الصمت الأممي المقُيت حيال جرائم العدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني
أحمد يحيى الديلمي
في الثانية بعد منتصف ليل الخميس الموافق 26 مارس 2015م أيقظت اليمنيين غارات شنّها طيران دول تحالف العـدوان السعودي الامريكي الصهيوني ، وأتى اصحاب المشروع هذه المرة بشخصهم ليستهدفوا الـيمـن أرضاً وإنسـاناً وحضارةً بعد أن كانوا يمارسون جرائم الاغتيالات والتفجيرات في اطار المشروع الصهيوأمريكي الذي يستهدف اليمن ويحاول النيل من ثورة 21 سبتمبر المباركة.
واليوم … دخل العدوان السعودي الأمريكي عامه الثالث، الذي يشن حرباً بلا هوادة على الشعب اليمني بمشاركة عدد من الدول الخليجية والعربية وبتحالف مع قوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، مخلفاً عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ، وتدمير هائل في البنُية التحتية والمرافق الخدمية والاقتصادية …الخ ، مما دفع بعض المراقبين لتسمية العدوان السعودي الأمريكي هذا بأكبر كارثة انسانية في تاريخ البشرية منذ الحرب العالمية الثانية.
وبالتأكيد … ودون أدنى شك فأن ذلك العدوان الغاشم والبربري هو بالفعل أكبر كارثة انسانية في تاريخ البشرية ، فقد مرّ عامان وما يزال مستمراً ذلك العُـدوان الغاشم في صوره الوحشيةٍ التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ، فمنذ السادس والعشرين من مارس 2015م ، وحتى اليوم هي مدة كفيلة بأن تكشف للعالم أجمع فظاعة الصمت المُخزي والسقوط الأخلاقي المقيُت ،وكشف كل الأقنعة وإماطتها كلياً عن وجوه كثير من الدول والدويلات والمنظمات الحقوقية التي تتشدق بحقوق الانسان، فلم يسبق للقانون الدولي الإنساني أن انتهك كما هو حاصل خلال عامين من العدوان على اليمن التي كانت مدة مليئة بالأحداث الجسام والعظام.
الامم المتحدة … تلك المنظمة الامُمية التي وجدت لإرساء السلام في العالم وانيط بها حق التدخل بحماية المدنيين ومنع جرائم الإبادة الجماعية وتقديم المساعدة الإنسانية وحماية حقوق الإنسان كمبدأ أصيل من مبادئها ، فشلت منذ الوهلة الاولى منذ بدأ العدوان حتى يومنا هذا في القيام باي دور من شأنه أن يحمي المدنيين من وحشية العدوان السعودي الامريكي الذي ارتكب الالاف الجرائم والمجازر الوحشية مستخدماً كل أَنواع الأسلحة المحرّمة دولياً ، منها العنقودية ، والانشطارية،، والفراغية ، ولم يقم مبعوثها الاممي بأي دور فاعل في المساهمة في وقف تلك الجرائم التي فاقت جرائم الحرب ضد الانسانية خسة ودناءة ووحشية ؛ بل كان متواطئ ولعب دوراً سياسياً مشبوهاً أكد من خلاله تواطئ هذه المنظمة مع العدوان وجرائمه الوحشية.
ومنذ الوهلة الاولى للعدوان لم يتجاوز دور الامم المتحدة عن بيانات وإدانات وتحذيرات وتعابير جوفاء عن قلق أممي وفزع مما يجري في اليمن والتي تحولت إلى ظاهرة صوتية فقط أشبه بالقنابل الصوتية ، وذلك بفعل المال السعودي المُدنس ،فلم تستجب لكل نداءات الانسانية ؛بل تركت الشعب اليمني في مواجهة مصيرية مع تداعيات العدوان والحصار ، حيث تجد سلسة طويلة من إخفاقات الأمم المتحدة وصمتها المقُيت وتواطؤها الُمتعمد إزاء العدوان الغاشم الذي خلف – وما يزال- جرائم دموية ومجازر وحشية ومأساة إنسانية ،وتدمير شامل للبُنية التحية لدولة عضو في الأمم المتحدة.
وعلى طاولة منظمة الامم المتحدة اغُتيلت العدالة الدولية برصاص مجرم لم يعُد مجهول الهوية وباتت القوانين الدولية والمواثيق الأممية مجرد شعارات وهمية ، حذفت اموال النفط حقوق “الانسان” اليمني من قوانين منظمات “حقوق الانسان” الدولية ،وبات المجتمع الدولي يغض الطرف وكأن ببصره غشاوة عن جرائم الابادة الجماعية بحق أبناء الشعب اليمني ، واصبحت مسألة حياة الإنسان اليمني وموته تصدر من غرف عمليات العدوان السعودي الأمريكي تدٌيرها اياد إسرائيلية لارتكاب جرائم وحشية ومجازر إبادة جماعية ،والتي كشفت الستار عن موت ضمير المجتمع الدولي فيما يزداد أعداء الانسانية وحشية ويواصلون القتل وارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين من اليمنيين وابادتهم بأفتك انواع الاسلحة المحرمة دولياً.
