بالمختصر المفيد.. نهم ..جحيم المرتزقة
عبدالفتاح علي البنوس
جبهات العزة والكرامة والشرف والبطولة هي ميادين الفخر والاعتزاز والشموخ والإباء ، وفيها يتم التنكيل بأعداء الله ودحرهم وكسر شوكتهم وسنقف في هذه التناولة مع واحدة من هذه الجبهات العصية على فلول الغزاة والمرتزقة ، إنها جبهة نهم ، وما أدراكم ماهي نهم ؟ إنها الجحيم المستعرة التي تحرق أجساد كل معتد وباغ ومرتزق باع نفسه للشيطان وجند نفسه مع مليشيات الإخوان التي باعت نفسها للكيان السعودي وتحالفت معهم ضد وطنهم وشعبهم ، من نهم أراد آل سعود احتلال وإسقاط العاصمة صنعاء ، بناء على مقترح تقدم به الجنرال العجوز علي محسن الأحمر الذي أقنع آل سعود بأن معركة تحرير صنعاء تبدأ بإسقاط نهم وعلى إثر ذلك تم منحهم الضوء الأخضر وبدأ العدوان يحشد المرتزقة وبدأت معها الزحوفات ومع كل زحف كان إعلام قوى العدوان يتحدث عن السيطرة على نهم والتقدم نحو العاصمة ، وأن المعارك باتت على مشارف مطار صنعاء وذلك لإيجاد مبرر للعدوان لفرضه الحصار والحظر الجوي على مطار صنعاء .
عامان أسقطت قوى العدوان نهم عشرات المرات وتمت السيطرة على مداخل العاصمة لمرات عديدة ،وتقدمت مجاميع المرتزقة صوب العاصمة وكل ذلك في مخيلة وأحلام قوى العدوان ومرتزقتهم ،وعلى أرض الواقع لم يحقق المرتزقة أي تقدم ولم يحصلوا على أي مكسب ،ومع كل زحف يخسروا الكثير من المرتزقة الذين يسقطون صرعى ويفقدون الكثير من المواقع التي يتمركزون فيها ،ولولا الغطاء الجوي للطيران الحربي لما ظل هؤلاء المرتزقة في مواقعهم ليوم واحد ،ولكن على ما يبدو بأن جبهة نهم بالنسبة للأحمر والمقدشي والحنق أصبحت عبارة عن مصدر لإبتزاز آل سعود والحصول على المزيد من الأموال والعتاد والذخائر التي تصل إليهم بشكل مستمر لاستكمال معركة تحرير صنعاء التي ما تزال ترواح مكانها منذ قرابة العامين ، سلسلة جبال يام ، ومواقع الشبكة ، والقرن، والتبة الحمراء ، والتبة السوداء ،والمجاوحة ، وحيد الذهب ، والمكتوف ، وملح ، والقتب ،وحريب نهم وكافة المواقع والمناطق الملتهبة في جبهة نهم كلها تزأر في وجه المرتزقة ،وتقف في وجوههم ، وتتصدى لزحوفاتهم ، وتشعل الأرض من تحت أقدامهم حمما ملتهبة ، أرهبت كل من وطأها غازيا ومحتلا وعميلا .
بالمختصر المفيد، في نهم آيات من البطولة والتضحيات، وملاحم من البسالة والبأس الشديد على مدى عامين ، كانت الغلبة وكان النصر والتقدم والثبات من نصيب أبطال الجيش واللجان الشعبية الأشاوس الذين كانوا وما يزالون الحصن المنيع للعاصمة صنعاء والصخرة الصماء التي تحطمت عليها أحلام وأوهام ومخططات الأعداء ، كوكبة من الشهداء والجرحى سقطوا هناك ، ضاربين أروع صور البطولة والتضحية والفداء ، فكانت مشيئة الله ومن ثم هذه التضحيات هي أحد أهم أسباب وعوامل هذا الصمود وهذه الهزائم والانكسارات والانتكاسات التي لحقت بالمرتزقة وتحالف العدوان في هذه الجبهة التي ما تزال ترسل إلى جهنم يوميا عشرات القتلى من المرتزقة الذين يتم إقحامهم في محرقتها طمعا في المال السعودي الذي أغراهم به آل سعود وتجار الحروب فكانت عاقبتهم جهنم وبئس المصير .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .