*مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا لـ”الأسرة”:
الأسرة/ قحطان حاجب
الملاريا هي الداء والوباء الذي إذا نزل ببلد سرعان ما يرهقها اقتصاديا وصحيا وتنمويا ويستنزف مواردها ويزهق أرواح أبنائها.
وتتسبب بالملاريا حشرة صنفت من بين أخطر الحشرات وأفتكها وأضرها على الإنسان ، وهي أنثى البعوض الني تسمى بال( أنوفليس).
وتعتبر اليمن من الدول التي تعاني من انتشار الملاريا التي تحصد الكثير من الأرواح سنويا لاسيما في المناطق الموبوءة في عدد من المحافظات.
في الجانب الآخر لازالت جهود مكافحة الملاريا مستمرة رغم المعوقات والصعوبات التي تواجه وزارة الصحة ممثلة ببرنامجها الوطني لمكافحة الملاريا.
حيث ينفذ البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا حاليا حملة للرش بالمبيد ذي الأثر المتبقي في عدد من المحافظات على مرحلتين.. سنترك التفاصيل حول هذه الحملة للدكتور ميثاق السادة – مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا.. إلى التفاصيل:
تنفذون حاليا حملة لمكافحة الملاريا بالرش بالمبيد ذي الأثر المتبقي في عدد من المحافظات.. هل لك أن تطلعنا على طبيعة هذه الحملة ، والمحافظات التي تنفذ فيها وكذلك عدد المنازل المستهدفة فيها؟
– رش جدران المنازل بالمبيد ذي الأثر الباقي يعتبر بحسب منظمة الصحة العالمية من أهم طرق مكافحة ناقل الملاريا وبالتالي يحد من انتقال المرض بشكل كبير ويعمل مع الطرق الأخرى كاستخدام الناموسيات المشبعة وكذا الاكتشاف والعلاج المبكر للحالات ان تم تنفيذها واستخدامها بالطرق المثلى يعمل الى حد كبير في تخفيض المراضة وبالتالي يسهل في النهاية القضاء على مرض الملاريا واستئصاله من اليمن.
والحملة الحالية تستهدف بحسب الاستراتيجية المناطق التهامية ذات الارتفاع ما دون 1500 م فوق سطح البحر وكمرحلة أولى نستهدف قرابة 124 ألف منزل في 32 مديرية مستهدفة في ست محافظات هي الحديدة، تعز، إب، ذمار، ريمة والمحويت.
اضرار جانبية
ما أهمية هذه الحملات ؟ وما دور المبيد المستخدم فيها؟ وهل له أي أضرار على الإنسان والحيوان والحشرات وفي مقدمتها النحل؟.
– كما ذكرت سابقا تعتبر حملات الرش من أهم مكونات استراتيجيات مكافحة الملاريا نظرا لدورها الفاعل في قتل البعوض الناقل للمرض من خلال وجود المبيد على جدران الغرف.. والمبيدات المستخدمة هي من الموصى بها من قبل المنظمة ولهذه المبيدات اثر يستمر لفترة من الزمن وتختلف المدة من نوع الى آخر حيث تتراوح من 3 الى 9 أشهر بحسب نوع المبيد ..
– طبعا بالتأكيد هناك اضرار جانبية قد تحدث للإنسان أو الحيوان اذا تعرض للمبيد بطريقة مباشرة ولكمية كبيرة أثناء الرش ولكنه بعد ساعتين من رش الجدار يصبح أكثر أمانا ويصبح لا اثر له بالنسبة للإنسان أو الحيوان. ونفس الشيء بالنسبة للنحل حيث قد تتعرض النحل إلى الوفاة اذا تعرضت للمبيد بشكل مباشر خلال عملية الرش ولذا ينصح بإغلاق بيوت النحل أثناء يوم الرش من الصباح الباكر .. وبعد الانتهاء من الرش فلا يؤثر على النحل كون طبيعة النحل هي في عدم استراحته على الجدران. وللتخفيف من اثر المبيد الضار أثناء الرش يتم النصح بإخراج الإنسان والحيوان من الغرف المستهدفة وكذا ضرورة التخلص من الحشرات الميتة نتيجة تعرضها للمبيد ودفنها في أماكن بعيدة نسبيا عن المنازل .
