“الثورة” /
اكتظ ميدان السبعين في العاصمة صنعاء بمئات الآلاف الذين احتشدوا عصر أمس في أكبر تظاهرة جماهيرية تنظم في إطار الفعاليات الشعبية المناهضة للإرهاب الأمريكي على اليمن ” مرددين هتافات منددة بالإرهاب الأمريكي واستمرار العدوان السعودي الإماراتي على اليمن وإمعانه في مجازره الوحشية بحق المدنيين.
التظاهرة حظيت بتغطية واسعة من وسائل الإعلام اليمنية والعربية والدولية، وحمل المتظاهرون مجسمات توضح حجم الاستنزاف الذي تمارسه أمريكا على النظام السعودي والثروات العربية كما احرقوا أعلاما أمريكية وإسرائيلية وسط هتافات تؤكد استمرار صمود اليمنيين ومقاومتهم للعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي والاستعداد لرفد الجبهات لحين تحقيق النصر.
وفي التظاهرة دعا رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي شعوب الأمة والعربية والإسلامية إلى الخروج في مسيرات للرفض والتنديد بزيارة ترامب إلى السعودية مشيرا إلى أن زعماء العرب في هذه الزيارة لن يناموا كحال كل القمم حتى لا يغضب عليهم سيدهم ترامب فيعكروا القمة بنومهم كحال كل قممهم”.
وتحدى رئيس الثورية العليا المجتمعين في السعودية أن يخرجوا أسيرًا من الأسرى الفلسطينيين من سجون العدو وقال إن حكام السعودية لم يقدموا أي إدانة في سياق ذلك ويرحبون بترامب رغم أنه يشتمهم ويلعنهم ليل نهار لكنهم خانعون وأذلاء إنهم بقر فعلا ويستحقون الاسم بجدارة”.
وخاطب الحوثي حكام العرب والمسلمين بالقول “نعود للتاريخ لنتذكر وإسلاماه مع التتار، ماذا قدمتم أنتم لأمتكم؟ ماذا تصنعون يازعماء العرب؟ لقد أثبتم أنكم حزم وعزم من أجل أمريكا ومصالح أمريكا أما في مصالح أمتكم وشعوبكم فأنتم بقر تحلبون ليل نهار من أجل الإرادة الترامبية”.
دعا رئيس الثورية العليا موظفي الدولة إلى تنظيم وقفات احتجاج أمام مبنى الأمم المتحدة للمطالبة بمرتباتهم لأنها من سكتت على نقل البنك المركزي وتغاضت عن التزام حكومة الفار بتسليم المرتبات للموظفين، مضيفا” نطالب موظفي الدولة بوقفات يومية أمام الأمم المتحدة للمطالبة بحقوقهم ممن أخذها وشرعن لمصادرتها”.
وطالب رئيس الثورية العليا الحكومة الروسية إلى مراجعة مواقفها وعدم تسلم بقية الـ400 مليار التي يملكها الشعب اليمني لمرتزقة العدوان في عدن لأن عدن لا تمثل هذا الشعب العريق وقد صارت مقسمة ومجزأة”، مذكرا أنه وقبل أن ينقل البنك المركزي كانت صنعاء تسلم المرتبات لكل الموظفين في كل المحافظات”.
كما طالب “الحكومة والمجلس السياسي بعدم السماح لولد الشيخ بدخول صنعاء إلا بعد تسليم مرتبات الموظفين وألا يتفاوضوا معه ولأننا لم نجن من كل جولات المفاوضات السابقة أي شيء ولا حوار إلا بعد تسليم المرتبات”.
وتحدث رئيس الثورية عن النقاط الــ 12 لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي مستعرضا من خلالها ما يهدف إليه ترامب والمجتمعون في قمة الرياض لدعم وحماية إسرائيل وفرض القبول بها وتصفية القضية الفلسطينية وتصفية القضايا العربية وتسليم فلسطين لإسرائيل وأمريكا وتقسيم البلدان العربية والإسلامية ضمن عناوين عرقية وطائفية إلى دويلات صغيرة بهدف إزالة الخطر عن إسرائيل ومن ثم السيطرة عليها.
وقال إن هناك دوراً على السعودية والإمارات مرسوماً لهما وهو التمويل لهذه المؤامرة ثم سيأتي الدور عليهما وهو ما بشربه به ترامب أنه بعد إنهاء حلب البقرة يذبحونها، مشيرا إلى أنه لا خيار للشعوب إلا الصمود والثبات وإلا سحقتها مشاريع أمريكا وعملائها تحت عناوين أخرى إما باسم الحرية أو باسم حقوق الإنسان”.
كما أكد أن الشعب اليمني يقف اليوم في طليعة الشعوب الحرة ولن يقبل بالذل والخنوع ومن حقه أن يستخدم كل الوسائل في الدفاع عن أرضه وعرضه” مخاطبا ترامب بالقول ” نعرف أن الحروب لن تتوقف علينا ولا نقول ذلك حبا في الحرب وإنما نقول ذلك كما قال قائدنا السيد عبد الملك لن نسلم رقابنا لداعش وأخواتها من أدوات أمريكا”.
