للمعتذرين

خالد الأسدي
لو تركنا الجهاد, حتى بالتوضيح للناس أن قتال أهل اليمن ضد آل سعود ومرتزقتهم هو واجبُ علينا جميعاً, لو تركنا ذلك بحجة أن القائمين على مواجهة العدوان أنهم سرق أو أنهم لا يحكمون بالعدل أو حتى قولهم إن العدوان بكل صلفه وحقده “لعبة سياسية” يلعبها الكبار لا دخل لنا فيها أو غيرها من الأعذار.
فيجب علينا إذاً أن نقيس هذا الكلام على ما يحدث في فلسطين لأنه يتوجب علينا إذاً أن نحذر كل فلسطيني مقاوم وغيور على وطنه من الجهاد لأن من هم في أعلى هرم السلطة من رئيس وأتباعه معظمهم من العملاء.
وبذلك نكون قد عطلنا فرضاً من فروض الإسلام ألا وهو الجهاد بحجة أن الوالي لا ينفع أن نقاتل معه أو تحت لوائه , مع أنه أي من أراد الجهاد لا يحتاج أن يكون تحت لواء الحاكم فما دام الاحتلال في وطنه فإنه يتوجب عليه الجهاد سواء مع الحكام أو بخلافهم فالله تعالى يقول { أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } فالتحرك واجب وإن كان تحركاً فردياً أو تحت أي لواء أو أي جماعةٍ أو طائفة كانت ما دامت تواجه المحتل ولا ترتضي به على أرضها.
ذلك عذر البعض أما البعض الآخر فهو يعلم من سابق مدى فساد آل سعود وعمالتهم وظلمهم وجورهم ، وكانوا يعتقدون في قراره أنفسهم أن قتال آل سعود واجب ديني وقومي وحتى أخلاقي فكانوا يتمنون أن تقام حرباً ضدهم ليقوموا بما يرضي الله في إزالة هؤلاء الشرذمة التي تسيء إلى صورة الإسلام الحقيقي و لعلمهم أن في إزاحة آل سعود خير ومنافع للإسلام والمسلمين وذلك مصداقاً لقوله تعالى { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ }.
ومع ذلك كله للأسف حينما وقع ما تمنوا تراجعوا إلى الخلف وقاموا باختلاق الأعذار الواهية وفي ذلك يقول الله تعالى { 2أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }
طبعاً كان كل واحدٍ من الذين تولوا يختلق الأعذار “هذا القائد مدري ماله والأوضاع مدري أيش” المهم أنهم تهربوا من الجهاد مع علمهم أن قومهم على حق وأن قوم جالوت على باطل لكن بعضهم منعهم الغرور “لماذا طالوت بالذات قائدنا” وبعضهم منعهم حب الدنيا عن القيام بواجب الجهاد.
ومن تلك الطائفة السابقة خرجت طائفة لم تكتف بالسكوت لأنها ترى نفسها في موضع الذليل الذي خان مبادئه السابقة لم تكتف بذلك بل حاولت أن تظهر نفسها أنها على الصواب وأن الآخرين على خطاء فبدأت بتصيد الأخطاء وملاحقة الهفوات ونشرها ، فلم يعد ينظر إلى المجاهدين في الجبهات وهم يجاهدون وينكلون ويرابطون ويثبتون إلا بنظرة سريعة خاطفة لا تأمل فيها ولا استشعار أن هؤلاء هم رجال الرجال وهم القدوة ولا يتأمل أن هناك تدخلات إلهيه تساندهم فلو كانوا بعيدين عن الله ما ثبتوا ولا تقدموا ولا صدوا زحوفات فلو كان على حسبة عتاد العدو وإمكانياته فقط أنه قد أنهى خططه ومؤامراته في أول شهر من أشهر العدوان كما كان يظن ولكنه التدخل الإلهي المؤيد للمستضعفين.
قلنا أنهم يرون كل ذلك بنظرة خاطفة لكن حين ينظرون إلى منهم محسوبون على المجاهدين ويسمعون عن تقصير أو تفريط أو أن يصدر عنهم أي تعامل سيء فحينها يفتحون حدقات أعينهم ويركزون على كل خطأ سواءً صغر أم كبر سواءً كان الموضوع من أساسه صادقاً أم كاذباً (وما أكثر المطابخ التي تشتغل خصيصاً لنشر الشائعات وتلفيقها) فيقومون بنشر هذه الأخبار لتبيان صحة موقفهم من تهربهم عن الجهاد وقد بين الله للجميع كيفية التعامل مع الشائعات بقوله تعالى {4وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ…}
في النهاية نقول ( لا عذر للجميع أمام الله ) فإلى متى الركون ومن ننتظر أن يأتي ليخرجنا مما نحن فيه وأن يغير واقعنا وماذا نريد أعظم مما نراه ونسمعه يومياً سواءً من عمالة العملاء أو من وحشيتهم وتدميرهم ، يجب على الجميع أن يقف مع نفسه وقفة جدية بعيداً عن أهواء النفس ورغباتها والتحرك الجاد و المسئول كلٌ في مجاله وفي تخصصه لصالح ديننا ووطننا.

قد يعجبك ايضا