هكذا استهدف العدوان الهمجي شبكة الطرق والجسور في عموم اليمن

تقرير / عبدالواحد البحري

على مدى عامين يواجه اليمن عدواً لا يتمتع حتى بأدنى أخلاقيات الحرب إذ يعتبر كل شيء في بلادنا هدفاً مشروعاً لجرائمه، ومثلما طالت جرائمه الأطفال والنساء والمدارس والمساجد ودور الأيتام، طالت أيضاً بل ركزت بشكل مكثف على الطرق والجسور التي تعتبر شريان الحياة وكان استهدافها من قبل طيران العدو السعودي محاولة لشل حركة الشعب اليمني.
تدخل الحرب العدوانية عامها الثالث على اليمن الفقير بموارده والغني بأخلاقه وكرمه وشجاعة أبنائه, الحرب التي استهدفت كل المرافق الحيوية في اليمن وفرضت حصاراً مطبقاً على الشعب اليمني من خلال استهداف ممنهج شل الحركة في المطارات والموانئ البحرية والبرية بالإضافة إلى التركيز على حركة اليمنيين بين المحافظات اليمنية حيث وضعت على رأس الأولويات لغاراتهم الجوية الطرق والجسور بين المدن اليمنية هدفا استراتيجيا حيث تم قصفها بالصواريخ المحرمة والقنابل العنقودية.. بهدف بث الرعب في نفوس سائقي الشاحنات وناقلات القمح والبنزين وغيرها من المركبات التي تنقل الأدوية والمواد الغذائية والدوائية محاولة بذلك فرض حصار وتجويع اليمنيين وتركيعهم من خلال تمزيق شبكة الطرق وفصل المحافظات والمدن عن بعضها وعزل المدن الشمالية عن الجنوبية والمحافظات الشرقية عن الغربية..
وهذه الأعمال الإرهابية أدت بطبيعة الحال الى استشهاد وإصابة الآلاف من اليمنيين وهناك من كتبت له الحياة من الذين تم استهدافهم في الطرقات والجسور بعد الغارات الحاقدة لكنهم لم ينجوا من إصابتهم بعاهات وكسور وحروق..
واستخدمت السعودية زعيمة تحالف الشر ضد اليمن مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليا حيث اكتشف ذلك الأطباء على الجثث والأجساد المحروقة جراء قصف طائرات بني سعود والأمريكان وحلفائهم وقد اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في أكثر من تقرير قدم الى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية في العالم مملكة بني سعود بأنها استخدمت القنابل العنقودية والصواريخ المحرمة في حربها غير المبررة وغير الأخلاقية على الشعب اليمني .
خمسة مليارات دولار
وخلال بحثنا عن معلومات واحصائيات دقيقة عن عدد الجسور والطرقات في حين ما تزال عملية الاستهداف متواصلة حتى اللحظة التقينا بالمهندس انيس السماوي – رئيس مجلس إدارة صندوق صيانة الطرق بوزارة الأشغال العامة الذي بين حجم الأضرار المباشرة التي خلفها العدوان السعودي خلال عامين من العدوان على اليمن وطبعا هذه الإحصائية لم تشمل الطرق والجسور التي قصفت أمس واليوم وما تزال هدفا للعدوان حتى إشعار آخر فما يزال العدوان يمعن في جرائمه ويواصل صب حمم حقده وجبروته على مقدرات الشعب اليمني دون رحمة أو خوف من أحد..
ويؤكد المهندس أنيس السماوي أن شبكة الطرق تعتبر من أهم وأكبر مكسب لثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين التي تصل تكلفة تشييدها إلى خمسة مليارات دولار تقريبا.
موضحا أن وجود صندوق صيانة الطرق كان لابد منه لأهمية الحفاظ على الطرق وصيانتها إلا ان محدودية الموارد لم تف بغرض الصيانة بصورة فاعلة ولأهمية الطرق التي جعلها العدوان الغاشم هدفا استراتيجيا لعدوانه والتي تصل التكلفة المباشرة لإعادة اعمارها إلى أربعة مليارات دولار بالإضافة إلى التكلفة غير المباشرة ” الاقتصادية والاجتماعية” والتي تصل إلى أكثر من أربعة مليارات دولار تقريبا.
معالجات سريعة
وأكد المهندس أنيس السماوي تحول عمال وكوادر الصندوق والمؤسسة العامة للطرق والجسور الى خلية نحل لمجابهة العدوان البربري على اليمن حيث عمل كل موظفي وكادر الطرق والجسور على إفشال طموح الأعداء في عزل المحافظات اليمنية عن بعضها البعض وبقيت الطرق مفتوحة أمام الحركة من خلال الطرق البديلة والتحويلات التي نفذت للأجزاء المتضررة بسبب القصف الممنهج لأهم أجزائها خاصة الجسور ومصارف المياه من قبل طيران العدوان الغاشم .
