رحيل الأديب المناضل أحمد قاسم دماج

 

الثورة نت/متابعات/محمد القعود – خليل المعلمي

بعد رحلة حافلة بالعطاء والإبداع في ميادين النضال والثقافة والتنوير والسياسة، رحل فجر يوم أمس الأديب والشاعر والمناضل الكبير أحمد قاسم دماج عن عمر ناهز الـ77 عاماً قضى معظمها في خدمة وطنه والدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة، والعطاء الوطني الخلاق في المجالات السياسية والثقافية والنضالية المختلفة سعياً من أجل ازدهار وتقدم الوطن والدفاع عن حقوقه وحريته وازدهاره وحمل مشاعل التنوير والثقافة والديمقراطية وحمل مشاعل التنوير والثقافة والديمقراطية.
وكان الفقيد الراحل ضمن الطلائع الوطنية الأولى التي أشعلت شرارة الثورة اليمنية.
وخلال مسيرته قدم دماج الكثير في مجال الثقافة والشعر وفي خدمة الثورة والجمهورية والابداع التنويري في اليمن الذي كان احد رواد المدرسة الإبداعية.
والفقيد من مواليد عام 1359هـ، الموافق 1939م – ولد في قرية (ذي المحاسن)، في ناحية (السياني)، -بمحافظة إب، شارك في معارك الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962م، كما شارك في العديد من المؤتمرات, ومهرجانات الشعر العربي، ونشر شعره في العديد من الدوريات العربية مثل: الموقف الأدبي, والثقافة اليمنية, واليمن الجديد.
والأديب المناضل الراحل أحمد قاسم دماج رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين سابقاً يعد أول أمين عام لمجلس الوزراء بعد ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م كما ترأس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين لعدة دورات.
عمل أمينًا عامًّا لمجلس الوزراء، ثم سكرتيرًا لمحافظة إبّ، ثم مستشارًا في رئاسة الوزراء للشؤون الثقافية، ثم مستشارًا أولاً لوزير الثقافة، ثم مستشارًا لرئيس الوزراء للشؤون الثقافية، وهو إلى جانب ذلك رئيس لاتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين، وأحد مؤسسي الاتحاد، وله أكثر من خمس مجموعات شعرية مخطوطة.
وزارة الثقافة: رحيله خسارة مُني بها اليمن في هذه الظروف الصعبة
وقد نعت الكثير من الشخصيات الثقافية والسياسية في بلادنا ووزارة الثقافة واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين والأدباء والمثقفين الراحل المناضل أحمد قاسم دماج.
وفي بيان لوزارة الثقافة قالت فيه: إن رحيل الشاعر والمناضل أحمد قاسم دماج خسارة فادحة مُني به الوطن في مرحلة عصيبة، هو في أمس الحاجة فيها إلى حكمة حكمائه وعقل عقلائه ومخلصيه.
ووفقاً للبيان فقد: كان دماج واحداُ ممن نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم بمحبة وإخلاص لا نظير لهما، واستطاع من خلالهما على مدى مسيرته الوطنية والابداعية أن يمثل حالة فريدة من التماهي مع الوطن والقيم الإنسانية النبيلة والتعاطي الإيجابي مع المستقبل والعمل في خدمة ثقافة التطور والتحديث والتنوير بكل طاقاته وامكاناته، حتى اشتهر بروحه النقية المخلصة المتواضعة بين أبناء جيله من رواد الحركة الوطنية عقب ثورة 26 من سبتمبر الخالدة.
وأضافت في البيان: إن وزارة الثقافة وهي تتذكر مناقب الفقيد وما قدمه من عطاءات وأمثله وتجارب أضاءت مسيرته الطويلة في خدمة الوطن وما تحلت به شخصيته من سجايا إنسانية أبوية فريدة؛ فإنها بذلك تؤكد فداحة الخسارة التي مُني بها اليمن برحيله وبوصفه أحد أهم الحكماء والرواد المخلصين الذين أفنوا أعمارهم في سبيل أن يروا اليمن حراً متحرراً من كل أثقال وقيود الاستبداد والتخلف والجهل، متسلحاً بالعلم والمعرفة، متمكناً من إمكاناته وقدراته، مجارياً الأمم، مجدداً حضارة الأجداد.
