وجهة نظر.. البطولات الشكلية لآخر العام!!

محمد النظاري

لا أدري هل أربط بين البطولات التي ظهرت فجأة ودون سابق انذار – بعد سبات عام كامل الا بضعة ايام- هل اربط بينها وبين تعيين الوزير حسن زيد او بينها وبين اخلاء العهد المالية لاخر العام.
ايا كانت الرابطة سواء التعيين الجديد او التفنن في كيفية اخلاء العهد المالية للاتحادات الرياضية، فإنها مصيبة على حد سواء، فهذا معناه امر من اثنين المجاملة بغطاء الخداع او تزييف الواقع الذي يشهد ان تلك الاتحادات ليس معها الا جني المال ولو ببطولات استعراضية.
انا عندي لا فرق بين عدوان حربي يدمر منشآتنا ببربرية وبين الاعتداءات المالية التي تستنزف أموال الشباب والرياضيين في غير محلها…النتيجة واحدة في الاعتداءين تحطيم الرياضة وأخذ أموالها بغير حق.
يا معالي الوزير البطولات ليست حكرا بوقت تعيينك أو تعيين غيركم في الوزارة، فهي في هذا الحدود مجرد مجاملات وتنميق كاذب ، لقد نامت معظم تلك الاتحادات التي حضرت فعاليات بطولاتها طوال أشهر السنة، ولم تستيقظ الا عندما تم تعيين النائب حسين بن زيد ثم عادت للنوم لتصحو من جديد مع تعيينكم.
المشكلة ان قيادة الاتحادات يقدمون أموالها قرابين من أجل أن يظلوا في اماكنهم، فأي وزير من خارج القطاع سرعان ما تنطلي عليه هذه البطولات الديكورية لانه لا يعلم بنومها طيلة العام.
أريدك أن تسأل أي لاعب أو لاعبة كم تحصلوا جراء المشاركة في تلك البطولات، وسوف تفاجأ بجوابهم فلا شيء غير بدل المواصلات والتغذية، وعندها قارن بين ما تم صرفه على البطولة ليتضح لك الفارق المهول بين ما صرف على الرياضيين الحقيقيين وما صرف على غيرهم.
البطولات الرياضية ليست كحالة الزكام الشديد التي تحل على المرء فجأة، ولكنها مخطط اعد لها سلفا وبمواعيد محددة لا دخل فيها بمجيء وزير أو رحيل اخر..ولكن هذا يحدث للاسف فقط في بلادنا.
في ظل عدم استلام الموظفين لرواتبهم فإن شهية البعض في تعويضها للاسف الشديد لا تكون إلا عن طريق إنشاء بطولة بين ليلة وضحاها، وهنا مكمن الخلل ان بعض القائمين على رياضتنا همهم الوحيد هو الربح من عرق الرياضيين.
معالي الوزير لقد مات أكثر من رياضي على فراش المرض أثناء هذا العدوان الظالم على بلادنا، ولم تمد الوزارة وصندوقها يد العون لأي منهم، فيما حرص البعض على خلع سنه خارج حدود الوطن، أفلا يستحق الوطن أن نخلع مثل هؤلاء من أماكنهم التي لا يستحقونها.
أعرف عنك انك تجيد قراءة من أمامك وتستطيع تقييم الوضع، ولكن يبدو بأن مهارة من تمرسوا على لعب الدور ذاته مع كل الوزراء ستكون هي المتفوقة، ومع هذا سنعطيك شهرين لقراءة الوضع وتقييمه التقييم الصحيح.
لقد حضرت بنفسك جلسة لجنة التعليم العالي والشباب والرياضة بمجلس النواب، ومن خلال ما طرحه نواب الشعب من اختلالات كثيرة غالبيتها في الشق المالي ، تستطيع ان تضع يدك على الجرح لتبدأ بتطبيبه.
لقد كنت محقا عندما قلت بأن الوزارة لا تتحمل اكثر من قطاعين هما : قطاع الرياضة و قطاع الشباب ، وما دونهما ادارات عامة، لقد كانت الوزارة هكذا عندما كانت بكرا لا يدخلها الا الرياضيون، فهل تعيد لها عذريتها من جديد.
نحن اليوم في اخر ايام العام 2016م، ولو عدنا بذاكرتنا لكل الاحداث الرياضية لنا في هذا العام، فلن نجد ما خير فيها، فلم يترك العدوان الخارجي والمعتدون على مقدرات الرياضيين شيئا جميلا في هذا العام، ولكن كلنا رجاء وثقة في الله عز وجل ان يكون العام الجديد 2017م، الذي نفتتح اول ايامه غدا الاحد، عام خير وبركة وانتصار لليمن واليمنيين.

قد يعجبك ايضا