شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن

*فرصة للعودة الى كتاب الله باعتباره المخرج الوحيد لليمن من محنته !!
أسماء حيدر البزاز

رمضان فرصة للعودة الى مجالس الذكر الى القرآن الكريم وحلقاته الايمانية فبه المخرج الحقيقي لليمن من محنته وفيه تصبير على البلاء ومفاتن العداء التي زرعها العدوان لاذلال اليمن واليمنيين ، به طعم السعادة ونعيم الرضا وعذوبة الحياة فهو شفاء إذا مرضت ودواء من كل الأحزان والآلام فيه استشعار للقيم والذات ومعنى العطاء والصبر على البلاء وأنه مهما عظمت مصائب الدنيا فهي مع الله أسهل وأيسر وأي سرور وفرحة أن يعيش الفرد حياته كلها مع كلام الله !!

ها هو شهر القرآن قد أقبل بدعوة الناس إلى رحابه ففي القرآن نجاةً من مثل السوء الذي ضربه رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : إنَّ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ , وأن في تلاوة القرآن بركة في الأولى والآخرة فعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أوصني . قال :«عليك بتقوى الله ؛ فإنه رأس الأمرِ كلِّه» . قلت : يا رسول الله زدني . قال :«عليك بتلاوة القرآن ؛ فإنه نور لك في الأرض ، وذخر لك في السماء » وقال ابن عباس رضي الله عنهما :” ضمن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا ولا يشقي في الآخرة ثم تلا : ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي ) وأي شرف أن يذكرك الله فيمن عنده وأنت تقرأ كلامه ولقد ثبت في الصحيحين أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قال لأبي بن كعب : ( إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ ) قَالَ أبيٌّ : آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ ؟ قَالَ : اللَّهُ سَمَّاكَ لِي ؟ قَالَ فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي ..
اهل الله
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس , قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته) وقوله : (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). فصاحب القرآن يرتقى في درجات الجنة بقدر ما حفظ من القرآن حيث يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها , القرآن يقدم صاحبه عند الدفن و نزول الملائكة والسكينة والرحمة للقرآن وأهله فما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده وفيه مضاعفة ثواب قراءة الحرف الواحد من القرآن أضعافاً كثيرة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن : ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف) .
جزاء عظيم:
إن إكرام حامل القرآن من إجلال الله تعالى مستدلة بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) . وأن صاحب القرآن يلبس حلة الكرامة وتاج الكرامة حيث يأتي صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة . ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه ، فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة, وأن خير الناس من تعلم القرآن وعلمه
وقد جاءت وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن عندما قال طلحة بن مصرف : سألت عبد الله بن أبي أوفى : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى ؟ فقال : لا . فقلت : كيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية ؟ قال : ( أوصى بكتاب الله) وقوله صلوات ربي وسلامه عليه ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، ريحها طيب وطعمها طيب . ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو . ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، ليس لها ريح وطعمها مر )
نعيم لا ينقطع:
لقد ‏ أثنى النبي صلى الله عليه آله وسلم على الدائمين على تلاوة القرآن ودراسته ، العاكفين على تدبر معانيه وتعلم أحكامه ، حتى سماهم أهل الله وخاصته و إن من إجلال الله تعالى : إكرام ذي الشيبة المسلم ، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط ) ‏ولذا ينبغي عند قراءة القرآن أن يتدبّر القارئ ويتأمل في معاني القرآن وأحكامه، لأن هذا هو المقصود الأعظم والمطلوب الأهم ، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب ، قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ).
وقد بين العلماء صفة ذلك ومنها : أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به ، فيعرف معنى كل آية، ويتأمل الأوامر والنواهي، فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أو عذاب أشفق وتعوّذ، أو تنزيه نزّه وعظّم، أو دعاء تضرّع وطلب. ‏
مخرجا لبلادنا وامتنا:
نحن الآن في شهر أنزل فيه القرآن وأمام بلادنا العديد من التحديات والمخاطر المحدقات من كل صوب ، من عدوان بطش بالاخضر واليابس والتي لا مخرج لنا منها سوى العودة الصادقة إلى كتاب الله وتدبر معانيه وقيمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عليّ إنها ستكون فتنة، فقلت: وما المخرج منها يا رسول الله؟… قال: كتاب الله عز وجل، فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم يتناه الجن إذ سمعته أن قالوا: { إنا سمعنا قرآنا عجبا } من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم.

قد يعجبك ايضا