القوة الصاروخية.. استراتيجيـة النفس الطويل والرد الحاسم

> منظومات صاروخية متنوعة صنعت في اليمن:
– قاهر 1 احتل النصيب الأوفر في عمليات الإطلاق إلى داخل العمق السعودي
– توشكا خلّد ذاكرته في أفئدة اليمنيين عزة وإباء
– بركان 2 المعادلة الرابحة في قوة الردع اليمنية.. والقلق الذي يقض مضاجع العدوان

> قاعدة الملك خالد بن عبدالعزيز في خميس مشيط كانت الهدف الأول للإعصار الباليستي اليمني

إعداد / جمال الظاهري
كانت ولا تزال القوة الصاروخية اليمنية, هي المفاجأة الأكبر والأشد إيلاما للعدو وصاحبة الكعب الأعلى في الأثر وفي معادلة الردع التي يحسب لها العدوان ألف حساب.
ففي بدايات شن العدوان على اليمن من قبل التحالف بقيادة السعودية , كان سلاح الصواريخ الباليستية من أولوياته ولذا ركز على أماكن تواجد هذه الصواريخ بناء على معطيات استخباراتية أمريكية وبريطانية وأردنية ومصرية اشتركت في تدريبات الجيش اليمني وفي إعادة الهيكلة لهذا الجيش من قبل الرئيس المنتهية ولايته (هادي) وعدد من كبار الضباط الضالعين في مؤامرة الأمس وعدوان اليوم.
نجح رجال الجيش واللجان الشعبية في حماية هذه الصواريخ, وبدأوا في استخدامها بحرفية عالية أقضت مضاجع المعتدين, وحين بدأت تنهال على مواقع داخل العمق السعودي, تحسست أكثر من عاصمة ومدينة خليجية رأسها.
وفي تحد واضح للجيش اليمني، استطاعت القوة الصاروخية اليمنية أن تتغلب على الحصار.. بل وحولته إلى مناسبة لاختبار قدرات عناصرها في ظل حالة من تحدي الواقع الذي فرضه الحصار الشامل على كامل الأراضي اليمنية, فكان النجاح حليفهم.
نجحوا في تحديث وتصنيع منظومات صاروخية متنوعة منها القصيرة والمتوسطة المدى ضمن استراتيجية النفس الطويل والرد المتدرج وفق المتاح والممكن وفي زمن قياسي وتحت نيران القصف الذي لم يتوقف ليلاً ونهاراً على كل الأماكن التي يرى العدوان احتمال تواجدهم فيها.
لم يتوقف دور الوحدات الصاروخية عند هذا الحد، ولم تكتف بما لديها من الصواريخ الروسية الصنع، فعملت على تطوير ما لديها منها, وبدأت بإنتاج صواريخ محلية الصنع أثبتت فاعليتها في الميدان.
لم يمر العام الأول من العدوان إلا وقد أعلنت القوة الصاروخية عن منظومة صاروخ القاهر واحد أرض أرض المطور محليا،ً والذي يتميز بقاعدتيه الثابتة والمتحركة ومداه الذي يصل إلى مائتين وخمسين كم، واحتوائه على ثمانية آلاف شظية، بل إن هذا الصاروخ قد حقق نجاحاً ابهر كل من تابع مسيرة استخدامه, حيث كان له النصيب الأوفر في عمليات الإطلاق إلى داخل العمق السعودي.
النجم الثاقب بجيليها الأول والثاني و3 أجيال من الصرخة، و زلزال واحد واثنين وثلاثة الذي كان له الوقع الأشد على النظام السعودي كونه صاروخاً باليستياً محلي الصنع، يحاكي صاروخ (توشكا الروسي) ذائع الصيت.
اليوم وبعد عامين من العدوان أصبح الثابت أن القدرات الصاروخية اليمنية قد تفوقت على القدرات الدفاعية السعودية ومنظوماتها الاعتراضية, وأن قوات الجيش اليمن استطاعت حماية وإخفاء ما تمتلكه من هذه الصواريخ, بل ونشرتها في وأطلقتها من أكثر من مكان، عجز طيران التحالف عن تعقبها واستهدافها.