ونعت وزارة الثقافة إلى اليمن والأوساط العربية هذا العلم اليماني الذي ترجل في مرحلة صعبة يمر بها الوطن،» الوطن الذي طالما تغني به أحمد قاسم دماج وناضل في سبيله وتحمل من أجله كل أشكال الويلات، وبقي ثابتاً في موقفه مخلصاً في مبادئه لم يتزحزح قيد أنملة لتمثل تجربته مدرسة من مدارس الالتزام والوطنية والإخلاص الإنساني لمبادئ التنوع والتعدد والمواطنة المتساوية والدولة المدنية الحديثة» .
وأشار بيان النعي إلى تجربة الراحل في الوظيفة العامة وكذا تجربته في خدمة المجتمع المدني وبينهما تجربته الإبداعية والإدارية والقيادية في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين التي عُرف في كل منها صادقاً متواضعاً متماهياً مع كل القيم العليا في علاقته باليمن ووحدته ومستقبله.
وأعرب البيان عن عميق الأسى والأسف لهذا الرحيل، مبتهلاً إلى الله العلي القدير أن يتقبل الفقيد في واسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنانه وأن يلهم أهله و ذويه وكل محبيه الصبر والسلوان. « إنا لله وإنا إليه راجعون».
اتحاد الأدباء: الراحل عبر عن احلامنا وتطلعاتنا بالفكر والوجدان والمواقف
أما  اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فقد أصدر بياناً نعى فيه رئيسه الأسبق الشاعر والمناضل الكبير الكاتب أحمد قاسم دماج، قال فيه: إن اليمن فقدت برحيل دماج أحد أهم مؤسسي الاتحاد والفاعلين والمؤثرين في مسار تجربته وتجربة العمل الوطني المدني .
ونوه البيان بحياة الراحل الحافلة بالعطاء والحضور الإنساني والنضالي المتفرد والذي شكل حالة نوعية في الفضاء الإنساني والابداعي والجمالي لما سطره من صفحات مضيئة في التاريخ الوطني.
وأشار البيان إلى أن الراحل دماج كان واحداً من أهم من عبروا وترسخوا في الذاكرة الوطنية والنضالية والابداعية، وهو النقابي الذي أسس لفكرة التنوير وأدوار منظمات المجتمع المدني الذي ساهم في تأسيس أهمها وفي طليعتها اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين، الذي انبثقت منه ومن مداميكه مشروع الوحدة الوطنية على أساس إبداعي وفكري خالد.
وأضاف البيان: لقد تجلى ذلك في ترؤس الراحل للاتحاد في محطات وطنية مفصلية كان للاتحاد صوته الوطني الهادر في مواجهة الثقافات الصغيرة وسياسات الاستبداد والعنف.
ووفقا للبيان: «فقد كان الراحل مع الناس معبراً عن احلامهم وتطلعاتهم بالفكر وبالوجدان وبالمواقف. إن رحيل أحد أهم الجمهوريين الأوائل والوحدوي الثائر أحمد قاسم دماج في هذه المرحلة الصعبة من مسيرة بلادنا والتي تتعرض لظروف حرجة، هو خسارة فادحة وألم مضاعف أن تغيب حكمة هذا الرجل وأن يختفي صوته الهادر بالحق وأن يحزن هذا الشعب برحيل أعظم من عبروا ومروا على هذه الأرض».
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان و»إنا لله وإنا إليه راجعون».
الأوساط الثقافية: اليمن خسرت قامة وطنية شامخة
ونعته أيضاً الأوساط الثقافية والأدبية اليمنية الأديب والشاعر أحمد قاسم دماج في بيانات لها أكدت فيها أنه برحيله خسرت اليمن قامة وطنية وأدبية شامخة وواحداً من أهم شعراءه وكبار رموز التحديث والتنوير منذ أكثر من خمسة عقود، كان خلالها أحمد قاسم دماج فاعلاً ومؤثراً في ميادين العمل المختلفة التي التحق بها؛ ففي تجربته في الوظيفة الحكومية لم يتوان عن تقديم نموذج للوطني المخلص والمتفان بدءاً من تجربته كأول أمين عام لرئاسة الوزراء بعد قيام ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة.
