قائدان لا يعرفان الصمت والحياد
احمد الحبيشي
خلال العامين الماضيين, تسابق العديد من قادة الأحزاب السياسية ورموز التيارات القومية واليسارية والشخصيات الإجتماعية والزعامات القبلية وأتباعهم الى الخارج, وغادروا اليمن حين تعرض للعدوان والاحتلال والحصار من قبل جيوش 17 دولة معتدية وغازية.
بعضهم بارك العدوان وبعضهم التزم الصمت والحياد بين العدوان والوطن المعتدى عليه, و جميعهم مارس مهنة التسول على أبواب أمراء النفط, وكل بما لديهم فرحون!!
لكن علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي رفضا مغادرة الوطن رغم الضغوط والعقوبات والتهديدات والمغريات.
اختار هاذان القائدان طريق مناهضة العدوان, وتحالفا مع كل القوى التي تناهض العدوان, ورفضأ قبل الحرب وبعدها عروضا مغرية للاصطفاف ضد بعضهما, وشق وفك التحالف الوطني بينهما ضد العدوان.
مرتزقة الرياض وأبواق الطابور الخامس أينما كانوا يزدادون قبحا, وحين أنظر الى وجه كل من القائدين عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح, ألاحظ انهما يزدادان جمالا في كل حال وحين, على تربة الصمود والتصدي للعدوان, دفاعا عن وحدة الوطن وحريته واستقلاله.
القائد السياسي الوطني تكون قضيته كبيرة بحجم الوطن.
وحين يلتزم السياسيون الحياد والصمت عندما يتعرض وطنهم الكبير للعدوان والاحتلال والحصار في أوقات المحن والشدائد, يصيبهم الرسوب الوظيفي, وتصغر قضيتهم وتكون بحجم القرية أو المنطقة أو العشيرة أو (الشلة) الشاردة.
في هذه الحالة, ينبغي إحالة هؤلاء وأمثالهم الى (المحليات).. وربما يكون أداؤهم فيها أقل صدقا وخبرة من القادة المحليين الذين يكبُر الوطن في قلوبهم, ويُصبحون مؤهلين بحكم تراكم خبراتهم لأن يكونوا قادة وطنيين.