مؤسسة الكهرباء: الطاقة التوليدية المتاحة لا تكفي ونحتاج إلى 150 ميجا لتغطية العجز


لقاءات/ خديجة بورجي –
الصيف قادم ومع قدومه بدأت تزداد حرارة محافظة الحديدة وبارتفاعها تزداد مخاوف المواطنين في ظل الوضع المتردي لشبكة الكهرباء وخروج محطة مأرب الغازية بشكل مستمر والتي تشد وثيرة الاعتداءات عليها دون انتهاء وتسعي مؤسسة الكهرباء التي تشكى من تدني خدمة الكهرباء لضعف الطاقة التوليدية بالمحافظة إلى تكثيف الجهود للتخفيف عن معاناة المواطنين بالصيف.
ولمعرفة المزيد عن وضع الكهرباء في الحديدة ومدى تخوف المواطنين من عدم توفرها لاسيما خلال الصيف الحالي الذي يصفونه بالساخن واستعدادات المؤسسة لمواجهة الانطفاءات المتكررة وكذا العجز الحاصل أجرينا الاستطلاع التالي:
البداية كانت مع الأخت صباح محمد مواطنة في احد أحياء المدينة تقول أن ما يحدث للكهرباء فساد ومعانات الكهرباء لا تنتهي وخاصة والصيف قادم ومناخ الحديدة الحار الذي لا يتحمله كبير ولا صغير إضافة إلى عمليات الانطفاءات المتكررة واحتراق المحولات وهو مسلسل يومي في صيف الحديدة الأمر الذي يؤدي إلى إتلاف الأجهزة الكهربائية والتي قد لا يستطيع المواطن تعويضها لذا نطالب مسئولي الكهرباء الرحمة بأبناء المناطق الساحلية فالكهرباء هي الحياة وتوقفها ولو لساعة هي توقف لحركة الحياة ونقول لمن يخرب الكهرباء الكهرباء نعمة من الله فلا تضعوا النعمة ونقول لمن يعبث بالشبكة من المواطنين فهناك من يسرق الأسلاك من الكابلات ليبيعها أنت لا تسرق لا نفسك …
أما الأخ حلمي مهيوب يقول الكهرباء مشكلة ومعانه تواجه اليمن وليست الحديدة فقط إلا إن الحديدة يميزها مناخها الحار الذي تزيد به معانات الكهرباء والانطفاء المتكررة والذي نتمنى أن يخفف في الصيف على الأقل وما يؤسف انه في الحديدة محطة توليدية كبيرة إلا أنها توزع على باقي المحافظات وكنا نتمنى أن تغذي محطة الحديدة للحديدة كونها منطقة حارة وتكثر فيها الأمراض لدى نطالب أن ينظر لمحافظة الحديدة والمناطق الحارة بنظرة اهتمام كبيرة وخاصة في الكهرباء فمعاناتها تمس الحياة يومياٍ.

