السقاف في حوار للثورة: اعتبار الجنوب “الفرع الذي عاد لأصله” أنتج حرب 94


الثورة نت/ خاص –
أكد الدكتور عبدالرحمن السقاف رئيس الدائرة التنظيمية في الحزب الاشتراكي اليمني وعضو مؤتمر الحوار الوطني أن الوحدة في اليمن هي صيرورة سياسية تاريخية تمت بأشكال مختلفة ولم تأخذ شكلاٍ واحداٍ مستقراٍ. وقال: إن “الطبيعة الجغرافية لليمن “صنعِت نوعاٍ من التداخل بين مختلف المناطق اليمنية وأسسِت لوحدة ذات طابع ثقافي حضاري”. لكنه أشار إلى عدم “وجود دولة سيطرت بشكل كامل على اليمن الطبيعي”.
وأضاف في حوارقيم مع صحيفة الثورة أجراه الزميل فايز البخاري: “قبل الإسلام كانت الوحدة موجودة تأخذ أشكالاٍ تحالفية حتى طبيعة التطور التقني والحضاري لا تسمح بسيطرة المركز الواحد لعدم وجود طرق المواصلات والسيارات كما هو الآن فإذا ما حدثتú مشكلة يكون التواصل بسهولة”. مضيفا: “الوحدة كانت معنوية أكثر من كونها تجسيداٍ ماديِاٍ لشكل دولة”.
واستطرد: “مع الزمن ومع دخول العصر الاستعماري والرأسمالي نشأتú جغرافيتان سياسيتان تحددت بموجبهما حدود للشمال وحدود للجنوب بواسطة الاحتلال العثماني في الشمال والاحتلال البريطاني في الجنوب وهم المسؤولون عن هذه الحدود”.
وأكد السقاف أنه عندما تحققت الوحدة اليمنية “فإنما عادِ اليمنيون إلى تاريخهم الخاص ولم يكن في الأمر غرابة”. واعتبر أن التناقض السياسي والفكري الشديد لدى النخب الحاكم بعد تحقيق الوحدة “لم يساعد على الاستيعاب إلى جانب مشروع خاص كان موجودا لدى النْخِب في الشمال مؤسسا على ثقافة وذهنية ترى نفسها المركز وبقية المناطق أطراف تْضِمْ للمركز”. وانتقد السقاف – – ما اعتبرها “ذهنية ترى نفسها المركز”. وقال: إن هذه الذهنية “واحدة من المشكلات لأن في ضوئها لم تبقِ ذهنية ولكن انتقلت إلى أبعاد عملية”.
واضاف: “مساوئ تلك الذهنية أنها أنتجتú حرب صيف 94م وهذه الحرب صْممِتú على أساس إلغاء الوجود السياسي للجنوب واتْخذِتú الكثير من الإجراءات التي يقف في مقدمتها إخراج شريك تحقيق الوحدة الذي هو الحزب الاشتراكي من السلطة من أجل إلغاء اتفاقيات الوحدة لأن الحزب حينها كان هو ممثل الوجود السياسي للجنوب”.
وقال: إن حرب 94 هدفت إلى “إلغاء أي شكل من أشكال الدولة القديمة وأي تجسيدات معنوية أو مادية كانت تمثلها تلك الدولة وتم ضرب الجيش وإلغاء القوانين التي كانت نافذة في الجنوب وإخراج الجنوبيين من المراكز الحساسة في الجيش والدولة ككل إضافة إلى هدف ثالث ويتمثل في ضرب الهْوية السياسية الوطنية المْعاصرة للجنوب وأي ارتباطات بالعصر موجودة في الجنوب”.
وتحدث السقاف عن ما وصفها بحالة “استعجالية” تمت في تحقيق الوحدة بين الشمال والجنوب. وأكد أن هذه الحالة الإستعجالية “لم تكن لدوافع وأسباب إقتصادية ولم تكن تعبر عن تدخْل دولي من أجل فرض الوحدة”. مشيرا إلى بعد ثالث “يتعلق بالأوضاع الصراعية السلطوية داخل الشطرين حينها ربما هي التي عجلت بإسراع كل طرف إلى توقيع الوحدة ممثلاٍ بأشخاص أكثر من كونه ممثِلاٍ بمؤسسات”. حسب قوله.
