> صعدة.. معاناة تتفاقم جراء العدوان السعودي الغاشم:
تقرير / مصطفى المنتصر
صعدة.. حكاية عامين من الدمار والخراب الذي أحدثه العدوان بعد أن أودعها جل حقده ووحشيته وأعلنها منطقة عسكرية , وعاث فيها فسادا واستباح كل ما حرمه الله, فقتل وأصاب وشرد مئات الآلاف من ساكنيها الأبرياء .
أسلحة دمار شامل وقنابل عنقودية وغارات وحشية طقوس يومية تشهدها المحافظة المعروفة بالحضارة والسلام جراء دموية العدوان وغطرسته الفاضحة .
قضت غارات العدوان السعودي الأمريكي بمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً على كافة أشكال الحياة بالمحافظة فحصدت أرواح الأبرياء من المواطنين بعد أن دمرت المنازل وأهلكت الحرث والنسل وشرد الآلاف من الأسر وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها لا ذنب لهم سوى أنهم يقطنون هذه المدينة المسالمة .
ووفقا للتقارير الميدانية فإن محافظة صعدة تعتبر اشد المحافظات تضرراً جراء العدوان السعودي الغاشم، فقد حصد العدوان أرواح الأبرياء دون مراعاة لحرمة دمائهم بل استخدام في عدوانه على تلك المحافظة أبشع الأسلحة وأشدها فتكا فيما بلغت حصيلة الضحايا من الأبريا استشهاد قرابة 9500 مدني بينهم الف طفل خلال عامين من العدوان .
الصحة
تعمد العدوان على تدمير المستشفيات والمرافق الصحية بالمحافظة مما احدث كارثة إنسانية ما دفع المواطنين لقطع مسافات طويلة جداً بحثاً عن مركز صحي وهذا ما حدث لأحد الأطفال الذي لم يتجاوز العام قصف العدوان منزلهم في منطقة طلان وفي حالة من الهلع أسرع والد الطفل لإسعاف فلذة كبده إلى منطقة الجمعة اقرب منطقة من القرية وبتكاليف باهظة قام بإسعاف طفله وكانت الصدمة انه وصل للمركز ولكن تفاجأ بأن المركز تدمر بالكامل والأدهى من ذلك أن عاد إلى طفله فوجده قد فارق الحياة .
مدير مكتب الصحة د. عبدالآله العزي أكد تسجيل 585 إصابة جديدة بالسرطان خلال العام 2016م جراء استخدام طيران العدوان للأسلحة المحرمة الدولية ، لافتاً إلى وجود كثير من الحالات التي لم يتم تسجيلها نتيجة عدم قدرة المواطنين على الوصول إلى المراكز الصحية بسبب استهداف السيارات والطرقات.
وأضاف العزي: لا يكاد يخلو يوم دون أن تتوافد إلينا العديد من الحالات المصابة بالأمراض الجلدية الخبيثة نتيجة للقنابل العنقودية التي يطلقها العدوان بشكل كثيف ومستمر على المناطق الحدودية في صعدة بالإضافة إلى افتقار ابسط الإمكانيات بالإضافة إلى قصفها بمختلف أنواع الأسلحة المحرمة والمدمرة .
نموذج آخر لتردي الوضع الصحي بمحافظة صعدة القابلة نجده عيدان محمد يحيى الوحيدة التي كانت تقدم خدمة توليد للنساء , وعندما احتاجت لمن يولدها لم تجد المساعدة فتوفيت نفاسا ,
العدوان وطيلة عامين دمر قرابة 100 منشأة طبية بالمحافظة بينها 66 مستشفى دمرت بالكامل وهو ما دفع الأطباء إلى القيام بالتنقل ميدانيا وتقديم الخدمات الطبية للمرضى تحت الأشجار أو بين أنقاض البيت .
القنابل العنقودية
بغطرسة ووحشية لم يشهد لها مثيلا أمعن العدوان في استخدام كافة الأسلحة المحرمة والقنابل العنقودية بمختلف قرى ومديريات المحافظة متسببا بتفشي أمراض جلدية غريبة وتشوه خلقي لدى المواليد.
تحولت العديد من مديريات صعدة وعلى امتداد واسع من الأراضي الزراعية وعشرات الوحدات السكنية في مديرية سحار وحيدان بصعدة إلى مناطق محظورة بسبب مئات القنابل العنقودية التي تلقيها طائرات العدوان السعودي الأمريكي على تلك المناطق.
القنابل العنقودية والأسلحة المحرمة التي يلقيها العدوان على صعدة حصدت خلال عامين من العدوان أرواح المئات من السكان فضلاً عن إعاقة آخرين. وقد تحدثت تقارير نشرتها منظمات حقوقية محلية وخارجية، عن وجود أكثر من عشرة آلاف قنبلة عنقودية، قابلة للانفجار ومنتشرة على مساحات واسعة من محافظة صعده، إضافةً إلى مساحاتها الصحراوية.
قصف عشوائي
البنى التحتية ومنازل المواطنين كانت هي الأخرى أهدافاً لم يستثنها العدوان من حقده وسعى لتدميرها بياتاً ونهارا ويهدم المنازل على رؤوس ساكنيها .
صمود من بيان الركام يجسده أبناء المحافظة المنكوبة وملاحم بطولية يجسدونها في جبهات القتال وبدعمهم السخي بالمال والمؤن عبر قافلات غذائية متعددة تسير وبشكل شبه مستمر من محافظة صعدة التي دمر العدوان كل أشكال الحياة فيها .
54 ألف منزل دمرها العدوان على رؤوس ساكنيها مخلفا جرائم بشعة ونزوح إجباري شهدته المحافظة بعد إعلانها من قبل العدوان منطقة عسكرية بعد أن منح ساكنيها مدة 24 ساعة لمغادرتها .