حديث الكوليرا
عبدالفتاح علي البنوس
وباء الكوليرا هو حديث الشارع اليمني هذه الأيام ولا شيء يعلو فوق صوت الكوليرا ، الكل في حالة استنفار ابتداء من المجلس السياسي الأعلى السلطة الأعلى في البلاد مرورا بمجلس النواب وحكومة الإنقاذ الوطني والسلطات المحلية في المحافظات وعلى مستوى التجمعات والأحياء السكنية ، الكل في حالة استنفار لمواجهة هذه الجائحة التي ما يزال الغموض يكتنف مصادرها وأسبابها الرئيسية وإن كان التلوث البيئي وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة الأحياء المحيطة بالمواطنين ، ومما لاشك فيه بأن للعدوان بصمته في انتشار هذا الوباء من خلال تداعيات العدوان والحصار والآثار الناجمة عن الصواريخ والقنابل العنقودية والانشطارية والآثار التي تتركها على الخضروات والفواكة حيث تشير إلى ذلك الفحوصات المخبرية الأولية التي أجريت على الحالات التي وصلت للمستشفيات والمراكز التي تم تخصيصها لاستقبال الحالات المصابة ، ومن الغريب أن يجتهد بعض الإعلاميين ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي في نفي أي صلة لقوى العدوان في انتشار وباء الكوليرا رغم أن كل الشواهد تشير وبوضوح إلى تورط العدوان ووقوفه خلف ذلك.
فمن فرض الحصار على ثلاثين مليون مواطن يمني ومنع عنهم الدواء وفرض القيود على عمل الهيئات والمنظمات المعنية بتقديم المساعدات الطبية والدوائية ، ومن قصف المدن والقرى وأدى إلى نزوح الملايين من قراهم حفاظا على حياتهم بعد أن تقطعت بهم السبل نتيجة الصلف السعودي والإمعان في الإجرام والتنكيل ، ومن نقل البنك المركزي ونهب مرتبات الموظفين التي تمت طباعتها في روسيا متسببا في تدهور الأوضاع المعيشية والصحية وتنامي ظهور الأوبئة والأمراض الناجمة عن سوء التغذية ، ومن عمل على إهلاك الحرث والنسل في اليمن منذ أكثر من عامين ، ومن استباح سيادة اليمن برا وبحرا وجوا ولم يدخر وسيلة ولا طريقة في الكتم على أنفاس اليمنيين والتضييق عليهم و إعلان الحرب الشاملة عليهم من كل الاتجاهات وفي شتى المجالات هو الذي يتحمل مسؤولية انتشار وتفشي وباء الكوليرا .
آل سعود هم الوباء الأشد فتكا باليمنيين وكل الشرور والمصائب والنكبات التي تعرضنا لها هم من يقفون خلفها وهم العامل الرئيسي في وقوعها، وهذا انعكاس لنزعة الحقد والكره الذي ورثوه من جدهم المؤسس والذي كان ينظر إلى اليمنيين نظرة دونية وبلغ به الحقد أن أوصى أولاده بأن يسلكوا مسلكه في هذا الجانب ، لذا من الطبيعي أن نشاهدهم يحتفون ويفرحون ويتشفون بانتشار وباء الكوليرا وكأنه هو من سيمنحهم فرصة الانتصار على اليمنيين وتحقيق ماعجزوا عنه من خلال العدوان والحصار ، فهذه هي سلوكيات الغبي الأحمق العاجز الذي لا يمتلك الشجاعة للمواجهة كالرجال ويلجأ إلى التخندق خلف خزعبلات ومواقف عابرة .
بالمختصر المفيد كل الشرور والآفات التي لحقت بنا منذ بداية العدوان وحتى اليوم المتسبب فيها العدو السعودي وهو من يتحمل كامل المسؤولية عنها ولن يفلتوا من العقاب ، وبالنسبة لوباء الكوليرا فلن يكون أكثر خطورة وكارثية من العدوان وكما قهرنا العدوان وتغلبنا عليه بصمودنا وصبرنا وتضحياتنا ووعينا ، سنقهر الكوليرا ونحاصرها ونقضي عليها بإذن الله ، المطلوب الوعي بالوسائل والطرق والإرشادات التي من شأنها الحد من حالات الإصابة على طريق الخلاص النهائي منه .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.