بركان (2) يضرب قاعدة الملك
سلمان الجوية في الرياض
وفي إطار إرسال الإشارات القوية التي عمدت القوات الصاروخية اليمنية إرسالها إلى النظام السعودي والتي كان أخرها الضربة الصاروخية المسددة إلى العمق السعودي بتاريخ 03/2017م, أطلقت القوة الصاروخية صاروخاً باليستياً من نوع بركان (2) محلي الصنع على قاعدة الملك سلمان الجوية في العاصمة السعودية الرياض.
مصدر عسكري أكد أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة، وأن هذه العملية تأتي كرسالة للعدوان تعبر عن الجاهزية والقدرة قبل أيام من دخول عدوان التحالف عامه الثالث.
وعن القاعدة المستهدفة فإنها قاعدة عسكرية وتقع في وسط الرياض, وكانت تسمى قاعدة الرياض الجوية, ومؤخراً أصبح اسمها قاعدة الملك سلمان الجوية, ومن النشاطات التي تجري فيها عمليات تدريب الطيارين العسكريين، ومنها تأتي الأوامر لقوات التحالف وفيها تحدد الأهداف، وتعد من أحدث القواعد العسكرية على مستوى العالم، مجهزة بأحدث أنظمة التوجيه والمتابعة، وفيها يتواجد خبراء التحالف العدوني لجميع الدول المشاركة في العدوان على اليمن ومنها صدرت التوجيهات ببدء العدوان، وفيها عزفة العمليات الرئيسية للتحالف وهي مجهزة بأحدث أنظمة الدفاع العالمية.
3 ضربات صاروخية في يوم واحد
بتاريخ 17مارس 2017م, أطلقت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية صاروخاً باليستياً متوسط المدى على شركة ارامكو في جيزان.
مصدر عسكري لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) قال: إن القوة الصاروخية استهدفت بصاروخ باليستي متوسط المدى شركة ارامكو في جيزان, مؤكدا أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة.
وسائل اعلام العدوان وحسب “الوطن” السعودية أكدت إطلاق الصاروخ على جيزان, وقالت: أنه تم اعتراضه من قبل الدفاعات السعودية فوق جيزان ولم تعط “قوات التحالف” بقيادة السعودية، إلى الآن، أية معلومات حول الحادثة.
وفي نفس اليوم لقي العشرات من مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي مصرعهم بقصف صاروخي استهدف تجمعا كبيرا لهم بمعسكر كوفل بمديرية صرواح بمحافظة مارب.
وحسب مصدر عسكري لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) فإن الجيش واللجان الشعبية استهدفوا تجمعات للمرتزقة بمعسكر كوفل بصواريخ زلزال (1) وقذائف المدفعية أصابت أهدافها موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوف المرتزقة وجنود الغزاة لا زالت الأنباء متضاربة حول عددهم.
وأشار المصدر إلى أن سيارات الإسعاف نقلت عشرات الجثث المتفحمة فيما وجهت مستشفيات مدينة مارب نداء استغاثة للتبرع بالدم نتيجة العدد الكبير من الجرحى.
المخا كانت على موعد مع الضربة الصاروخية الثالثة, حيث أطلقت القوة الصاروخية صاروخي (أوراغان) وكاتيوشا وقذائف مدفعية على تجمعات لآليات وعناصر الغزاة والمرتزقة في مديرية المخا, نتجت عنهما خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوف الغزاة والمرتزقة وعتادهم العسكري.
الأهمية الاستراتيجية للصواريخ
ركز العدوان منذ بداية عمليات القصف وبعد تحييد منظومة الدفاع الجوية الصاروخية التي كان قد عمل مع الفار (هادي) على إعطابها وإخراجها عن الخدمة، على استهداف منصات الصواريخ الباليستية ومخازنها, واستخدم من أجل ذلك أقصى ما لديه من قوة تدميرية وكثافة نارية كي يضمن التسيد والإنفراد بساحة القتال دون أي مخاطر.
من هذا المنطلق وبناءً على ما استعد به واستخدمه في استراتيجية الهجوم المباغت والقوي جاءت تصريحات الناطق الرسمي باسم العدوان “احمد العسيري الذي لم يتوان في التصريح بأنهم قد قضوا على هذه الصواريخ وفي أقل تقدير بأنهم قد دمروا أكثر من 90% من الصواريخ اليمنية الباليستية.
بدايات الرد
ومن قاعدة الملك خالد بن عبدالعزيز في خميس مشيط كانت البداية بعد خمسين يوماً من العدوان الذي أعلن متحدثه العسكري أنهم قد قضوا على الصواريخ الباليستية, وبالتحديد بتاريخ 6 يونيو 2015م, بصاروخ (اسكود) الذي حمل بعد التطوير اسم “بركان1” الذي يصل مداه إلى أكثر من 800 كم حقق هدفه بدقة عالية.
هزت هذه العملية النوعية أركان النظام السعود, ولقي فيها العديد من الضباط السعوديين مصارعهم, منهم قائد القوات الجوية السعودي والذي أعلن عن وفاته في وقت لاحق، مدعين بأن سبب الوفاة نوبة قلبية, هذه العملية أثارت قلقاً كبيراً لدى الكثير من الدول المشاركة في تحالف العدوان وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وإسرائيل والإمارات التي تتصدر وتقود التحالف.
شهر صاروخي بامتياز
16 /7/ 2016م إطلاق صاروخ زلزال-3 الباليستي على قاعدة بن يالين العسكرية بنجران , حيث أكدت وحدات الرصد إصابة الصاروخ لهدفه المرسوم بدقة عالية.
19 /7 /2016م إطلاق 3 صواريخ من نوع أورغان على معسكر سعودي مستحدث في جيزان ومقتل ثلاثة ضباط وعدد من الجنود من قوات العدو السعودي .
21 /7 /2016م إطلاق صاروخ أورغان على موقع مدفعية قوات العدو السعودي في منطقة أبو مضي بجيزان, وأيضاً إطلاق صاروخ زلزال-3 الباليستي للمرة الثانية على معسكر الحرس الوطني السعودي في نجران.
23 /7 /2016م إطلاق صاروخ زلزال-3 الباليستي على المعسكرات السعودية في نجران للمرة الثالثة ,حيث استهدف الصاروخ معسكر الدفاع الجوي السعودي في نجران.
25 /7 /2016م إطلاق صاروخ باليستي من نوع “توشكا” للمرة الثانية على معسكر للقوات السعودية بمنطقة “أحد المسارحة” في قطاع جيزان.
يومها الناطق الرسمي للجيش اليمني العميد الركن شرف غالب لقمان هدد باستهداف عشرات المواقع والمعسكرات السعودية إن لم يتوقف العدوان السعودي الأمريكي على الأراضي اليمنية, وأشار إلى أن أهداف الضربات القادمة لن تكون بأقل من سابقاتها وسيتم فرض معادلة جديدة في الحرب, وفي نفس التاريخ صرح مصدر عسكري أن القوة الصاروخية استهدفت مبنى القيادة وكانت الإصابات مسددة وأسفرت عن سقوط عدد كبير بين قتيل وجريح بينهم قيادات ميدانية , ومن ضمن القتلى ركن التوجيه المعنوي المعين من قبل التحالف للمنطقة العسكرية الخامسة.
النفس الطويل وتدرج الرد
الجيش اليمني ورجال الصواريخ كان لهم رأي آخر تأنوا ولم يجاروا عسيري بالتصريحات التي تفاخر فيها وبعد خمسة أيام من العدوان بأنه تم القضاء على الصواريخ الباليستية, اختاروا أن يكون ردهم عملياً وحين أتى الوقت المناسب كشفت القوة الصاروخية اليمنية عن تمكنها من إنقاذ هذه الصواريخ وأكثر من ذلك تطويرها.