وأشار البيان إلى أن تجربته في رئاسة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين تمثل محطة هامة في مسار حركته التنويرية وخدمة المجتمع المدني؛ حيث قدّم مثالاً (للأستاذ والمثقف المؤسسة) سواء في تعامله مع تجربته الإبداعية أو تجربته القيادية والإدارية أو تجربته الوطنية والإنسانية وفي علاقته بالمبدعين وغيرهم؛ فبرز نسيجاً وحده في خدمة الجمهورية والوطن والإبداع ومواجهة كل أشكال التخلف والاستبداد كهدف لم يحد عنه على مدى عمره الطويل القصير في حسابات الرموز والأوطان.
الأدباء وصدمة الرحيل
وكان لرحيل المناضل والشاعر والأديب أحمد قاسم دماج أصداء واسعة في الأوساط الأدبية والثقافية والسياسية، وقد عبر الكثير منهم عن حزنهم في فاجعة رحيله في كتاباتهم وأحاديثهم في العديد من وسائل التواصل الاجتماعي.
صاحب القلب الكبير
أما الأديب أحمد ناجي أحمد فيقول: وأخيراً غادرنا صاحب القلب الكبير الأديب والشاعر والنقابي والثائر ورجل التنوير رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الأسبق وأحد مؤسسي إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ورجاله العظماء الأستاذ أحمد قاسم دماج .. أي قلب توقف عن الخفقان وأي مشعل للنور انطفأ بحجم هذا النور الحداثي الأكبر في تاريخ الحركة الثقافية والحركة الوطنية اليمنية ..إن الحزن يعتصرنا من هول فاجعة الرحيل لقامة وطنية كبيرة …رافقتك الرحمات أينما أنت وحيثما تكون ..أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحمه فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض وأن يرزقه مرافقة المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في الفردوس الأعلى في الجنة..
المناضل التقدمي
ويقول الشاعر محمد اللوزي: الأستاذ أحمد قاسم دماج مناضل جسور وطني بلا منازع عشق الوطن والثورة والوحدة قدم الأنموذج الأرقى للإنسان الواعي وأزهر حين أجدب الآخرون.
الوطن لديه حياة حرة كريمة والإنسان معافى من كل ماهو متخلف ويرهق الأحلام. عرفناه موقفا واضحا لا يقبل التراجع ولا الرجعية بكل أصنافها. حداثي من طراز رفيع في زمن كانت البدائية هي التي تسيطر على المجتمع اليمني.أحمد قاسم دماج أسطورة المعنى وحكاية حب لا ينتهي قدم كل حياته لما هو طيب ونبيل ضرب أروع الأمثلة في كيف يكون الإنسان خيرا وقادرا على أحداث التغيير عركته الحياة وخبرها فكان الأقدر على التفرد والإبداع وفعل الإرادة التواقة لزمن اروع، عرفناه وأدركنا معنى الانتماء للجميل والمشرق من خلال قدرته على اجتذابك نحو الأفضل والأنقى.
أحمد قاسم دماج وطن في وطن راية ثورة ومجد واسم له حضوره الكبير في وجدان كل مثقف ومبدع، تميز بالقدرة على الفراسة وقراءة القادم وتعويذة للوطن من شر المتخلف البليد .ولم يكن إلا ذلك الفارس الذي يجيد الرحيل والحضور الواسع في آن .تجربته أوسع من أن نأتي إليها أشبه بدراما قوية في نضاله وصرخته ضد الظلام والقوى المتخلفة.
