سوريا … من نصر إلى نصر …

جمال الحسني

تعتبر الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري المسنود بدعم القيادة والشعب السوري  ضد الإرهاب العالمي، إفشال للمؤامرة الكونية التي لم تكن فقط تستهدف وجود الدولة السورية  ولكن استهداف للعالم العربي والإسلامي وللعمل الدولي المشترك المنشود الذي يرتكز على التوازن والمصالح المشتركة ..
فالانتصارات في حلب هي  إفشال مخطط لالغاء وجود عدد من الدول العربية والإسلامية وتوسع النفوذ الإسرائيلي كخيار استراتيجي لمشروع ما سمي بالشرق الأوسط الجديد .
وما تشهده سوريا من وفاء حلفائها لها ،لم يأت من فراغ ،فهو ناتج عن ثبات ووضوح في الموقف والسياسات الخارجية حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ،وتراجع الدور العالمي لروسيا مما ساهم في هيمنة الغرب على العالم والعبث به من خلال توفيره غطاء سياسياً للأدوات الاستخبارتية المقنعة بالإسلام بأشكال مختلفة جهادي ( إرهابي ) و دعوي (تحريضي وتكفيري ) و سياسي ( الإخوان والسلفية السياسية) في الوقت الذي ممارساتهم الهدف منها الإساءة للإسلام والجهاد النقي والدعوة ونشر الإسلام .. من جهة وتنفيذ مخطاطات الغرب التدميرية كبديل للاستعمار .
وما نلمسه من تخبط شديد في الدفاع عن تنظيمات إرهابية بعد الانتصارات على التنظيمات الإرهابية في حلب والتي  هي بالأساس صناعة استخباراتية أمريكية بريطانية بواسطة الفكر الوهابي التكفيري وما يسمى الإسلام السياسي   ومحاولة تشويش رأي المواطن العربي البسيط تحت عناوين الإنسانية ، ما هو إلا دليل واضح لعدم القدرة على السيطرة على تلك الجماعات مما يجعل الدول التي صنعتها بين مكافحتها والقضاء على تلك التنظيمات الدخيلة أو القطيعة والاستعداء مع كل شعوب العالم وخصوصا الدول التي لم تتورط في صناعة الإرهاب ،
فستصبح تلك الجماعات والمدارس المتطرفة  عائقاً على السياسيات الخارجية والداخلية للدول التي تمولها وتحتضنها بعد الانتصارات للجيش العربي السوري في حلب  على تلك الأدوات و التي هي بالأساس صنيعة الاستخبارات البريطانية والأمريكية والإسرائيلية لضمان عدم  استقلال القرار لتلك الدول التي لازالت تحت الوصاية غير المعلنة، مما سيؤثر كثيرا في تنامي تلك الدول مع عالم جديد يرتكز على المصالح المشتركة والتوازن يبدأ من انتصار الجيش العربي السوري على الإرهاب في حلب ،ليعيد للدولة السورية مكانتها ويعزز ثقة المواطن بجيشه وبمؤسسات دولته وبقيادة الدولة السورية  الصادقة والمخلصة المتمثلة بالرئيس و القائد  بشار الأسد .
وعلى مستوى العلاقات الخارجية ستشهد سوريا تغييراً في علاقات وسياسات العديد من الدول  ومنها الدول التي تسمى كبرى   لتساهم بلعب دور اكبر يناسب وجودها وتأثيرها في المنطقة ..
وما تعرض له السفير الروسي بتركيا مساء اليوم  من حادث إرهابي ما هو إلا دليل واضح لتأثير تلك الجماعات الإرهابية الاستخباراتية على السياسات الخارجية التركية والتي تتناسب مع مصالح تركيا وحاجتها للتقارب مع روسيا ..أكثر من حاجة روسيا للتقارب مع تركيا.

قد يعجبك ايضا