وقال رئيس مجلس ادارة صندوق صيانة الطرق : نفذنا العديد من المعالجات السريعة والمؤقتة ولم يقتصر عمل الصندوق على ذلك فقط ولكن تمت إعادة اعمار بعض الجسور والمصارف المائية بصورة دائمة على طريق (صنعاء- تعز) وطريق (صنعاء – الحديدة ) وطرق أخرى في مختلف محافظات الجمهورية.
شريان الحياة
وأضاف المهندس السماوي ان العدوان عمل على استهداف شبكة الطرق في اليمن لأن الطرق تمثل شريان الحياة للمواطن اليمني فبتدميرها يؤثر على جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وغيرها كون الطرق تعتبر من أهم المنشآت الخدمية وتدميرها يؤثر في حركة النقل والمرور ويضيف أعباء وجهوداً على كاهل المواطن اليمني.
مؤكدا أن عملية البناء والتشييد بحاجة الى الكثير من المال والوقت أيضا ولن يتسنى ذلك إلا بعد ان تحط الحرب أوزارها وتتوقف نهائيا، مشيرا إلى أن العمل اليوم يعتبر إسعافياً ومؤقتاً حتى تبقى الحياة وتستمر حركة السير في مختلف الطرقات داخل الجمهورية اليمنية .
91 جسراً و5000 كم طرقات
ويرى المهندس نبيل إسماعيل المؤيد – رئيس لجنة الطوارئ كبير مهندسي صندوق صيانة الطرق بوزارة الأشغال العامة والطرق أن العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلدنا قد ركز منذ بدايته في 26 مارس 2015م على تدمير البنية التحتية وعلى رأسها شبكة الطرق والجسور في محاولة منه لتمزيق الوطن اليمني الكبير وتقسيمه بهدف الاضرار بالمواطن وقطع سبل الحياة من خلال قطع الطرقات وتدمير الجسور والعبارات.
واوضح المهندس المؤيد أن الوزارة بحاجة إلى أربعة مليارات دولار لإعادة بناء وترميم ما دمره العدوان السعودي كتقديرات أولية للجنة من كبار المهندسين لأجل إعادة الحياة وحركة المرور.
وأضاف المؤيد إن شعبنا اليمني أبدى صموداً ليس له نظير فهذا الشعب عظيم لا يكل ولا يمل لا يعجز ولا ييأس، سباق في كل شيء يبحث عن الحلول والبدائل في التصدي لمثل هذا العدوان والسفه السعودي والعربي الممنهج الناجم عن حقد دفين في قلوب الأعداء.
مداخل صنعاء
وقال المؤيد العائق الوحيد الذي يعترض فرق الطوارئ هو تكدس السيارات والمركبات على جانبي الجسر مما يصعب وصول المعدات بسهولة ويسر إلى مكان الغارة أو الجسر المتضرر، وأضاف: يسبقنا في بعض الأحيان المواطنون في مبادراتهم فعلى سبيل المثال عندما قام العدوان بتدمير أحد الجسور في منطقه الحيمة والذي يربط بين أمانة العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة حيث قام سكان المنطقة بردم الجسر الذي دمره العدوان بجهود شخصية وفتح الطريق أمام المسافرين قبل أن تصل فرق الطوارئ, كذلك تمت إعادة ترميم الجسر الواصل بين محافظة مارب وأمانة العاصمة صنعاء في منطقة نهم، حيث قام العدوان بتدمير الجسر تدميراً جزئياً حيث قام أحد المقاولين بنقل الأخشاب والعمال إلى المنطقة لترميم الجسر وبناء جوانب الجسر لسلامة المسافرين رغم تحليق الطيران فوق العمال لكنهم ظلوا يعملون دون خوف وجهز الجسر، وهذا دليل آخر على تلاحم الشعب فيما بينهم لمواجهة العدوان الهمجي, كما تمت إعادة تأهيل جسر الطويلة بالمحويت عندما قام أحد مالكي الشيولات بردم ومسح الطريق وفتحها أمام المسافرين إلا أن حقد النظام السعودي أعمى بصائرهم فقام العدوان في اليوم الثاني بضرب منزل صاحب الشيول مع المعدات التابعة له وهذه من الحوادث التي نتوقع حصولها من قبل طائرات العدوان ومزوديهم بالإحداثيات من الداخل للأسف الشديد ..! وأضاف: نتعرض نحن في صيانة الطرق لتدمير معدات الصندوق في أكثر من موقع، فالعمال والمهندسون يهربون عند سماعهم تحليق الطائرات ولكنهم لا يتمكنون من إخفاء المعدات فتأتي الضربات عليها ولكننا لن نستسلم أو نخضع لهؤلاء الجبناء .