من وقت مبكر فطن إلى ضرورة فعل التغيير وعانى كثيرا في سبيل ذلك جاب الوطن طولا وعرضا مشيا على الاقدام مؤمنا بالثورة وقيم الحق والخير والجمال باحثا عن الأكثر حيوية تفتحا.مثل جيله النخبوي اصدق تمثيل .بمواقفه التي لاتهادن ولا تقبل المساومة ولا القسمة ضد وطن.
أحمد قاسم دماج كتاب حياة حافلة بالتحرر والانعتاق من الوصاية ، ونحن ندين له بالوفاء لقيمه ومبادئه وانتمائه الأصيل.
هكذا نراه ونفتخر والوطن كله ان أحمد قاسم دماج أحد أهم رجالاته العظماء، لقد كان لوحده وطنا .طالما أثر فينا بغزارة معانيه وقدرته على التداعيات واستحضار الماضي إلى الحاضر لندرك أهمية الفعل الثوري والحرية كفعل ضرورة.
أحمد قاسم دماج حكاية لا تنتهي ونشيد على شفاه كل القوى التحررية ومعزوفه التقدمي على الدوام .. هكذا نراه .لذلك غيابه وجع فينا ألم وطن من رحيل عنوانه التضحية.
أحمد قاسم دماج بيرق القصيدة الممسك بزمام الحرف، المستكنه معناه، الفطن إليه يستحضره بقوة إلينا فيجعلنا نقع على لب القصيدة الموقف القصيدة الإنسان في أروع تجلياته.
فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا الرحمة والخلود له والعزاء للوطن قاطبة.
آخر الرجال المحترمين
بداية يقول الأديب والناقد علوان الجيلاني: لا يصدق هذا الوصف على أحد في المشهد الثقافي اليمني كما يصدق عليه، يصدمنا رحيله وكأننا كنا جميعاً نتوقع منه ألا يرحل، تماماً كما تفكر في أبيك، يرغمك الرجل العجوز النحيف أن تفكر فيه دائماً، الرجل الذي شاطرني سنوات طويلة الجوار والخروج المبكر من البيت مشياً على الأقدام.
وحده من كان يعزيني كما يعزي كل أبناء جيله وأبناء جيلي عن فقرهم وعن مفخرة المشي في زمن يتفاخر فيه الجهلة بسياراتهم الفارهة، يستحيل تخيل المسافة بين جولة سبأ وميدان التحرير خالية من خطاه المتئدة كل صباح، يستحيل تخيل الوطن خاليا من حكمته وأبوته العابقة.
أحمد قاسم دماج تاريخ من الفكر التقدمي والابداع الانساني والانتماء الصادق للوطن وفقرائه، لقد أصبح آخر الرجال المحترمين في ذمة الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.
الأستاذ المؤسسة
أما الصحفي والإعلامي أحمد الأغبري فيعبر عن حزنه بالقول:
مات أحمد قاسم دماج…((الأستاذ المؤسسة))
لم يحتمل قلبه النقي رؤية جمهورية تنكسر…
غادر غاضباً مكسور الخاطر على وطن يأكل ابنائه ويأكلوه كل يوم…
وطنُ لا تتوقف خساراته ممن يمثلون حكمته وعقله ونبض مستقبله ..
رحمة الله تغشاك..
لروحك السلام.
رغبة في الترجل
ويرثيه الأديب والروائي وليد دماج: إلى أبي أحمد قاسم دماج
يبدأ البوح من لهفة الموت حين تمد يداك إليه
وحين تسافر في لجة الانتشاء البهي إلى حضن صمتك
حين تحط ركابك في نشوة من نقاء سخي
وتصبح أنت
أبانا الذي يرتدي حلة النور
يمتطي صهوة الفجر
يعرج نحو الحكايات
يحوي البداية والانتهاء
المثقل بالانتماء
وينعيه الشاعر عبدالله كمال بهذه الكلمات:
صباح الخير أيها اليمني المثقل بالانتماء..
أيها الشاعر المترع با?نسانية..
أيها ا?نسان المسكون بالوطن.
ها أنت ترتقي معارجك في طريق الخلود..
وها أنا ا?ن أرتل حرفك بارتباك قارئ مبتدئ.

قد يعجبك ايضا