بالمختصر المفيد.. جمعة مباركة .. ولكن ؟!!
عبدالفتاح علي البنوس
رسالة المنبر رسالة سامية وعظيمة وجليلة ودائما ما تكون في صدارة الأساليب والطرق التي تؤثر في القناعات وترسخ الأفكار والثقافات وتلعب دورا محوريا في التأثير على الرأي العام وتوجيهه نظرا لطبيعة الارتباط الوثيق للسواد الأعظم من اليمنيين خاصة والمسلمين عامة بالمساجد ودور العبادة والنزعة الإيمانية الروحانية التي يتفرد بها اليمنيون بشهادة الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ولذلك لا بد من الاهتمام بالمنابر ورسالتها والعمل على تقييمها وتقويمها إذا ما حصل فيها أي اعوجاج أو انحراف أو قصور وخصوصا في ظل المرحلة الراهنة التي تتطلب التحرك والتفاعل الجاد من الجميع وعلى مختلف الأصعدة للإسهام في تشكيل رأي عام شامل يشارك في صنعه الجميع وفي مقدمتهم أئمة وخطباء المساجد المعول عليهم الخروج من دائرة التقوقع حول أنفسهم والتعاطي مع ما يدور حولهم بسلبية مفرطة وعدم الاكتراث لما يحصل وكأنهم بمعزل عن الهم والمعاناة الوطنية الناجمة عن العدوان والحصار السعودي الأمريكي المفروض على البلاد والعباد منذ ما يناهز العامين .
خطيب المسجد صاحب مسؤولية ولديه رعية وهم من يستمعون إلى خطبه ويحضرون دروسه ومحاضراته ويقرأون كتبه ومنشوراته ومؤلفاته وعليه أن يكون عند مستوى هذه المسؤولية وأن يتعامل معها بإيجابية من باب (من لم يهتم بأمر من أمور المسلمين فليس منهم ) فكيف بمن يتعرض وطنهم وأهليهم وأبناء شعبهم وهم يقتلون ويسحلون ويشردون وينكل بهم وتقصف بيوتهم ودورهم على رؤوسهم وتدمر منشآتهم وكل مقدراتهم ويتم استجلاب الغزاة والمحتلين والمرتزقة من كل أصقاع الأرض لاحتلال أرضهم وانتهاك عرضهم وسيادتهم ، ورغم كل ذلك يبتلعون ألسنتهم ولا ينبسون ببنت شفاه تجاه كل ما سبق ذكره ، فيشرقون ويغربون ويراوغون ويدلسون ويشغلون تفكير وأسماع الناس بمواضيع بعيدة كل البعد عن الحياة والواقع المعاش وكأنهم يعيشون في بلاد واق الواق .
بالمختصر المفيد خطبة الجمعة إذا لم تكن مترجمة للسان حال الواقع ، وإذا لم تعالج مشاكل وهموم البلاد والعباد وتتطرق لما يعانوه وتسهم في تعزيز روح الثبات والصمود في أوساط الناس ، وتكشف لهم طبيعة المؤامرات التي تحاك ضدهم، وتضعهم أمام الجرائم والمذابح التي يرتكبها تحالف بعران الخليج بقيادة آل سعود ، وتبين لهم ما يجب عليهم القيام به في مثل هذه الظروف ، فلا قيمة ولا معنى ولا أثر لها في النفوس ولا في التعاملات والسلوكيات والمواقف ، فوجودها مثل عدمه ، فلا هي جمعة ، ولا هي مباركة ،ولا يحزنون .
وجمعتكم مباركة ونهاركم سعيد، هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .