الثورة نت | تقرير |يحيى الشامي:
بالقليل من العتاد العسكري التقليدي المتواضع وكثير من الدهاء والمرونة والتخطيط الدقيق ينفذ المقاتل اليمني معظم عملياته النوعية في عمق العدو السعودي، جاعلاً من الأرض بتضاريسها المتنوعة أداة قتل فتاكة تخوض المعركة الى جانب اليمني وتحتضنه بغباره وعرقه وسلاحه.
الهجوم والسيطرة على موقع نشمة في مدينة الربوعة كانت واحدة من هذه العمليات النوعية التي يروي احد المقاتلين والمشاركين فيها لـ “الثورة ” جانبا من تفاصيلها بالقول: إن العدو السعودي لم يكن يتوقع مثل هذه العملية التي باغتته لحظة انشغال بقية المواقع بالرد على مصادر النيران المنطلقة من أكثر من مكان واتجاه ، حامية الموقع تخيلوا للوهلة الأولى أن العملية لا تعدو كونها ضرب مدفعي يستهدف تحركات حامية الموقع أو مخزن الأسلحة فيه، غير أن المقاتلين اليمنيين أطبقوا على الموقع بمن فيه وتوزّعت الإصابات بين قتيل وجريح جرى سحبهم ضمن من هربوا من الموقع خشية المواجهة ، البعض منهم تذرّع بدافعه الإنساني وبادر لإسعاف المصابين والحقيقة أنه يبحث عن ما يُنجيه وجنبه اللوم وربما المحاكمة بتهمة النكوص والتولّي.”
يضيف المقاتل أن عدداً من الجنود السعوديين كانوا على متن آلية عسكرية أحرقها المقاتلون اليمنيون قبل أن يضعوا يدهم على كمية من العتاد العسكري خلّفها جنود سعوديون هربوا من الموقع .
وعن كيفية تحييد المقاتلين اليمنيين لطيران العدو في هذه العملية أشار المصدر إلى أن العملية كانت من السرعة والحسم ما لم يعط الوقت الكافي للطيران الذي اضطر لاحقاً لشن سلسلة غارات على مواقع بعيدة عن موقع نشمة حيث المواجهات وعلى اتجاهات متفرّقة ووصف المصدر ما يقوم به الطيران في مثل هذ العمليات بـ”إسقاط واجب”.
وبالتزامن مع العملية قتلت وحدة القناصة جنديين من حرس الحدود السعودي خلف موقع قيادة حرس الحدود في عمليتين منفصلتين نُفذتا في عمق أراضي خاضعة كلياً لسيطر ة الجيش السعودي وبعيدة نسبياً عن أماكن المواجهات بين الطرفين.
وسبق العملية البرية عمليات نوعية لقوة الاسناد لمدفعي التي دكت في وقت سابق موقع نشمة بعدد من قذائف المدفعية بالإضافة استهداف مجمع الربوعة وموقع الصحن وخشبان وكذا تجمعات مرتزقة العدوان في منفذ علب جرى قصفها بصلية من صورايخ الكاتيوشا.
تكتيك يتجاوز الحروب التقليدية
على صعيد الاحصائيات والأرقام المعلنة ليس مستغرباً ان تكون الأرقام الكبيرة ،لخسائر تحالف العدوان السعودي الأمريكي التي أعلنها المركز الإعلامي لأنصار الله ، من نصيب الجانب السعودي في معاركه مع الجيش اليمني واللجان الشعبية وراء الحدود، لتؤكد الواقع الذي باتت عليه المعركة منذ أشهر ودشنها ناطق أنصار الله مطلقا عليها اسم معركة التنكيل.
وبالرغم من ان جزءا كبيرا من هذه المعارك جرت أحداثها في جبهات الساحل الغربي, إلا أن المقاتل اليمني استطاع ان يبقي معاركه مع الجيش السعودي على أشدها في عمق العدو كما استطاع أن يحافظ على نسقها المتصاعد المنهك لقدرات وإمكانيات الجيش السعودي, وتمكّنت الوحدات القتالية اليمنية بتشكيلاتها المختلفة من ابتكار طرق حديثة وأساليب غير معتادة في مناهج الحروب التقليدية.
الأهم من ذلك على الصعيد الميداني ان هذه التجربة بما احتوته من ابتكارات وإضافات فريدة نجحت إجمالا في إحداث توازن نوعي بين طرفي القوة غير المتكافئين كما ونوعا.
والا كيف يمكن تفسير سقوط زهاء الـ 170 جندياً سعودياً منذ بداية العام الصمودي الثالث في عمليات القنص الجارية في معارك ما وراء الحدود دون بقية الجبهات، ومن الجيش السعودي وحده دون غيره من المرتزقة والمنافقين والمستأجرين؟ رغم أن الأخيرين جيء بهم أصلاً ليكونوا دروعاً بشرية للجندي السعودي وضحية بديلة عنه.
الرقم المذكور ليس الا لشكل واحد من اشكال القتال المتبعة ، وما خفي من أرقام لبقية العمليات من قصف مدفعي وضرب صاروخي وكمائن و كمائن مزدوجة واستهداف تجمعات ومراكز الجيش السعودي ومخازن أسلحته وطرق امداده ودعمه كل هذه عمليات يعلم أرقامها بالتحديد النظام السعودي وحلفاؤه في غرف العمليات المشتركة.