طرق وقائية
يعتبر الإنسان مصدرا رئيسيا لانتشار الكثير من الأمراض ومنها الملاريا.. كيف يكون ذلك؟ وماذا ينبغي على الناس فعله لتجنب الإصابة بمرض الملاريا؟.
– الإنسان يعتبر المخزن والعائل لكثير من مسببات الأمراض ومنها طفيل الملاريا حيث يتكاثر الطفيل تكاثرا لاجنسيا في جسم الإنسان ودمه ويصبح أي الإنسان اذا لم يتلق العلاج بشكل مبكر مصدرا للعدوى من خلال تواجد البعوض الناقل للمرض لينتقل الطفيل بعدها إلى البعوض ويتكاثر تكاثرا جنسيا لينتقل بعضها إلى إنسان آخر عن طريق لدغ البعوض.
وللوقاية الشخصية من الملاريا في مناطق انتشار المرض يجب على كل مواطن يشك في اصابته بالمرض سرعة التوجه لأقرب مرفق صحي لتلقي العلاج المبكر بعد تشخيص المرض ومنع وصول الطفيل إلى الطور المعدي.
واستخدام الناموسيات المشبعة بالمبيد عند النوم بشكل يومي طوال العام بالإضافة الى ضرورة ردم مصادر توالد البعوض أو تغطيتها بأحكام لمنع البعوض من التكاثر وكذلك تغطية نوافذ المنزل بالشبوكات التي تمنع دخول البعوض الى المنزل وكذا التعاون مع فرق الرش لإخلاء جدران الغرف المستهدفة بشكل كامل وتمكين فرق الرش من رش جميع الغرف المستهدفة.
في السابق كانت حملات المكافحة سواء حملات الرش أو توزيع الناموسيات، تنفذ بشكل دوري ومنتظم،غير أنها تراجعت لتصبح قليلة جدا أو نادرة بل توقفت في بعض المحافظات.. إلى ماذا يمكننا أن نعزو ذلك؟.
– ان ما تمر به بلادنا من عدوان وحصار جائر أثر بالتأكيد على أنشطة البرنامج في مكافحة المرض وأدى الى نقص الموارد التي نعتمد عليها في أنشطة المكافحة بشكل حاد في الفترة الماضية ونتج عن ذلك تأخير تنفيذها.
ولكن وبفضل الله تعالى أولا وجهود المخلصين وبمساعدات من منظمة الصحة العالمية والصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا ومؤخرا اليونيسف استطعنا تنفيذ عدة أنشطة هامة كحملة توزيع مليون ونصف من الناموسيات المشبعة في اكتوبر من السنة الماضية وكذلك حاليا يتم تنفيذ حملة رش تستهدف أكثر من 124 ألف منزل في مناطق انتشار الملاريا وتليها حملة لرش أكثر من 130 ألف منزل إن شاء الله.
منظمات دولية
هل من رسالة توجهها لحث تلك المنظمات الدولية الصحية على الاضطلاع بدورها والقيام بواجبها الإنساني والأخلاقي لدعم جهود المكافحة خاصة في ظل هذه الأوضاع والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد؟.
– رسالتنا للمنظمات الداعمة نقول لهم : نقدر لكم عاليا جهودكم ودعمكم في مجال مكافحة الملاريا في بلادنا وندعوكم الى الاستمرار بل وتكثيف الدعم خصوصا في هذا الوضع السيئ التي تمر بها بلادنا وأدى إلى قطع الموارد الوطنية وأصبحتم الرئة الوحيدة التي يتنفس بها البرنامج ليواصل خدماته في مجال مكافحة هذا المرض الخبيث.
هل تواجهون أي معوقات عند تنفيذكم لحملات المكافحة في المحافظات؟.
– بالتأكيد أدى إلى معوقات كثيرة مثل عدم قدرة الفرق للوصول الى بعض الأماكن الملتهبة ولكن وبرغم كل الأخطار الأمنية التي قد تتعرض لها كوادرنا في الميدان فنحن مستمرون في تقديم واجبنا ولدينا كوادر وطنية مخلصة وشجاعة تنفذ وتؤدي واجبها في أسوأ الظروف وهنا أستغل هذه الفرصة لا بعث لهم بأسمى آيات الشكر والتقدير وهم يعملون في الميدان معرضين أنفسهم لمخاطر عدة ولايبالون ونصب أعينهم أداء واجبهم وخدمة أبناء وطنهم.