تدرج استخدام الصواريخ في عملية الرد وإطلاق الصواريخ على اهداف في نجران أهمها قاعدتي الحرس والوطني والدفاع الجوي التي تبعد قرابة 20 كيلو متراً عن اقرب نقطة حدودية, ثم وصلت إلى جيزان التي تبعد 60 كيلو متراً واستهدفت قاعدة الواجب والمطار والميناء وشركة (أرامكو), أكبر وأهم الشركات السعودية, والميناء ومحطة كهرباء جيزان, وقبل أيام أطلق صاروخ آخر على نفس الشركة (أرامكوا) في جيزان.
توسع الرد وبلغ مدينتي أبها وخميس مشيط في عسير التي تبعد نحو (100) كم وأكثر .. قاعدة الملك خالد وفيصل ومطار أبها, ليطال الأهداف النوعية في عمق أراضي العدو السعودي.
وقبل أن تدخل القوات الصاروخية في مرحلة الاستهداف النوعي وعقب استهداف مطار عبدالعزيز في جدة كان الناطق باسم قوات الجيش (لقمان) قد حذر العدو من مغبة التمادي وأكد أن قوات الردع الصاروخية جاهزة, وأن إحداثيات المواقع الحيوية العسكرية السعودية جاهزة, وقال: “نتمنى ألا تضطرنا دول العدوان السعودي اللجوء إلى مراحل أكثر تقدماً وإيلاماً في خياراتنا الإستراتيجية، فالأهداف القادمة ستكون موجعة جداً لبني سعود”.
أهم الضربات في الداخل
أهم الضربات كانت في صافر (صحن الجن), وباب المندب (شعاب الجن), حصدت الكثير من القيادات العسكرية للعدوان والمرتزقة وقادة وضباط العملاء, حصدت هذه العملية حوالي (200) فرد, بصاروخ «توشكا» المرعب كان من أبرز قتلاها قائد القوات الخاصة السعودي وقائد القوات الإماراتية.
ليتواصل إطلاق الصواريخ وبوتيرة عالية, فبعد أربعة أيام من محرقة شعب الجن تطلق القوة الصاروخية صاروخاً آخر نوع (توشكا) على معسكر تداوين محافظة مارب, حصد أكثر من (140) من الغزاة والمرتزقة, ودمر عدداً من طائرات الأباتشي ومنظومة الدفاع الصاروخية (باتريوت).
صاروخان آخران بتاريخ 19 ديسمبر 2015م يستهدف مقر القيادة العسكرية للغزاة ومرتزقتهم بمنطقة صافر شرقي محافظة مارب بصاروخ «قاهر1» المعدل ولأول مرة محققاً إصابة مباشرة ودقيقة أوقع المئات من القتلى والجرحى من الغزاة والمرتزقة وأحرق طائرات أباتشي ودمر منظومة تحكم الطائرات بدون طيار, ومخازن للأسلحة والآليات العسكرية.
وفي عرض البحر أطلق صاروخ (اورغان) على السفينة الإماراتية (سويفت) في السواحل الغربية لليمن قبالة شواطئ المخا, وحينها حاول العدو تسويق الوضع في السواحل اليمنية ومضيق باب المندب بأن اللجان الشعبية والجيش اليمني يتهدد الملاحة الدولية, واستخدمت ذلك الولايات المتحدة الأمريكية كذريعة لاستهداف مواقع الدفاعات اليمنية قبالة المضيق, وفي الأيام الأخيرة صاروخ جديد أصاب الفرقاطة السعودية في عرض البحر هذا الصاروخ لم يعرف نوعه حتى الآن.
التحول النوعي
البداية كانت ضرب قاعدة (السليل) بصاروخ (اسكود) الروسي الصنع, بتاريخ 30 يونيو 2015م, هذه القاعدة تبعد أكثر من (400) كم عن أقرب نقطة حدودية وتقع ضمن محافظة الرياض وبالتحديد في وادي الدواسر.
