خطباء المساجد ودورهم الإيجابي تجاه الوطن

علي محمد قايد
قبل فترة قمت بزيارة لأحد الأصدقاء في حي عمر المختار وكان لي أن صليت صلاة الجمعة في جامع عمر المختار وأندهشت لتزاحم المصلين في هذا الجامع وبشكل كبير جدا وأتضح لي السبب أثناء استماعي لخطبتي الجمعة وجدت خطيبا تجتمع فيه صفات الخطيب من جميع النواحي والاتجاهات إنه الأستاذ عبدالعزيز الزبيري وجدته ومن خلال قيامي باختيار هذا المسجد لأداء صلاة الجمعة عليه كل أسبوع وجدته يثلج الصدور من خلال خطبته التي تدخل القلوب مباشرة فهو ينطق خطبه المستمرة من قلبه المحب لوطنه ومن فكره النظيف والمعتدل دائما يناقش قضايا الوطن ويدعو الناس إلى وحدة الصف وإلى التراحم والتعاطف والتكافل والبذل والعطاء ويسعى إلى عمل الخير والتواصل مع فاعلين الخير للقيام بواجبهم الديني والإنساني والاجتماعي تجاه الضعفاء والمساكين ومن أهم ذلك توفير المياه التي يحتاجها الجامع والحارة بشكل عام بما يسمى بماء السبيل عن طريق توفير خزانات مياه ثابتة في الحارة وتعبئتها بشكل مستمر ويومي مما يلبي احتياجات الأهالي كما أنه يحث الجميع على ضرورة الصبر تجاه ما يمر به الوطن ويدعو الناس إلى التراحم فيما بينهم ويقوم برصد جميع ما يحدث في البيئة التي يعيش فيها ويعمل على حل المشاكل والصعوبات التي قد تحدث وكم نحن بحاجة لأمثاله من الخطباء الذين ينبذون ثقافة الأحقاد والكراهية ويدعون إلى وحدة الصف وإلى ضرورة التكاتف والتأزر والتعاون فيما بيننا البين فخطيب الجامع له دوره الإيجابي والمؤثر على الجميع ولذلك فرضت صلاة الجمعة بخطبتيها حتى يقوم الخطيب بدوره تجاه المجتمع وحتى يستفيد المجتمع مما يلقى عليه من خطب بواسطة خطباء المساجد فهناك صفات ينبغي توافرها في خطباء المساجد أهمها أن يكونوا على قدر كبير من الثقافات والوعي والإدراك وفهم المجتمع الذي يعيشون فيه وتناول السلبيات ومناقشتها ووضع الحلول لها وتوجيه الناس إلى ضرورة حل تلك السلبيات فنحن مجتمع مسلم ومتراحم ومعروف عنا نحن المجتمع اليمني المسلم بإننا شعب الإيمان والحكمة شعب وصفه نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأننا أرق قلوب وألين أفئدة وأن الإيمان يمان والحكمة يمانية شعب معروف بوحدته وتكاتفه وشعورنا ببعضنا البعض ونصرتنا لبعضنا البعض والتعاون فيما بيننا وبذل كل ما في وسعنا لخدمة هذا الوطن وخدمة مجتمعنا كنا نقف صفا واحدا ونؤازر إخواننا العرب والمسلمين فيما يتعرضون له من كوارث طبيعية وغير طبيعية وكنا نهب لنصرة المظلوم ونجدة الملهوف لكننا اليوم بحاجة لمن يساعدنا وما هو السبب في ذلك إنه إختلافنا فيما بيننا البين وتفرقنا وعدم اجتماعنا على كلمة واحدة بل فرقتنا السياسة والمخططات الخارجية التي تهدف إلى تفريقنا وتخاصمنا وخلق الصراعات فيما بيننا البين ومن هنا يجب على خطباء المساجد أن يتناولوا كل ذلك وأن يهتموا بقضايا دينهم ومحاربة الإرهاب والتطرف التي سعى أعداء الدين إلى تشويه ديننا الإسلامي بالإرهاب وكذلك تناول قضية وطنهم الذي يتعرض للعدوان والمؤامرات الخارجية وتنبيه الناس بتلك المخاطر والتحديات وكذلك دعوة المجتمع إلى ضرورة التوحد والاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه وعدم الإنجرار وراء تيارات الفتنة فنحن بحاجة إلى ضرورة تكاتف وتعاون الجميع لخروج الوطن من محنته ولخطباء المساجد الدور الكبير في ذلك وعليهم أن يتحملوا مسؤولية وقوفهم على منابر المساجد وأن يقدروا الواجب والمسؤولية التي تقع على عاتقهم وأن يقولوا ما يرضي الله ورسوله ويرضي وطنهم ويجب الاهتمام بهذا الموضوع من خلال وزارة الأوقاف والإرشاد والاهتمام بخطباء المساجد وتوجيههم التوجيه السليم فيما ينفع دينهم ووطنهم ومجتمعهم.

قد يعجبك ايضا