وكانت التظاهرة المليونية الحاشدة بدأت فعالياتها عصر أمس بآي من الذكر الحكيم وألقيت فيها العديد من الكلمات والقصائد الشعرية تصدرتها قصيدة شاعر الثورة معاذ الجنيد، وسط هتافات من المشاركين تندد بالإرهاب الأمريكي والعدوان السعودي.
وحمل المتظاهرون لافتات باللغتين العربية والانجليزية كتب فيها عبارات ” الولايات المتحدة وأتباعها تدمّر اليمن من أجل السعودية ” البقرة الحلوب” في إشارة لوصف ترامب للمملكة خلال حملته الانتخابية، وأخرى كتب عليها عبارة منددة بالتدخل الأمريكي في الشؤون اليمنية ومحاولات أمريكا وأزلامها الخليجيين فرض الوصاية على اليمن.
من جانبه أشار الشيخ فؤاد ناجي في كلمة العلماء إلى أن خروج الشعب اليمني المشرف اليوم في وجه الإرهاب الأمريكي أفشل أعداء الأمة من الأمريكان والزعماء العملاء من الأعراب خطتهم وكشف سوءتهم وأبان حقيقتهم العملية والخائنة.
وقال ” لقد خرجت يا شعب الإيمان والحكمة بعد أن جهز النظام السعودي ومن معه من زعماء الخيانة في عاصمة المؤامرات الرياض كل مظاهر الاحتفاء والابتهاج والتكريم لمولاهم المطاع ترامب والاستعداد ليقدموا له الولاء والطاعة وليفتحوا له خزائن أموالهم ليسترضوه”.
وأشار إلى أن الخروج في هذه المظاهرة الحاشدة في وجه أمريكا ومؤامراتها وجرائهما بحق الشعب اليمني وشعوب المنطقة يحمل عدة رسائل، إلى زعماء العمالة والخيانة أن الشعب اليمني احتشد بساحة السبعين ليقول لماذا كل هذه الخيانة والعمالة والارتهان والسقوط، إذا كنتم قد سقطتم إلى هذا المنحدر فإن الشعب اليمني عصي على الإنكسار وإذا كنتم قد وليتم أمريكا وإسرائيل فإن الشعب اليمني تولى الله ورسوله.
ولفت إلى أن الرسالة الثانية من الخروج الكبير لمن خانوا الحرمين وباعوا ثالث الحرمين الشريفين ما العزم الذي يجمعكم مع أمريكا .. وقال ” هل عزمتم على تحرير فلسطين أم على نقل عاصمة إسرائيل إلى القدس المحتلة أم عزمتم على إعلاء راية الإسلام أو على إعلاء راية أمريكا أو أن عزمكم على قتل الشعوب العربية التي منها سوريا واليمن وفلسطين”.
وأضاف” يا له من خزي حينما تعزمون عزمكم وتجمعون أمركم والأسرى الفلسطينيون يضربون عن الطعام لشهر أو يزيد أين عروبتكم وأين إيمانكم” .. لافتا إلى أن الرسالة الثالثة لشعوب العالم العربي والإسلامي المستضعفة لستم راضين على هؤلاء الخونة من الرؤساء والزعماء والعملاء ويجب عليكم أن تقولوا كلمتكم وأن تسجلوا موقف .
وذكر أن الرسالة الرابعة لعلماء المسلمين ومنهم علماء الحرمين الشريفين الذين تحدثوا أن زيارة ترامب مباركة، هل خفيت عليكم أحكام القرآن في موالاة اليهود والنصارى .. مؤكدا أن صمت علماء الأمة والأزهر وإتحاد المسلمين أمام هذه المؤامرات والتحالفات التي لا يجيزها القرآن ولا يبيحها الإسلام وصمة عار على مدى التاريخ.
بدوره ثمن محافظ صنعاء حنين قطينة في كلمة المحافظات صمود الشعب اليمني في وجه العدوان السعودي الأمريكي على مدى أكثر من عامين .. لافتا إلى أن زيارة ترامب للسعودية جاءت لتسخير كل الإمكانات والأموال للعدوان على الشعب اليمني .
وأكد أن الشعب اليمني يرفض الخضوع والانكسار ومستعد للتضحية في مواجهة العدوان الإرهابي السعودي الأمريكي .. وقال” نحن في العام الثالث وبعد كل المحاولات الفاشلة للسيطرة على اليمن وتركيع أبنائه وقبائله نؤكد أننا أكثر صمودا وتضحية في وجه الاستكبار العالمي “.
ودعا أحرار العالم والشعوب العربية والإسلامية التي يشارك رؤساؤهم في قمة ترامب إلى كسر حاجز الصمت في وجه من يبيع الشعوب والبلدان للأمريكان والصهاينة .. مضيفا ” نقول لتحالف العدوان وقمة الرياض مهما تحالفتم وتآمرتم وامتلكتم من أسلحة ومهما بلغ أجرامكم فإننا نتولى الله القوي “.
ولفت محافظ صنعاء إلى أنه لا حوار إلا بعد إيقاف العدوان على اليمن أرضا وإنسانا ورفع الحظر الجوي والبري والبحري .. داعيا الشعب اليمني إلى استمرار رفد الجبهات بالمال والسلاح والرجال في مواجهة العدوان ومخططاته.