عنوان للصمود
ويؤكد رئيس مركز الطوارئ ان محافظة صعدة تبقى عنواناً للصمود والتحدي فهناك تركيز للغارات على كل شبر فيها فقد استهدف العدوان الجسور الرابطة بين مديريات محافظة صعدة بالكامل، فمثلا تم استهداف الجسر الذي يربط مديرية باقم بمدينة صعدة ودمر جسر عكوان في مديرية الصفراء وكذلك تعرض جسر مفرق الطلح في مديرية سحار إلى القصف وكذلك جسر بركان المدرج في مديرية حرف سفيان الذي يربط صعدة بمحافظة عمران لغرض فصل وعزل المحافظة عن محافظات الجمهورية وهذا ما عجز عنه العدوان بفضل صمود أبناء صعدة.
وأضاف المهندس المؤيد إن العدوان السعودي شن عشرات الغارات على الجسور الرئيسية التي تربط مديريات حوث والعشة والقفلة وعاهم وحرض, وكذلك طرق وجسور مديريات الشريط الحدودي الغربي لمحافظتي صعدة وحجة حيث استهدفت بشراسة وعنف فقد استهدف خط حرض – رازح ودمرت معظم جسور الوديان فيه منذ الشهر الأول للعدوان ما أدخل تلك المناطق في عزلة تامة إضافة لاستهداف الخطوط الجبلية مباشرة مما أدى إلى عزل المديريات الجبلية عن الوديان.
فصل المحافظات
وضمن أهداف العدوان ايضا فصل المحافظات الجنوبية عن الشمالية بقصف الجسور الهامة واستهداف الطرقات بعشرات الغارات في محافظات لحج وأبين وشبوة، حيث قصف العدوان جسر عقان الاستراتيجي في مديرية المسيمير محافظة لحج الذي يربط بين محافظتي تعز وعدن ليقطع الخط العام بين المحافظات الجنوبية عن الشمالية ولكنه لم ينجح في ذلك, واستمرت محاولات العدوان اليائسة لحصار العاصمة صنعاء من خلال استهدافه للطريق العام الذي يربط صنعاء بالضالع باستهداف جسرين الأول يقع في مدينة دمت القديمة ويربط بين الضالع ومحافظة إب والثاني يربط بين العاصمة صنعاء ومحافظات الضالع- لحج- عدن ولكن تمت إعادة الجسور بطرق اسعافية مؤقتة ولم تتوقف الحركة في هذه الطرق, وكذلك قصف جسر بيحان الذي يربط محافظة شبوة بمحافظة مارب, كما شن العدوان أعنف الغارات على عقبة ثرة الاستراتيجية التي تربط محافظتي البيضاء بمحافظة أبين إلا أنها فشلت في قطع الطريق العام لوقوعه في منطقة جبلية وكان جسر السلام الواقع في مفرق النقية الرابط بين محافظتي شبوة وأبين قد استهدف عدة مرات من طائرات العدوان مما أدى إلى تدميره بالكامل إضافة إلى استهداف الطريق العام الذي يربط محافظة شبوة بمحافظة البيضاء كما استهدفت عدة جسور تربط محافظة تعز بمحافظتي عدن ولحج أبرزها جسر الهاملي وجسر وادي رسيان وجسر وادي طنح وغيرها من الجسور والعبارات في تلك المناطق.
وقال المهندس نبيل إسماعيل المؤيد ان التكلفة التقديرية لصيانة أو إعادة إنشاء الجسور المتضررة البالغ عددها 91 جسراً موزعة على محافظات الجمهورية 453 مليون دولار, كما دمر العدوان السعودي حوالي 4936 كيلو متراً من الطرقات في أمانة العاصمة والطرق الرئيسية المرتبطة بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات بتكلفة إجمالية بلغت 966 مليون دولار.
مشيرا إلى أن إجمالي الخسائر المادية المباشرة والتراكمية على شبكة الطرق والجسور جراء العدوان تصل الى قرابة أربعة مليارات دولار الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة جراء استهداف شبكة الطرق والجسور من قبل العدوان السعودي الأمريكي.. وهذه التقديرات مبنية على أسعار ومؤشرات قديمة وفي الظروف العادية قابلة للزيادة بعد الدراسات الميدانية.

قد يعجبك ايضا