وفي 20 اغسطس 2015م استهدفت القوة الصاروخية للجيش مقر قوة الواجب البحرية للعدو السعودي في جيزان بصاروخ باليستي من نوع «توشكا» أصاب هدفه بدقة عالية..
وفي يوم 26 اغسطس 2015م أطلقت القوة الصاروخية للجيش الصاروخ الثاني من نوع «سكود» على كهرباء حامية جيزان فجُنَّ جنون السعودية وتحالف العدوان، ووصلهم معنى قول الجيش والقيادات السياسية بأن الحرب لم تبدأ بعد.
المفاجأة
شكلّت إزاحة الستار عن البركان (1) واستهداف قاعد الملك فهد وعلى عمق (550) كم, ومؤخرا استهداف بركان (1) لقاعدة الملك عبدالله الجوية القريبة من مطار الملك عبدالعزيز التي تبعد 650 كيلو متراً عن اقرب نقطة حدودية يمنية صدمة كبيرة لحكام الرياض.
خيبة أمل العدوان
ما كان التحالف العدواني قد صرح به على لسان ناطقه الرسمي (عسيري) حول نجاح طائراتهم في القضاء على أهم أسلحة الردع اليمنية (الصواريخ البالستية اليمنية), أو على أقل تقدير 90% منها ذهب أدراج الرياح, ليتأكد للعالم وقبلهم لدول العدوان, أن الجيش اليمني استطاع أن يمتص الضربة الأولى وتجاوز مرحلة الصدمة التي عول عليها التحالف في إرباك وإفقاد الجيش واللجان الشعبية والشعب اليمني التوازن, وأن تحقيق أول واهم أهدافه قد فشل, ما أربك كل حساباتهم, وفرض معادلة جديدة على الأرض, قائمة على حقيقة أن قدرات الردع اليمنية (الصاروخية) بالتحديد سليمة وأنها قادرة على تغيير المعادلة ولجم الاندفاع العسكري لقوى العدوان, وهذه الحقيقة لا يمكن تجاهلها.
الاستنجاد بأمريكا وبريطانيا
سبق ذلك ما خرجت به رباعية جدة الذي جمع وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، وفي ما يخص الصواريخ جاءت منه المطالبة التي تدل على اهتمام دول العدوان وخوفها من هذه الصواريخ وفي مقدمة هؤلاء السعودية, فأدرج موضوع تسليم الصواريخ, وأدخل البند المطالب بتسليمها إلى طرف ثالث يتولى استلام الأسلحة من الجيش واللجان الشعبية وأصبح مطلباً أساسياً في كل المبادرات ومنها مبادرة كيري.
مكاسب سياسية
أمر آخر فرضته هذه الصواريخ التي أدخلت عليها التحسينات وثبت مهارة وقدرة من يستخدمها تمثل في فرض حقيقة لطالما عمل المعتدون على طمسها وهي أن الحرب ليست يمنية (أهلية), وأن هذه الصواريخ, إلى جانب المعارك الدائرة في الحدود، كشف عن الأماكن المظلمة التي لم يرد العدو أن تظهر إلى العلن, ونقلت الصورة الحقيقية للصراع من حالة الاحتراب الداخلي اليمني اليمني ( حسب ما يتبناه العدوان إلى حرب تشنها أكثر من دولة ومجموعات يمنية من العملاء على بلد وشعب, وهذا الأمر هو ما تبناه المدافعون عن الوطن وكان من ضمن أهدافهم الرئيسية, وبأنها في الأساس حرب يمنية – سعودية.
وجاءت لحظة الحقيقة
اليوم وبعد عامين من القصف والتدمير والحصار, لا يزال الاستهداف والمحاولات للنيل من هذه الصواريخ متواصلاً بلا جدوى وإطلاق الصواريخ إلى داخل العمق السعودي مستمراً, وخطر الصواريخ اليمنية ماثلاً أمام أعين قادة التحالف الذي عبثا حاول عدم الكشف عن ما تمثله لهم من قلق وإرباك, حيث عبر عن ذلك نيابة عنهم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة عقب الاجتماع الخماسي الذي انعقد في بون, حيث قال وبكل وضوح: إن لا حل دون تسليم هذه الصواريخ, متجاهلاً لكل إدعاءات التحالف حول سبب شن العدوان وحكاية الشرعية وتنفيذ قرار مجلس الأمن.
