لكنَّ اليمن سينتصر حتماً

صولان صالح الصولاني
لقد استطاع تحالف الشر والعدوان السعو صهيو أمريكي على مدى العامين من عمر عدوانه البربري الغاشم والظالم، أن يدمر البنى التحتية في اليمن تدميراً شبه كلي بما في ذلك الموانئ والمطارات والمصانع والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والمقابر ومنازل المواطنين ومزارعهم والملاعب الرياضية والطرق والجسور والمنشآت والمباني الحيوية العامة والخاصة، وبمعنى أصح قضى على كل مقومات الحياة، وسفك دماء عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا اليمني المسلم المسالم، بواسطة طيرانه وبوارجه وسفنه الحربية الحديثة والمتطورة، واستطاع كذلك أن يفرض على بلادنا حصاراً برياً وبحرياً وحرمان شعبنا اليمني من دخول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية وباقي مستلزمات ومتطلبات الحياة الأخرى، كما استطاع هذا التحالف الشيطاني الأخرس أن يتسبب في قطع أرزاق الناس وخلق أزمة اقتصادية خانقة في البلاد وأن يقطع ويصادر مرتبات مليون ومائتي ألف موظف يمني لما يقارب الستة أشهر، بواسطة أدواته القذرة وعملائه الخونة والمرتزقة وعلى رأسهم الرئيس “الكارثة” الدنبوع هادي، الذي أصدر قراره الشهير نقل البنك المركزي إلى عدن ومن ثم العمل على نهب ومصادرة مبلغ الـ400 مليار ريال من العملة اليمنية المطبوعة في روسيا والمخصصة لصرف رواتب الموظفين، استجابة وتنفيذا لأوامر وتوجيهات أسياده وأرباب نعمته أمراء وملوك العهر والعنجهية “صهاينة العرب”.. وتمكن – أيضا – تحالف قرن الشيطان السعو صهيو أمريكي بواسطة عملائه الخونة والمرتزقة في مارب من حرمان خزينة الدولة والشعب كل الشعب اليمني من عائدات النفط والغاز بمارب التي تقدر بنسبة 70% من مصادر الدخل القومي للبلاد والعباد، وكذلك حرمان سكان العاصمة صنعاء وباقي المحافظات المجاورة لها من خدمة الكهرباء التي كانت تجود بها أكبر محطة لتوليد الكهرباء في اليمن ألا وهي محطة مارب الغازية، قبل أن يستولي عليها ويصادر خدماتها منذ بداية العدوان حتى اليوم أولئك الخونة المنافقون والمرتزقة العملاء- أباليس تحالف قرن الشيطان الذين عاثوا في الأرض فساداً.
وليس بخاف على أحد أن بني سعود استطاعوا كذلك أن يمنعوا اليمنيين – أحفاد أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين أيدوا وناصروا الدعوة المحمدية ونشروا الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها، منعوهم ولأول مرة في تاريخ الإسلام والمسلمين من تأدية فريضة الحج – الركن الخامس من أركان الإسلام على مدى حولين كاملين، وأوصدوا أمامهم كل الأبواب والطرق المؤدية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، غير مكترثين لأوامر رب الكعبة المشرفة ونواهيه والذي قال في محكم كتابه “وأذن بالناس في الحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق” صدق الله العظيم.
على كلّ، ما سبق ذكره آنفاً، عبارة عن لمحة مختصرة للانجازات والمكاسب العسكرية اللا إنسانية واللا اخلاقية التي حققها تحالف الشر والعدوان السعو صهيو أمريكي المكوّن من 17 دولة على مدى العامين الماضيين من عمر عدوانه البربري الظالم والغاشم على اليمن أرضاً وإنساناً، وما دون ذلك من الانجازات والمكاسب العسكرية الأخرى فإنها لا تتعدى – أيضاً – مجرد كونها نتائج كارثية لا إنسانية ولا أخلاقية لسياسة تجويع وحصار وعملية استهداف وقتل المدنيين الأبرياء وتدمير ممنهج لكل مقومات الحياة، مارسها ويمارسها هذا التحالف العدواني “اللّعين” بحق شعبنا اليمني المسلم المسالم على مرأى ومسمع العالم أجمع، بما في ذلك المنظمات الدولية التي تدعي بأنها تدافع عن حقوق الإنسان والطفل والمرأة.
أما بالنسبة لأي من أهداف ومرامي تحالف قوى الشر والعدوان الخبيثة التي لطالما حلموا بها ولهثوا وراء تحقيقها منذ بدء عدوانهم حتى اليوم والمتمثلة بإسقاط اليمن وجعله خاضعاً للهيمنة الأمريكية وإركاع شعبنا اليمني وإذلاله وسلب إرادته ومصادرة حريته ونهب ثرواته وانتهاك حرماته واستهدافه في دينه ووحدته وكرامته وأمنه واستقراره.. فإنه لم يتحقق منها شيء في ما مضى من عمر عدوانهم ولن يتحقق – أيضا – حاضراً ومستقبلا، كما أن أياً من توقعاتهم بخصوص استسلام الشعب اليمني أمام قوة وجبروت آلتهم الحربية الفتاكة والمتطورة، وعديد قواتهم العسكرية الضاربة والمهولة وجحافل مرتزقتهم من شذاذ الأفاق، باءت وستبوؤ بالفشل الذريع، لأن مشيئة الأقدار في اليمن تؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أنه لا يوجد في قاموس اليمني الأصيل والحر شيء اسمه الاستسلام في الحرب، مهما كانت قوة وجبروت العدو وعدته وعتاده، فشعار شعبنا اليمني في أي حرب يخوضها قديماً وحديثاً بل ومستقبلاً هو “النصر أو الشهادة” ومن لم يدرك هذه الحقيقة التاريخية، فليتأمل قليلاً في الحوار الذي دار بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ووفد أهل اليمن الذي جاءه ليعلن إسلامه في عام الوفود، حيث سأل الرسول عليه الصلاة والسلام نفراً من أعضاء وفد أهل اليمن قائلاً: “ما سبب انتصاراتكم يا أهل اليمن على أعدائكم في حروب الجاهلية؟” فأجابوه قائلين: “يا رسول الله إننا كنا ننتصر على أعدائنا لسببين اثنين، السبب الأول هو أننا كنا نجتمع في ما بيننا ولا نفترق، والسبب الثاني هو أننا لم نكن نأتي أحداً بظلم” فقال لهم رسول الله : “أحسنتم أحسنتم يا أهل اليمن”.

قد يعجبك ايضا