من (داحس) إلى (داعش) ياقلب لا تحزن !

عباس غالب
للوهلة الأولى يبدو الأمر مستغرباً في الربط بين (داحس والغبراء) باعتبارها أكثر الحروب الأهلية في تاريخ الجاهلية العربية التي أتت على الأخضر واليابس ولأسباب واهية ، كذلك الحال مع التنظيمات الإرهابية التي انتشرت كالفطر في منطقتنا العربية ، لعل أكثرها دموية داعش والقاعدة وأخواتهما التي نشرت الرعب والفوضى على هذه الشاكلة التي تجري في أكثر من قطر عربي مع الأسف الشديد .
والحالة العربية في مجملها تغرق في هذه المقاربة التاريخية وهي تعيش الآن إحدى فصول المأساة وذلك في ما يحدث اليوم في منطقتنا ، حيث تسفك الدماء وتهدر الإمكانات ويعلو صوت الجهل والحماقة والعصبية مما  يسهل على المتربصين باستقرار المنطقة دق إسفين الفتنة وإشعال الحروب وإذكاء نار الاقتتال بين أبناء الأمة .
لقد كنا نعتقد والى وقت قريب النظام العربي قد تجاوز هذه الإشكالية بالتغلب على مفردات القطيعة مع العصر بفضل ثورة التكنولوجيا والمتغيرات الكونية غير أن الحال ــ كما يبدوـ اصابه عوار الاسترخاء وهيمنة ألنزعه القُطرية ، فضلاً عن خواء التطور السياسي والاقتصادي من أي معنى أو ارتباط بالقواعد الشعبية وتلبية متطلباتها ومشاركتها في منظومة الحكم، حيث بقت هذه الأنظمة تغرد خارج السرب وسهلت في نفس الوقت للأخر الإقليمي والدولي فرصة التدخل وإحداث المزيد من الاستلاب والوقيعة بين أطراف المعادلة العربية ، سواء داخل الدولة الواحدة أو بين الدول وبعضها البعض .
وما من شك أن الدم العربي الذي يسال والإمكانات التي تهدر في الإنفاق على مصانع الأسلحة الغربية وشيوع ظواهر الإرهاب وبروز التنظيمات المسلحة هي احد تجليات المشهد العربي الراهن الذي بات واضحاً أنه يستجر حروب العصبوية الجاهلية التي تظهر جلياً في ما نعيشه اليوم من صراعات تقود الأمة إلى المربع الأول بعد أن كنا نعتقد خطأ أننا نعيش العصر بكل تجلياته .. وهي معادلة تعيدنا إلى المقاربة بين داحس في الجاهلية العربية وبين داعش التي تعيث اليوم في الأرض العربية هذا القدر من الدم والفساد !
حازب وصوت العقل ..
الكلمة الضافية التي ألقاها الأخ حسين حازب وزير التعليم العالي إزاء الموقف من  قضية إضراب أساتذة جامعة صنعاء باعتبارها ردّا على المشككين في ديمقراطية السلطة القائمة التي تتيح التعبير عن الآراء دون مصادرة .
ومما زاد ارتياحي لطرح الوزير حازب قيامه شخصياً بمتابعة مستحقات أساتذة الجامعة لدى الجهات المختصة والتأكيد على أن  الأزمة المالية لا تقتصر فقط على مستحقات الجامعة وإنما تشمل مؤسسات الدولة كافة ، فله تحية .

قد يعجبك ايضا