كم يملك اليمن من الصواريخ؟
عبثاً تحاول المراكز المؤسسات المعنية بالتسلح, وأيضا الخبراء العسكريون والمحللون الاستراتيجيون أن يصلوا إلى رقم محدد عن ما يمتلك اليمن من صواريخ, وعن أنواع هذه الصواريخ, ولكن ما يؤكده الجميع أن اليمن يمتلك ترسانة من الصواريخ البالستية وعلى رأسها صاروخ سكود بنوعيه الروسي والكوري الشمالي.
(108) صواريخ باليستية
وعن عدد ما اطلق من هذه الصواريخ وقبل ساعات من النشر صرح مساعد الناطق باسم الجيش عن عدد ما تم إطلاقه من الصواريخ البالستية على قوات التحالف واعوانهم (108) صواريخ باليستية أطلقت على أهداف عسكرية خارج وداخل البلاد.
وعن أرقام ما دمر منها منذ بداية العدوان وكم تبقى، هذا لغز آخر حاولت الحصول على رقم بعينه ولم استطع, أين توجد هذه الصواريخ ومن يسيطر عليها ومن يتخذ القرار بشأن إطلاقها أيضاً هذا غير معلوم, الشيء الممكن أن تتوصل إليه من المعلومات هو ما يدلي به الناطق العسكري باسم الجيش أو مسا عديه.
أحجية التفوق
التكامل في الأداء العسكري بين الأجهزة المتخصصة والمعنية بتحركات الصواريخ وتحديد الأهداف والتوقيت, لغز آخر يفقد العدوان ومرتزقته صوابهم, هذا النجاح أحد أهم عوامل القوة لدى القوى الوطنية التي أحرجت تحالفا عريضا طويلاً يمتلك ترسانة عسكرية هي الأحدث والأقوى على مستوى المنطقة, فارق تسليحها ونوعيته قياساً بمن يتصدون لهم يجعل فهم ما يجري أحجية ستحتاج إلى دراسة وتأليف ومن ثم سيسارع العالم إلى تدريسها في أحدث الكليات والأكاديميات والمعاهد العسكرية.
المقارنة العجيبة
ما يحدثه الجيش اليمني ولجانه الشعبية بعتادهم البسيط مقارنة بما يمتلكه العدوان ووفق الحسابات العسكرية يعد ضرباً من الخيال, حيث أن ما يمتلكه المدافعون عن وطنهم لا يمثل 10% من ما يمتلكه الغزاة ناهيك عن من يشاركهم العدوان ممن باعوا وطنهم وشعبهم.
المقارنة بحد ذاتها مجحفة ولكن النتائج التي يضج بها الواقع تقول إن معايير ومقاييس القوة وعوامل التفوق على الأرض اليمنية لها معطيات خاصة لا يعرفها غير أبناء اليمن.
التنوع والتحديث لقوات الردع
اسكود:
منذ إدخال الصواريخ البالستية خط المواجهة والتي طورها قسم التصنيع العسكري بالجيش اليمني، والقوة الصاروخية تحقق اكبر نتائج عسكرية في تاريخ هذه الصواريخ لا يكاد العدو ومرتزقته يصحون من ضربة إحداها حتى يجد نفسه وسط محرقة جديدة سواء داخل اليمن أو في ما وراء الحدود.
وفي مقابل أحدث الطائرات والصواريخ والمدافع والدبابات والعربات والجنود المدججين بالسلاح والدروع يأتي سلاح الردع اليمني الأمل صواريخ (اسكود) التي استطاع سلاح الصواريخ اليمني أن يطورها في المسافة وحمولة الرأس المتفجر ودقة الإصابة, إضافة إلى ما سردناه سابقاً عن دقة الإصابة, يشكل صاروخ (اسكود) الركيزة الأهم في سلاح الصواريخ الباليستية, والذراع الطولى التي أرعبت العدو وأحرجت منظومة دفاعاته الجوية – الأحدث والأغلى في العالم-.
