تقرير / قاسم الشاوش
رغم أن الزراعة مهنة اليمنيين الأولى منذ الأزل ..ومصدر رزقهم الأول إلا أن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن أصر على استهداف القطاع الحيوي الهام من خلال قصفه للعام الثاني على التوالي المزارع بآلاف الصواريخ والقنابل المحرمة دوليا وقتل المزارعين بين الحقول التي تكسوها الخضرة والجمال الرباني وكذا تدمير كافة المنشآت والوسائل الزراعية إلى جانب فرض حصار جائر على كافة المدخلات الزراعية بهدف تجويع وإركاع الشعب اليمني البطل والصامد .
وتقدر خسائر القطاع الزراعي خلال عامين من العدوان الغاشم بالمليارات (الثورة) جمعت واستقصت الأرقام والإحصائيات الأولية المذهلة من مصادرها وأجرت لقاء موسعا مع وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع تنمية الإنتاج الزراعي المهندس علي عبد الكريم الفضيل وذلك للمساهمة في توثيق جرائم العدوان السعودي الذي لم يستثني مزارع وحظائر الدواجن والمواشي وخلايا النحل بشكل متكرر.
أرقام مذهلة
يؤكد المهندس علي الفضيل أن القطاع الزراعي الذي يمثل أهمية استراتيجية في توفير وإنتاج الغذاء للمواطن بشقيه النباتي والحيواني قد تعرض لغارات العدوان في كافة المحافظات اليمنية حيث تجاوزت الخسائر 16 مليار دولار تمثل ذلك في الاستهداف المباشر للمزارع والمنشات والمباني الزراعية التي تم حصرها حتى الآن وهي أكثر من (5000) موقعا زراعيا متنوعا تعرضت للقصف المباشر من طيران وبوارج العدو بينها مايزيد عن (1000)موقع في أراضي زراعية تنتج أنواع المحاصيل الزراعية المختلفة وكذا تدمير كامل وجزئي لأكثر من (3700) من مباني ومنشآت والبيوت الزراعية المحمية المنتجة لمختلف المحاصيل كالخضار والشتلات.
وأضاف الفضيل حتى المنشآت المائية كالسدود والحواجز والآبار وغيرها لم تسلم من القصف حيث تم تدمير ما يزيد عن عدد (30) خزانا وسدا وحاجزا وقنوات ري أبرزها سد مارب التاريخي والذي يمثل رمز الحضارة اليمنية ويروي آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية كما تم تدمير(9) حفارات ووحدات طاقة شمسية وكداً تدمير أكثر من (101) مضخة مياه وغطاسات وشبكات ري حديثة إضافة إلى تدمير ما يزيد عن (36)منحل عسل وقصف أكثر من (50000) خلية نحل ليس لها ناقة ولا جمل وإنما حقد دفين من آل سعود في تدمير كل مناحي الحياة في اليمن.
قصف وحشي
واوضح وكيل وزارة الزراعة في حديثه ان العدوان يقصف بوحشية دون رحمة أو إنسانية فقد استهدف المحاجر البيطرية والهيئات أهمها محجر المخا وهيئة تطوير تهامة اللذان يعدان من أهم أعمدة القطاع الزراعي والاقتصادي في بلادنا وكذلك قصفه وتدميره للأسواق الزراعية تجاوزت (55 )منها (11)سوقا مركزيا تجميعيا للخضار والفواكه و(40 ) سوقا زراعيا شعبيا وريفيا وعدد مايفوق (31 )حظيرة أبقار ومواشي أغنام وماعز وكذا أكثر من(26) قطيعا متنوعا من المواشي التي تم استهدافها في المراعي وهي مايزيد عن (52000) رأس من الماشية إضافة إلى استهدافه لمزارع الدواجن والتي تفوق (113) مزرعة مابين تدمير كلي وجزئي كما لم تسلم على العدوان قصفة المباشر لمخازن التبريد الخاصة بالمنتجات الزراعية التي تجاوزت أكثر من (24) مخزنا وتدمير أكثر من (16) مشتلا نباتيا ..
ليست نهائية
وقال المهندس علي الفضيل أن هده الأرقام المذهلة ليست النهائية للحصر في مواقع زراعية أخرى استهدفت بشكل مباشر في المحافظات التي يواصل فيها العدوان حقده والذي عجز فريق الحصر من الوصول إليها وجمع المعلومات الدقيقة والكافية عنها نتيجة المعارك الدائرة والقصف العنيف والمستمر حيث تعد محافظة صعدة وحجة والحديدة أكثر المحافظات تضررا وهي لا تزال تتلقى عشرات الغارات العدوانية .
أضرار جسيمة
ونوه الفضيل بأن الحصار السعودي الغاشم احدث أضرار جسيمة في القطاع الزراعي حيث عمل على انعدام المشتقات النفطية وارتفاع خالية في أسعارها وغياب مستلزمات ومدخلات الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعارها ما عكس عن ذلك ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية مما أدت إلى جفاف وموت مساحات شاسعة من حقول الفاكهة والخضار ومحاصيل الحبوب كما تعرض المخزون المعد للتسوق والتصدير للتلف والإنهاء .
تدن كبير
وأكد وكيل الزراعة بان القطاع الزراعي تضرر وتأثر كثيرا جراء العدوان الهمجي على بلادنا حيث تسبب في تقليص الإنتاج الزراعي بنسبة 40% عن المعدلات السنوية واحدث مجاعة في أوساط الشعب مما اثر على نمو المواليد نتيجة سوء التغذية وكذا تشريد الكثير من اليمنيين من أعمالهم ووقف جميع المشاريع الزراعية الممولة خارجيا كما تسبب في منع وصول اللقاحات الخاصة بالمواشي ما أدى إلى نفوق الكثير منها كما عمل على إبطال وظائف البنوك اليمنية وعدم قدرتها على فتح الاعتمادات المستندية اللازمة لشراء مستلزمات الإنتاج الزراعي كما تسبب في دخول اعداد كبيرة من الأبقار والأغنام والماعز دون فحصها مما قد تسسبب في تفشي أمراض خطيرة تؤدي إلى إحداث خسائر كبيرة في ثرواتنا الحيوانية كما ساهم العدوان في عدم القدرة على التصدير وإلحاق خسائر كبيرة بالمزارعين والمصدرين وعلى الاقتصاد الوطني بشكل عام .
وقال في ختام حديثه انه رغم كل تلك الآثار الناجمة عن العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلادنا منذ عامين نؤكد بأن لدينا القدرة على الصمود مهما طال أمده ذلك لأننا شعب أبي شعب لم يتعود البذخ وترف العيش فنحن نتصدى لعدوان آل سعود بفقرنا وأن تصدينا للعدوان يزيدنا تحررا واستقلالا وعزة .ومهما بلغ حصارهم وعدوانهم فان ذلك لن يزيدنا إلا إصرارا على القضاء عليهم وتخليص الأمة العربية والإسلامية من مخاطر بقائهم وتآمرهم على الأمتين العربية والإسلامية.