وداعاً ” ويكيلكس اليمن”
نبض
محمد غبسي
لا أحتاج لتذكر جلسة مقيل مع الزميل محمد عبده العبسي لأحزن عليه، لكني بحاجة لمجموعة وثائق دامغة تثبت رحيله لأصدق، أحتاج لنتائج طبية كثيرة توضح ملابسات وفاته لأدمع.
نعم أحتاج وثائق بحجم تلك التي اشتغل عليها بمفرده في فضح وزراء ولوبيات في أكثر من وزارة ومؤسسة خلال الخمس سنوات الماضية
لقد قام بدور مهني لم تقم به اللجنة العليا لمكافحة الفساد ولا الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.
لقد كان دقيقاً في البحث والتحري وجريئاً في الكتابة والنشر، كما كان محايداً أكثر من غيره من الشباب الذين أخذتهم الساحات وزخمها إلى المتارس الحزبية والدينية والمناطقية.
ففي الوقت الذي انخرط فيه شباب الإعلام بساحات التغيير والتغرير قرر العبسي أن يدخل ساحة الفساد التي هي الساحة المحرمة، ليكشف لنا بشكل شبه يومي فضائح الفساد بالوثائق الدامغة بغض النظر عمن هم أبطالها سواءً كانوا شركاء في ساحات التغيير أو وزراء ومدراء مازالوا جزءاً من السلطة الحاكمة.
وخلال مسيرتي الصحفية أجزم أنه بذل جهودا شخصية أكثر من أي صحيفة أو موقع إلكتروني بالتحقيق في قضايا فساد ومخالفات مالية، لقد كان بحق “ويكيلكس اليمن” وقد أشبع بتحقيقاته الصحفية معظم الصحف والمواقع الإخبارية خلال ثلاث سنوات متتالية.
رحيلك المفاجئ المحاط بالغموض سيجعلنا بحاجة لبطل آخر يمتلك شجاعتك وأدواتك كي يخبرنا كيف رحلت وبماذا، ولماذا ؟.