توشكا:
لهذا الاسم في خلد الشعب اليمني وقع متميز, كيف لا وقد رسم الفرحة على وجوههم في أكثر من مناسبة, صاروخ متوسط المدى (عتيق) الطراز ولكنه في اليد المناسبة التي أجادت استخدامه وجعلت منه أسطورة جذبت الشعراء والملحنين والراقصين على نغمات الكلمات التي قيلت فيه.
وفي أول مهمة له حصد (60) ضابطاً وجندياً من المرتزقة في صحن الجن بمحافظة مارب, وآخر أطلق على منظومة الكهرباء في نجران, أما الثالث, فقد أختار شعب الجن في باب المندب محافظة تعز وحصد يومها العشرات من المرتزقة, وآخر في جيزان.
(توشكا) صاروخ روسي الصنع تسمية s.s.21) ) أرض أرض قصير المدى يحمل على عربة, أقصى مدى له (120) كم, مجاله التدميري يصل إلى (500) كم, عالي الدقة, بنسبة خطأ لا تزيد عن 10 أمتار, وعدد شظاياه (8000) ألف شظية.
قاهر بكل أجياله:
قاهر (1) دخل الخدمة مؤخراً, أطلق منه (2) خلال 24 ساعة في عمق الأراضي السعودية, وهو معدل من سام (2) وله عدة مميزات, باليستي عدل من أرض جو إلى أرض أرض, يعمل بالوقود الصلب والسائل, ويعمل على مرحلتين, ويبلغ طوله (11) متراً, ووزنه (2) طن, بعد التعديل وصل مداه إلى (300) كم.
تعددت الروايات والتصنيفات لهذا الجيل من الصواريخ, ولكن جميع ما قيل عنه يعد اجتهادات محللين وخبراء لا يقفون على دليل ملموس, قهر الأعداء وتفوق على الحصار وجعل العدو يضرب كفاً بكف.
بركان:
بركان (1), (2) صاروخ باليستي مطور من قبل وحدة الصواريخ اليمنية محليا ويصل مداه (800) كيلو متر, ويزن (8) أطنان طوله (12) متراً ونصف ووزن رأسه المتفجر (1) طن, وهو صاروخ قابل للتطوير في الحمولة والمسافة.
يعول عليه في تجاوز الدفاعات (الباتريوت) وقد اثبت ذلك في كذا مناسبة, وفي ردع وإجبار العدوان على إعادة حسابه, وبعد استخدامه اشتكت السعودية إلى الأمم المتحدة من هذه الصواريخ بعد أن حط في مطار الملك فهد بن عبد العزيز, من أهم المواقع التي اطلق عليها مطار الملك عبدالعزيز في جدة, وقاعدة السليل وخالد في خميس مشيط, وهو صاروخ استراتيجي قادر على الوصول إلى أهداف على بعد (800) كيلو متر وأكثر.
زلزال بكل أرقامه:
زلزل التحصينات ودك الثكنات وثبت أقدامه في أغلب الجبهات, على بساطته في الشكل إلا أن حساسيته للأهداف ونهمه لحصد الأعداء لا يقارن قياساً بحجمه وبساطة مكوناته, ومن آخر هذه الأهداف معسكر (كوفل) في مارب محققا إصابة مباشرة وأضراراً بالغة وأكثر من (60) قتيلاً و(106) من الجرحى.
(أراغان)
أحد أنواع التشكيلة الصاروخية اليمنية التي أثبتت فاعليتها في أكثر من موقع, آخر أهدافه تجمعات لآليات وعناصر الغزاة والمرتزقة في مديرية المخا بصاروخين, نتجت عنهما خسائر مادية وبشرية في صفوف الغزاة والمرتزقة وعتادهم العسكري.

قد يعجبك ايضا