صااااامدوووووون

علي محمد قايد
إذا لم نعرف قيمة الوطن فمن سيعرف قيمته ؟وإذا لم ندافع عن الوطن فمن سيدافع عنه ؟ وإذا لم نشارك في بناء الوطن فمن سيبنيه؟ فالوطن ليس جنة عامرة ما لم نجعله نحن جنة عامرة، فالوطن قبل أن يكون معطى عاماً فيجب أن يأخذ من الجميع فالوطن وطن الجميع ومسؤوليته مسؤولية الجميع والوطن ليس مجرد جنسية تحملها على البطاقة الشخصية أو جواز السفر، وليس سلم صعود للوصول إلى أطماعك الشخصية، الوطن أشبه بمزرعة تحتوي على مختلف الثمار ولكي تكون تلك المزرعة صالحة ونحصل منها على مختلف الثمار والمحاصيل يجب أن تأخذ تلك المزرعة حقها الكامل من الرعاية والاهتمام والقيام بريها وحرثها وتسوية أرضيتها والاهتمام بتربتها حتى تكون تربة صالحة تحتوي على جميع المواد العضوية والمعادن التي تحتاجها الأشجار وكذلك مقاومة الآفات الزراعية التي تفتك بالمحاصيل عندها سنحصل على جميع الثمار، بينما لو كانت تلك المزرعة غير محمية وغير مسورة ولا يوجد قائمون عليها فستكون عرضه للعبث والنهب وستكون أشجارها عرضه للقطع والتحطيب عندها لن نحصل على ثمار وسنشعر بالجوع .
إن المتأمل لأوضاع البلاد الحالية يجد المآسي نتيجة ما تعرض له الوطن من مؤامرات خارجية وعدوان وحصار غاشم أرجع البلاد إلى الوراء فلماذا وصلنا لهذه المرحلة؟ ؟
إن من الأسباب القوية لذلك عدم الشعور الجماعي بالانتماء الحقيقي للوطن بمعنى غياب الروح الوطنية لدى البعض سواء بعض الأفراد والجماعات وبعض الأحزاب السياسية التي جعلت من الوطن وسيلة للوصول إلى السلطة دون اعتبار لمصالحه العليا فكانت بداية اللعبة بما سمي بثورة الربيع العربي والتي قامت بها أحزاب المعارضة في ذلك الوقت متخذة من حقها في المعارضة وسيلة لإسقاط نظام دولة ولا أقصد بنظام دولة رئيس الجمهورية والحكومة إنما النظام الذي عكسه الفوضى والعنف والتخريب حيث أدخلوا الوطن في دائرة الصراعات وساعدوا على تنفيذ المؤامرات الخارجية، ومن الأسباب القوية الأخرى ضعف الثقافة الوطنية والوعي الوطني بما يجب القيام به من مسؤوليات وواجبات تجاه الوطن فلم يكن مهما للبعض استقرار الوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا بقدر ما كان يهمهم الانتقامات وتصفية الحسابات ،ومن الأسباب الأخرى عدم قيام ما سمي بالرئيس الشرعي المنتخب وهو هادي بواجبه تجاه وطنه وتجاه الشعب الذي انتخبه بل جعل من نفسه سلعة رخيصة بيد العدوان السعودي الأمريكي الغاشم ومبررا لما سمي بعاصفة الحزم وإعادة الأمل والتي كان من نتائجها مقتل الآلاف من أبناء الوطن وضرب وهدم كل مشاريع ومنجزات البنية التحتية ليتضح من خلال سنوات العدوان أنه لم يكن السبب كما يقولون تحرير اليمن بل هدفهم عسكري استراتيجي الاستيلاء على المنافذ البحرية مثل باب المندب والموانئ والمداخل البحرية مثل عدن والحديدة وكذلك الاستيلاء على مناطق النفط والثروات المعدنية مثل محافظة مأرب، أما بالنسبة لما سمي بمحاربة التوسع الإيراني تارة واستعادة الشرعية تارة أخرى فتلك حجج واهية وباطلة وقد اتضحت لنا الحقائق فالوطن اليمني لم يكن سوى ضحية بشعبه واقتصاده، ولكن الشعب اليمني يثبت للعالم صموده وبطولاته ووقوفه بحزم تجاه ذلك العدوان الغاشم .

قد يعجبك ايضا