قطاع النقل بقي صامداً أمام أعتى عدوان شهده التاريخ

تقرير/محمد دماج

رغم ما تعرض له قطاع النقل الجوي والبحري والبري من تدمير ممنهج يعبر عن حقد لم يعرفه تاريخ الحروب منذ قرون بهدف خنق المواطن اليمني بقوته والتأثير على سير حياته اليومية، إلا أن هذا القطاع يقوم منذ بداية العدوان في أواخر شهر مارس 2015م بدوره في تقديم خدماته للمواطنين بمختلف شرائحهم سيما النقل البري .
فيما يشهد قطاعا النقل الجوي والبحري حصاراً خانقا وتحكماً غير مسبوق من قبل تحالف العدوان بل وصل الأمر إلى الاغلاق، كما هو الحال في مطار صنعاء الدولي المغلق من قبل العدوان منذ قرابة العام، ناهيك عن التدمير المباشر والأضرار الكبيرة التي شهدها قطاع النقل طيلة العامين الماضيين ، حيث قدرت احصائيات أولية خسائر قطاع النقل الجوي والبحري والبري بأكثر من أربعة مليارات دولار منذ بداية العدوان .
وأشارت إلى أن الرقم مرشح للزيادة حيث أن بعض الأضرار لم تدخل ضمن الاحصائيات ولا تزال المعلومات عنها قليلة.
خسائر كبيرة
وأوضحت وزارة النقل في معلومات أولية أن خسائر قطاع النقل بلغت حوالي 3.6 مليار دولار، بينما أشار تقرير سابق إلى أن الخسائر التي تكبدها قطاع النقل بسبب الحرب التي شنتها دول تحالف العدوان على اليمن بلغت أكثر من 2.4 مليار دولار حيث ان طيران العدوان تسبب في تدمير كلي أو جزئي لعدد من منشآت ومرافق قطاع النقل في اليمن شملت الموانئ البحرية وهيئات شركات الطيران والنقل البري.
النقل الجوي
وأشار التقرير إلى أن الحرب العدوانية ألحقت خسائر فادحة بالنقل الجوي فأصيبت القطاعات التابعة للهيئة العامة للطيران المدني والارصاد، إذ تم تدمير واستهداف ستة مطارات هي مطار صنعاء ومطار عدن ومطار الحديدة ومطار تعز ومطار صعدة ومطار عتق بكلفة بلغت 1.518 مليار دولار حيث توزعت تلك الخسائر على البنى التحتية للمطارات وإيرادات الأنشطة الجوية التي تراجعت بنسبة 60% والأنشطة غير الجوية تراجعت بنسبة 95%، ولفت إلى أن نسبة الاضرار في مطار صنعاء الدولي بلغت 70% فيما تضرر مطارا عدن وصعدة بنسبة 100% ومطارات تعز والحديدة وعتق بنسبة 80%، وشملت اضرار الحرب تدمير البنى التحتية للمطارات وتعرض بعضها لتدمير كلي واخراجها عن العمل وبعضها تعرضت لتدمير جزئي.
وأشار إلى وتدمير طائرتين للخطوط الجوية اليمنية طراز “بيونغ 747 و737” في مطار عدن الدولي وتدمير كلي لطائرة شركة طيران السعيدة طراز “سي ارجى 700” وتدمير جزئي لطائرة أخرى للشركة في مطار صنعاء الدولي.
وأوضح التقرير أن القطاعات المرتبطة بالطيران المدني فقدت جراء الحرب العدوانية نحو 80% من اليد العاملة في هذا القطاع لوظائفهم وانخفضت إيرادات تلك القطاعات إلى ما بين 75 – 95% فيما بلغت خسائر هذا القطاع 230 مليون دولار إضافة إلى توقف الكثير من المشاريع التي كانت ستعمل على تنمية إيرادات الدولة وتقديم خدمات للمواطنين.
ولفت إلى أن الخسائر التي تكبدتها شركة الخطوط الجوية اليمنية قدرت بـ200 مليون دولار تمثلت في خسائر الإيرادات عن الفترة الماضية منذ بدء العدوان فضلا عن تكاليف تدمير المباني والمكاتب والتجهيزات التابعة للشركة.
النقل البحري
وأشار التقرير إلى أن مؤسسة موانئ البحر الأحمر خسرت إيرادات نتيجة العدوان بلغت 200 مليون دولار، فيما بلغت خسائر القطاع التجاري بميناء الحديدة 300 مليون دولار تمثلت في انتظار السفن التجارية و150مليون دولار خسائر ميناء الحديدة في القطاع التجاري والعمالي إضافة إلى تكبد ميناء المخا خسائر في القطاع التجاري بلغت 100 مليون دولار.
وفيما يخص خسائر قطاع النقل البحري فقد قاربت المليار دولار بسبب تدمير أجزاء كبيرة من معدات وتجهيزات ميناءي الحديدة والمخا حيث تتطلب إعادة تأهيل المرفقين نحو 150 مليون دولار.
وتضررت ودمرت عدد من المؤانئ البحرية منها ميناء ميدي في محافظة حجة إضافة إلى عدد من الجسور والطرقات.
ورغم شدة العدوان والحصار إلاّ أن الجهات المسؤولة حرصت على وصول السلع والمنتجات إلى المواطنين والحفاظ على استقرار الوضع الاقتصادي والمعيشي رغم الفساد الذي يقوم به العدوان حيث يمارس عدداً من الإجراءات التعسفية تتساوى بطبيعتها مع العدوان والدمار الذي خلفه ويتمثل ذلك بفرض اتاوات غير قانونية على التراخيص تصل إلى 700 ألف دولار على السفينة الواحدة إضافة إلى ما يعانيه التجار من دفع رسوم إضافية نتيجة تأخر السفن وايقافها للتفتيش.

قد يعجبك ايضا