تهالك الشبكة
محمد المصباحي من سكان شارع الميناء قال: الكهرباء مشكلتها مشكلة يعاني منها الوطن بأكمله ففي حارتنا تنطفئ باليوم ما يقارب ثلاث إلى أربع مرات تصل المرة الواحدة إلى أربع ساعات يعني الأوقات التي تنطفئ فيها الكهرباء أكثر من الأوقات التي تلصي فيها الكهرباء طبعاٍ هذا عندما تخرج محطة مأرب الغازية عن الخدمة وأيضا هنا بالحديدة لدينا مشكلة تهالك الشبكة مما يؤدي إلى ضعفها وإتلاف الأجهزة عند الانقطاع المتكرر أو المفاجئ بسبب الأعطال وهذه خسارة مادية لا يتحملها المواطن البسيط بالحديدة لذا نطلب مراعاة محافظة الحديدة والمناطق الحارة والساحلية بشكل عام وإمداد المحافظة بمولدات لتغطية العجز لأنه لا يمكن مقارنه الحديدة بمناطق مثل صنعاء والمناطق المرتفعة ويجب أن يكون لها وضع خاص وكلمتي لمن يخرب الكهرباء هي أنه لو كل واحد معه مطالب وذهب ليفجر الكهرباء أو يقطع طريقاٍ لانتهت البلاد لأن تخريب الكهرباء لا تتضرر منه الدولة بل المواطن هو المتضرر الأول والأخير ونطلب منهم أن يخافوا الله فينا.
كما تحدث خالد الجرادي من سكان الدهمية عن معاناته مع الكهرباء بقوله: أصبحنا نستحي نتكلم عن الكهرباء فما نسمع إلا ساعة خربوا المحطة أو ساعة قرح المحول فمعاناتنا مع الكهرباء سيئة جداٍ ومهما أصلحوا الشبكة إلا أن الانطفاء مازال متكررة والصيف على الأبواب وما أدراك ما صيف الحديدة وانطفاء الكهرباء يسبب إشكالية خاصة وأن تصميم البيوت متقاربة من بعض ولا توجد تهوية ولا يوجد مسافات بين البيت والأخرى ولا توجد تهوية وإن أردت أن تعمل تهوية فالمسافة لا تسمح فالساعة والساعتين ترفع الضغط لمرضي الضغط ومن ليس له ضغط ونتمنى من الدولة أن تنظر إلى الكهرباء بشكل من الاهتمام وكما تطالب مؤسسة الكهرباء المواطنين بدفع الفواتير عليها أن تؤمن خدمة الكهرباء بالشكل المطلوب وكما سمعنا أن هناك قراراٍ بتخفيض 50% على المناطق الحارة إلا أن هذا القرار لا نعرف أين وصل لأنه للأسف يتم تطبيق الزيادة أما النقصان لا يطبق.
أما المواطن عبدالله القليصي من سكان غليل فيقول: مازلنا في مسلسل طفي لصي فالكهرباء في الحديدة متعبة جداٍ وأسعارها عالية ويجب أن تكون الحديدة لها وضع خاص كونها محافظة ساحلية وحارة فهي ليست كصنعاء وغيرها من المناطق الباردة فالاستهلاك في الحديدة عالُ وخاصة في فصل الصيف الذي يدق الأبواب وتستقبله المدينة بالانقطاع المتكرر للكهرباء الذي يصل في الليلة الواحدة إلى ما يقارب خمس مرات لا يتحمل الأطفال وكبار السن وخاص في البيوت المغلقة المتقاربة لذا يجب تقوية الكهرباء ودعمها بمولدات جديدة وإصلاح الخطوط.
وأضاف: في اعتقادي سبب الانقطاع للكهرباء هو الفساد إلى جانب أن المواطن هو أيضا يعبث بالكهرباء من خلال الربط العشوائي وأيضاٍ هناك من لديه خطين وثلاثة خطوط غير رسمية وهذا ما يضعف الكهرباء ألا أننا نحمل مؤسسة الكهرباء المسؤولية في عدم المراقبة والتفتيش.

قرار سياسي
من جانبه تحدث المهندس عادل مرشد – أحد مهندسي المؤسسة بالقول: الكهرباء منظومة متكاملة تبدأ بتوليد ونقل ومحطة تحويل وتوزيع ومشترك وأي خلل في المنظومة يؤثر على الكل وتصل الأحمال بمحافظة الحديدة في الصيف إلى 160ميجاوات والطاقة المتاحة لا تكفي لهذه الأحمال ومن وجهة نظري الكهرباء تريد قراراٍ سياسياٍ يتخذ من القيادات العليا لحل مشكلة الكهرباء حلاٍ جذرياٍ من خلال عمل محطات توليدية تتناسب مع التوسع العمراني الكبير للحديدة كما على المواطن دور كبير في الحفاظ على الكهرباء من خلال ترشيد الاستهلاك الذي يعود عليه ويمد في عمر الشبكة إضافة إلى الامتناع عن الربط العشوائي تزيد الحمولة مما يسبب إحراق المحول الكهربائي التي قد تصل قيمته إلى مليونين ريال إضافة إلى الاطفاءات الفنية المتكرر التي لا يتحملها المواطن وخاصة في الصيف فالمواطن يجب المحافظة على المحول وعلى مكونات الشبكة وعدم الربط العشوائي لأن المحول ليس ملك المؤسسة بل هو ملك الناس وأي تخريب فيه سيؤدي إلى الضرر.

