من سلسلة : تشابهت قلوبهم ..المـحايـدون

اشواق مهدي دومان
منافقون ،جبناء، متشدقون، خبثاء؛ ففي التّحريض على رجال الله هم السّبّاقون ، وفي مواقف الرّجولة تحتار حروفي أن تصف قلة حيائهم…
و لا أدري إن كان باستطاعتي أن أحوّل فن الهجاء إلى غزل فلا أريد هجاءهم حيث كان الهجّاء العربي من الشعراء لا يخاطب ولا يُقال ولا يهجو إلا رجالا عليهم الهيبة والقيمة ، ولو كانوا ظالمين وجهلة..
أمّا اليوم فهؤلاء كنواعس الطّرف ، أو غضيضات الطّرف وهم أشباه الرّجال؛ فرجولتهم مخدوشة وما ينفع معهم لفظة هجاء بل مِن حياديتهم ولطافة أفكارهم وحنان توجههم للعدو الأمريكي الاسرائيلي تراها فيهم ، حين ينتقدون من يردد شعار الصّرخة و صلابة وصدق هذا الشّعار ؛ تراهم ينتقدونك : فـ “الموت لأمريكا_ الموت لإسرائيل” ؛ تزعج رقتهم وحياديتهم ما يجعلني أراهم كالنّواعم ويزيدهم مظهرهم الأنيق وحفاظهم على نعومة أقدامهم وأياديهم، فنساؤهم لا يوصينهم بالاصطفاف مع رجال الله للذود عن الأرض والعرض ؛ فهم كالبيض المكنون وكالعذراوات في خدورهن ؛ حين يخشين من أشعة الشمس لو تحوّلها للون الأسمر ؛ ولهذا فمشاعرهن تمنعهن من نشر صورة لجرائم العدوان ؛ بالقول :
ياي ، ما أقدر اتحمّل بشاعة الصّورة…
في حين تستطيع تحمّل صورة عاشق لميس يطعن زوجها الذي أصبح مجرما في الدراما التركية التي تصب وتلقم عقول وقلوب شباب وبنات اليوم بهذه الأفكار ؛ فزوج البطلة التركية الشرعي تزوجها ولم تحبه ولهذا فحق لعاشقها أن يطعنه ..
مسكين عاشقها فقد أدخلوه السجن ظلما فقد طعن زوج لميس وهو سكران ؛ فلا يجوز سجنه ….
وهكذا ميّعوا أمّة وقلبوا موازين الهدى والقرآن فحللوا قتل النفس المحرمة وحللوا الزنا وشرب الخمر وكله لأجل خاطر عيون لميس ؛
أمّا تقيّة وفاطمة وكرامة وإشراق اليمانيّة التي قصفها الإسرائيلي والأمريكي بصاروخ في مكان عزاء أو في مدرسة فمَن تكون حتّى يحرّكوا ساكنا لأجلها ؟؟!!
امرأة من عداد النساء اليمانيّات المزهوقة أرواحهن ؟!
أو طفلة من آلاف أطفال اليمن الذين قصفهم وقتلهم وناثر أشلاءهم صاروخ أرعن لعدو باغٍ متكبر حذّر القرآن منه بقوله :
“لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء لكم”
استخفاف بدمائنا واحتقار لعقول الإنسانيّة التي خدّرها المسلسل التركي والمفتي الوهابي والقناة الإمبيسيّة..
وحتى لا أخرج عن موضوعي فثقافتي الأدبيّة تمنعني أن أستدعي الهجاء لأشباه رجال ؛ ومن أجل هذا أعتذر لفن الهجاء وأقول له :
هناك أشباه رجال من منافقين مصفقين للعدو الأمريكي الاسرائيلي، ومنهم منافقون باسم الحياديّة ،ومنهم ،ومنهم ،ومنهم …الخ وكلهم اصطّفوا تحت عنوان :
الرجولة المخدوشة أو
اللا رجولة أو
اقتربوا من الأنوثة فما عدتَ_ أيها الهجاء _كفناً شامخاً جزلاً قوياً كان الشاعر يستخدمك فتصل لقلب وعقل السامع وتجعله يثور على نفسه، ويتلمّس أخطاءه ،ويعود لصوابه ؛ (فالزّبرقان بن بدر) أعلن إسلامه وتبعته قبيلته كلها حين عنّفه (حسانُ بن ثابت) بك _ أيها الهِجاء_ و اعتذر هذا الجاهلي (الزّبرقان بن بدر) لرسول الله فقد عنّفته أبيات حسّان بن ثابت وخاطبت فيه رجولة حقيقية أبت الضيم وأبت التعامي عن الحقّ ، وأبت الحياديّة في وقت لا يحتمل حياديّة، فثارت رجولته على حميّة الجاهلية فأعلن الشاعر إسلامه بكلّ فخر ؛ وأمّا اليوم فأنت _ أيّها الهجاء_ غريب ولا أريد أن أكسّر قوّتك وعنفوانك حين أوجّهك إلى صدور المحايدين الذين لا هم لهم سوى :
أن يفوز عمّار العزكي فهو يمني وهو يشجع التراث ..يمني يغني على أشلاء وطنه وهم يكسبون المليارات (من ظهره ومن ظهر من يشجعه ) ليشتروا أسلحة تقتل وطنه وهو في عالم الفن وأضواء نجوى كرم وتامر حسني وهيفاء وهبي و…الخ
ويقولون عن أنفسهم رجالا ..
لأقول لهم :
ابتعدوا _يا أشباه الرّجال _آلاف الكيلومترات عن حروف كلمة رجولة واذهبوا إلى الرياض وغنوا مع راشد الماجد وصفقوا لهيفاء وشاهدوا نساء اليمن يقتلن بصواريخ العدوان وأنتم لازلتم محايدين..
شاهدوا دماء أطفال اليمن والبسوا أحمر الفلانتاين واشتروا زهركم الأحمر لحبيباتكم..
أيّها المسوخ من المحايدين :
أما آن لقلوبكم أن تشعر بالضحايا وأسر الشهداء ؟
أما آن لرجولتكم أن تعود من تحت نعال الحقد المذهبي والمناطقي؟
أما آن لكم أن تكونوا رجالا تستطيع حروفي أن تهجوكم ؛ فهي الآن تراكم بوجوه الاناث ؛ فهل تصفكم إناثا ؟!
حيث إنّ الغزل لا يصدر إلا من محبّ ولكن الروح عافتكم وبغضت اقترابكم لانوثة النساء فرأتكم حروفي وهي تعكس غزلا بالاشمئزاز منكم ومن رجولتكم المخدوشة فلقد تشابهت قلوبكم بمسوخ البشر كترامب والجبير والعسيري والشليمي وأبواقهم في الرياض وتركيا وقطر وما أحقرهم!!
عافكم فن الغزل ؛ وبكى أن آتي به إليكم فلا يتشرّف بكم كما قد تبرّأ منكم الهجاء كفن شعري يخاطب رجالا وليس أشباه رجال كما أنتم أيها المحايدون في زمن لا مكان فيه للحياد…
خسِئتم وخسِئت شهاداتكم وخسئت قلوبكم، فاذهبوا وقد ملأتم صدري قيحا، فسأقولها لكم بتعديل وتبديل لكلمة قالها سيدي وحبيبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم ) حين احتار في قوم فقال لهم :
“اذهبوا فأنتم الطلقاء” ؛ لأقول لكم : اذهبوا فأنتم الجبناء …

قد يعجبك ايضا