ودعا السقاف إلى “معرفة ما جرى في البلاد من 94م وحتى اليوم بهدف حل المشكلة الحالية”. مضيفا: “الذي جرى كان عميقاٍ وكبيراٍ لسبب أنه تم خلال هذه الفترة محو الوجود السياسي للجنوب وطمس هْويته المعاصرة وتم كذلك السعي إلى إنعاش المجتمع القديم الذي كان سائداٍ قبل ثورة 14 أكتوبر عام 1963م وهو مجتمع كان فيه الجنوبْ مْفرِقِاٍ إلى سلطنات ومشيخات قبل توحيدها وإلى تعبيرات انتمائية قبلية ومناطقية”.
واستطرد: “تمتú محاولات مثل هذه وتم إفراغ الجنوب من سْلطات الدولة بحيث وْجدِتú أشكال أْخرى مْعبرة عن نفسها سياسياٍ تملأ ذلك الفراغ كما حصل في أبين حين تواجدت القاعدة وحكمت فترة أجزاء من المحافظة وهذا كان أكبر تعبير عن غياب سْلْطة الدولة”.
وأكد أن “المطلوب لإصلاح الوضع الحالي هو تغيير بْنيوي كامل للبلاد وليس إجراءات إصلاحية فقد تجاوزنا هذا الأمر”.
وقال: “لابد من البحث في الطْرق والوسائل التي بإمكانها إعادة الجنوب إلى الوضع الذي كان عليه قبل عام 1993 من الشراكة لأن القضية تجاوزتú كونها مْجرد قضايا تفصيلية تتعلق بتفاصيل الحياة المعيشية اليومية”.
وأضاف: “الناس الآن ينظرون إلى الأمر ليس من زاوية يأكلون ويشربون فقط لكن ينظرون للأمر من زاوية إنهم يجب أنú يشاركوا في القرار والسياسة والسْلطة والثروة وإعادة إنتاجها وهذا يحتاج إلى تغيير بنيوي كامل ومن ضمن هذه التغييرات البْنيوية أن السيطرة على البلاد يجب أنú لا تكون بيد منطقة واحدة فقط أو قبيلة أو أْسرة فهذا ما صنعِ المشكلة”.
وأكد أن “الجنوبيون شعروا بالظلم حين وجدوا أنهم همشوا لصالح أْسرة ومنطقة فيما هم مشاركون بـ65% من مساحة دولة الوحدة وبالتالي يجب أنú لا يْصبحوا صفرا! وآخرون يْنتجون ثرواتهم من هذه المساحة ويغتنون والمواطن الجنوبي يراها أمامه ويفتقر! في هذه الحالة لا يكون الحل إلا بتغيير البْنية كاملةٍ”.
وانتقد السقاف الأهداف التي تطرحها فصائل الحراك والمتمثلة في “السيطرة على المساحة التي كانوا عليها قبل الوحدة وعلى ما تنتجه هذه المساحة من الموارد أن يحكم الجنوب نفسه بنفسه و أنú يجسدوا ويعبروا عن ثقافتهم السياسية المعاصرة دون أي تدخْل”.
وأكد أن فصائل الحراك بالأهداف المذكورة “يضعون العربة قبل الحصان”. داعيا إلى “التناقش” دون إغفال الوشائج التاريخية بين اليمنيين ويكون ضمن هذا كله لليمني من أي مكان كان حق المواطنة في أي مكان في اليمن. وعبر السقاف عن تفاؤله بأن يخرج مؤتمر الحوار الوطني بحل عادل للقضية الجنوبية. داعيا في ختام حواره وسائل الإعلام أن “لا تركز بالنسبة للحوار الوطني على نصف الكأس الفارغة وأنú لا تظل تبحث داخل هذا النصف الفارغ عن الإثارة”.

رابط الحوار:

https://www.althawranews.net/pdf/main/2013-05-22/29.pdf

قد يعجبك ايضا