الثورة/ محمد الروحاني
يحرص اغلب اليمنيين في شهر رمضان على أداء صلواتهم المفروضة جماعة في المساجد وصحبة أطفالهم لما لهذا الشهر الكريم من فضل عظيم في أجواء روحانية مفعمة بنفحات الإيمان التي تتزايد في هذا الشهر الفضيل الذي أنزل فيه القرآن الكريم هدى للناس، وهو ما يعظم من شأنه ويجعله ينفرد عن باقي الشهور الأخرى
ما أن يقترب آذان كل صلاة حتى يهرع المصلون إلى المساجد التي سرعان ما تمتلئ عن آخرها ويعكس هذا الإقبال تشبث اليمنيين وحرصهم على توسيع مجال أداء العبادات في شهر الرحمة الغفران .
مدرسة تربوية بامتياز
يقول الحاج احمد الميتمي – وهو أستاذ للتربية الإسلامية – في هذا الشهر المبارك تتوفر كل الأسباب للإقبال على العبادة، حيث يصبح الإنسان مهيئا أكثر لفعل الخير، فبالإضافة إلى الإقبال المكثف على بيوت الله، يستغل هذا الشهر لصلة الأرحام والصدقة والتضامن بكل أشكاله.
ولكل ما سبق فهذا الشهر الذي يعد مدرسة تربوية بامتياز، تتوفر فيه كل سبل طاعة الله والتقرب منه ، مضيفا أن رمضان هو شهر التغيير الذي يحدث فيه تحول كبير في حياة المسلم، لتتغير بذلك أوقات الأكل والنوم وكل مناحي الحياة، وهو الأمر الذي يفرض إعادة النظر في كافة السلبيات والنواقص التي تحول دون التقرب من الله عز وجل، ليكون الرهان هو ضمان استمرارية هذه السلوكات الإيجابية المفعمة بالإيمان بعد انقضاء شهر الرحمة والغفران.
محطة لمحاسبة النفس
الدكتور محمد الضحياني يتحدث قائلاً: يعتبر شهر رمضان فرصة فنحن نحاول قدر المستطاع على أداء الصلاة في جماعة في المسجد لما لها من تأثير في إشباع روح المؤمن الصائم وصلته برب العباد كما نحرص على الإكثار من قراءة القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل ونعتبر شهر رمضان فرصة ومحطة لمحاسبة النفس على التقصير طوال العام فنحاول تعويض هذا التقصير في رمضان ويحرص كثير من الناس على تقديم الصدقات والإعانات لذويهم وأقاربهم المعسرين في مشهد يجسد مبدا التكافل الاجتماعي وهي صورة جيدة لو تستمر طوال العام .
سكينة واطمئنان وزكاة نفس
أنور الحسن عبدالله يتحدث هو الآخر ويقول: نحن في رمضان نحرص على الصلوات الخمس وأدائها في جماعة وما أجمل أن يصحب أطفاله وهو ذاهب للمسجد يحوطهم برعايته ، فالسائر إلى المسجد للصلاة يمشي ذهابًا وإيابًا في ضيافة الله، وأكرم بها من ضيافة تمتلئ منها القلوبُ سكينةً، وتؤوب منها الأرواحُ راضيةً سعيدةً، وتنقلب منها الصدورُ منشرحةً مسرورةً، فالمسجد يحتل مرتبةً مميزة ومعظمة في أفئدة المسلمين ، تزكو به نفوسُهم، وتطمئن قلوبُهم، وتتآلف أرواحهم وتصفو أذهانُهم، وخصوصا في هذا الشهر الكريم فيجتمعون فيه بقلوبٍ عامرةٍ بالإيمان، خاشعة متذللةٍ للخالق مما يوفر لهم الطمأنينة النفسية والروحية، التي تخفف عن الناس أعباءَ الحياةِ وآلامها، وتكبحُ فيهم جموح الغرائز وشهواتها، وترسّخ أواصر المحبة، وروابط الألفة بين الأفراد، وبسط الأمن الوارف في ربوع المجتمع، ونشر الاستقرار والاطمئنان في أرجائه، رمضان هو شهر عبادة وشهر محبة وشهر عطاء .