خارج عن إرادتنا
مدير مؤسسة الكهرباء في المحافظة المهندس مجيب الشعبي أكد أن إجمالي الطاقة التوليدية المتاحة في وسط المدينة حولي 77 ميجا ويتم تغذيه بقية الطاقة من المنظومة الكهربائية عن طريق رأس كثيب المركزية إلا انه عند خروج محطة مأرب الغازية تصاب هذه المحطات بالشلل التامة ويؤدي إلى انطفاء على المحافظة إلى ساعات طويلة ونتوقع هذا الصيف أن تصل أحمال محافظة الحديدة إلى 150 ميجا في أوساط المدينة وفي الريف إلى 50 ميجا في كل الفروع ومشكلة الفروع في الحديدة أنها تعاني كثيراٍ من انقطاع التيار الكهربائي عن خروج محطة مأرب الغازية تستمر الانقطاع إلى أكثر من 16 إلى 18 ساعة ولهذا يعاني في هذه المراكز الأمرين من جراء الانقطاع الكهربائي وهذا خارج عن إرادتنا.
وأضاف: نحن في المنطقة بدأنا في الاستعداد للصيف باستبدال الخطوط الهوائية المتهالكة الآيلة للسقوط التي عانينا منها وكلوالأخوة المواطنين في الصيف الماضي حيث قمنا بتركيب محولات وسطية للتخفيف عن المحولات القائمة ومددنا دوائر جديدة هي خمسة دوائر بطول( 11 كيلو فولت) للتخفيف على الدوائر المحولة وفك الاختناقات وسط المدينة كما يجري مد دائرتين (33 ك.ف) لتغطية محطة الملعب بقدرة 20 ميجا وات من محطات الحالي وقد بدأت عملية مد الكابلات والفننين يقوموا بتركيب المحول 20 ميجا وسيتم نقل الخلايا إلى المحطة كما أننا قمنا خلال الفترة الماضية بتركيب شبكة فنية سليمة في منطقة حارة الدهمية وكذلك حارة السلام وجزء من 22 مايو والآن بصدد تنفيذ شبكة كامل في حارة البيضاء الشمالية ومن تم نتحول إلى حارة الزعفران أيضا في الربصة وكذلك في المعدل وهذا خطنا لهذا العام وكذلك تركيب محولات وسطية في حارة غليل حولي أربعة محولات وإن شاء الله خلال الفترة المتبقية من هذا العام سيتم التركيب ورغم كل هذا فالانقطاع المتكرر للكهرباء لا أحد يضمنها كون المنظومة الكهربائية معرضة للأخطار والتخريب بين الحين والآخر.
لذلك ندعو إخواننا المواطنين لمساعدتنا في ذلك من خلال عدم العبث بالشبكة والربط العشوائي وكذلك الربط من خطين وهذا يضاعف مشاكل الانطفاء نتيجة ارتفاع الأحمال على الدوائر وعلى المحولات وقد تؤدي إلى احتراق مكونات الشبكة وهذه لها آثارها السلبية المدمرة على الشبكة وندعو الإخوة المواطنين أن يقدروا ذلك حفاظا على معداتهم ومعدات الشبكة الكهربائية ولضمان استمرار التيار الكهربائي إلى منازلهم.
وذكر مدير مؤسسة الكهرباء أن أهم المشاريع المستقبلة هو مشروع مكون 50 والذي تم توقيع العقد الخاص به في العام الماضي بقيمة 19مليوناٍ و600 آلاف دولار وقد تم نزول شركة صينية الشهر الماضي إلى الحديدة وتم تسليم الموقع ونزل المسئولون على المشروع لوضع اللمسات الأخيرة لعمل التصاميم لبدء تحديد مسار الخط وسيتم بدء تنفيذ العمل إن شاء الله في بداية مايو وهذا المشروع يتكون من محطة 132كيلو فولت بالإضافة إلى خط بطول 12/132 كيلو فولت ومحطة تحسن جهد 50 ميجا فاز ومحطة 33/11 بمقدار 20ميجاوات.
كما تم اعتماد لنا خلال هذا العام اعتماد 845 مليون من البرنامج الاستثماري للمحافظة ونشكر المهندس أكرم عطية محافظ المحافظة الذي أعطى اهتماماٍ خاص للكهرباء للتخفيف معاناة المواطن وتم التوجيه للإخوة مدراء العموم لإنزال هذه المناقصات منها محطة تحويل وشراء شبكات ونحن نتطلع من الأخ مدير عام المالية للمساعدة للاستفادة من هذا البرنامج الاستثماري وهو من أبناء هذه المحافظة الساحلية ومحافظة الحديدة بحاجة إلى مشاريع استراتيجية هائلة واستشارات تساعد على تحسين شبكات الكهرباء وتوفير البنية التحتية فيما يخص الشبكات ومحطات التحويل مع العلم أن محافظة الحديدة بحاجة إلى محطة كهربائية توليدية بمقدار 150ميجا حتى تكون الطاقة التوليدية شبهه كافية وحتى لا يتعرض المواطنون في هذا المحافظات لانقطاعات الكهرباء نتيجة خروج محطة مأرب أو تعطل المحطات الأخرى ونطمح من قيادات الدولة أن تعطي توجيهاتها بسرعة انجاز مشروع المحطة حيث أن الدراسة والرؤى موجودة لدى المؤسسة العامة ولا ينقصها إلا التمويل.

قد يعجبك ايضا