لا احد يكترث أو يتحمل مثقال ذرة من مسؤولياته امام تلك الجرائم الوحشية ومجازر الابادة الجماعية التي ترتكبها قوى العدوان الغاشم على اليمن ، فليس هذا بغريب مادام المجرمون الذين يرتكبون تلك المجازر هم قوى الاستكبار العالمي “أمريكا وإسرائيل” وادواتهم من النظام السعودي وبعض الانظمة الاخرى العميلة.
وفي انتهاكات صارخة لمضامين القانون الانساني الدولي واتفاقيات حماية المدنيين ، التي تؤكد على ضرورة قيام جميع الأطراف بكفالة سلامة المدنيين ؛ ضرب تحالف العدوان بكل تلك المواثيق والمعاهدات الدولية عرض الحائط ،ونفذ طيرانه قصفا مباشرا على تجمعات سكانية ،ودمّر الألاف من المنازل وهدمها فوق رؤوس ساكنيها.
وعندما تتحدث الأرقام تصاب بالدهشة والذهول إزاء ما ارتكبته قوى العدوان ،حيث وصلت الاحصائيات بمرور عامين على بدء العُـدوان السعودي الامريكي إلَـى اثنين وثلاثين ألف نسمة بين شهيد وجريح (تقريباً) ، جلهّم من النساء والأَطْفَال، بعد أن قامت قوى العدوان بتجريب انواع الأسلحة الحديثة والخطيرة على رؤوسهم مستخدمة اسلحة كيمائية وتدميرية فتاكة ومحرمة دوليا على مختلف الاحياء السكنية في تعمد واضح لقوى تحالف العدوان على قتل اليمنيين وإبادتهم إبادة جماعية بصورة مخالفة لأحكام ومبادئ القانون الدولي الإنساني.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد :بل عمدَت قوى العدوان إلَـى استهداف كلّ مقومات الحياة من مدارس ومصانع ومستشفياتٍ، ومساجدَ، ومتاحفَ، وحدائقَ، وجسورٍ، وطرقات، وموانئ، ومخازن غذائية ومنشآت حكومية، وغير حكومية، ومعالمَ دينية، واسواق تجارية ومنشآت خدمية وصالات عزاء وقاعات أفراح وعزاء وغيرها من الاهداف المدنية المكتظة بالمدنيين ،وفرض حصار بري وبحري وجوي شامل استهدف الماءَ والغذاء والدواء وكل المواد الأَسَـاسية الخدمية وفي مقدمتها النفط.
وعلى الرغم من عشرات الادانات والاستغاثات التي توجهها بعض المنظمات الانسانية والحقوقية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتحرك الجاد بالحد الادنى لوقف أبشع الجرائم والمجازر الوحشية التي حلت بشعب يراد له الابادة ؛ لم تلق تلك الادانات والاستغاثات أذاناً مصغية ، وماتزال ردود الفعل الدولية إزاء تلك الجرائم الوحشية المرتكبة مخيبة جداً ولم تتعد عبارات القلق والشجب والإدانة ؛ بل تحولت الى محاولات حثيثة للتكتم على الجرائم البشعة والمجازر الوحشية تلك بحق ملايين اليمنيين ، وكأن على الدم اليمني المسفوك ظلماً وعدواناً أن يصًبح سيلاً قادراً على كسر حواجز الصمت المشترى بالمال السعودي المٌدنس.
ولا غرابة في ذلك طالما وأن العالم يشهد واقعا دوليا مزريا يلهث وراء المال المُدنس ويغض الطرف عن المجازر الوحشية التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني مستخدماً جميع أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً لإبادة الشعب اليمني بأكمله.
وبعد عامين من العدوان الغاشم ، الذي واصلت فيه الة الاجرام السعودي الأمريكي الصهيوني جرائمها بحق الالاف من المدنيين اليمنيين؛ فشلت كل تلك التحالفات في كسر مقاومة الشعب اليمني العظيم ، بالرغم من طغيان وعنجهية وتعجرف تحالف العدوان وشنه حرب الإبادة بمختلف الأسلحة الفتاكة, وكان صمود الشعب اليمني مفاجئا ، بل ومرعباً لهم ، خاصة وانهم أهل اليمن الذين يعتمدون على قوة عزيمتهم وإيمانهم بالله القوي العزيز وتمسكهم بمشروعهم الوطني الرافض للوصاية والظلم .