن من ذهبوا للجبهات للدفاع عن الوطن من أبطال الجيش واللجان الشعبية، ذهبوا عن قناعة وإخلاص وإيمان وأعينهم على هدفين وغايتين رئيسيتين إما النصر وإما الشهادة، وليس لهم أي مطمع في سلاح أو ذخيرة أو في مكاسب دنيوية، ومن كانت هذه غايته وهدفه لن يشكو من جوع أو عطش أو إهمال، لأنه يدرك بأنه في معركة وقد يحدث تقصير ولكنه غير متعمد ويرجع إلى ظروف الحرب، على العموم المكايدات السياسية التي يصر البعض على انتهاجها والتخندق خلفها منقصة في حق أصحابها وخصوصا عندما تكون مكشوفة ومفضوحة، وللأمانة استمعت إلى العديد من المرابطين في جبهات العزة والكرامة ولم أسمع عن شكوى لأحدهم من جوع أو عطش على الإطلاق، وهو ما يعني بأن الموضوع عبارة عن بعسسة وطنفسة كذابة الهدف منها التشويه والتشويش وكأننا في معترك سباق انتخابي ونحن ندشن مرحلة الدعاية الانتخابية التي تحاول فيها الأطراف المتنافسة تلميع نفسها وتحسين صورتها والإساءة والتشويه للمنافسين وتأليب الناس ضدهم، ولهؤلاء أقول لهم مذكرا وبالمختصر اليمني المفيد : لا نزال تحت العدوان والحصار، ولا تزال المؤامرات تحاك ضدنا من العالم أجمع بتواطؤ ومشاركة وإسناد ودعم أممي ودولي، ولا يزال الوقت مبكرا على الانتخابات والدعاية الانتخابية والاستقطابات والبحث عن المكاسب والمصالح والمنافع، وما (بش داعي للتشاعيب وخفة العقل والسيخفة) وإدعاء (الفهلوة) والتذاكي على الآخرين والتعامل معهم كأغبياء لا يفقهون ولا يفهمون ما يدور حولهم، عادووووووووووه بدري قوي قوي).
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.