عدن ونزوات التآمر الحقيرة..
أحمد يحيى الديلمي
بكل صفاقة وعدم إحساس بالمسؤولية وتنكر لقيم المواطنة وصدق الانتماء إلى الوطن بادر مكتب المدعو شلال علي شائع المُعين من دول الاحتلال مديراً لأمن عدن إلى نفي الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام أن الرجل قدم استقالته على خلفية أحداث الصولبان التي أودت بحياة المئات من أبناء الوطن بين قتيل وجريح مع أن خبر الاستقالة كان الحدث الإيجابي الوحيد الذي يمكن احتسابه لصالح الرجل في ملف حسناته الخالي تماماً من أي ايجابيات .
وكونه يقدم استقالته على خلفية الأحداث الوحشية الدامية ، ففي ذلك إيحاء بأن لديه مشاعر وإحساساً بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن ومدينة عدن خاصة التي تفتقد إلى وجود كيان أمني موحد قوي يخضع الأمن فيها لإرادة المليشيات والعناصر الإرهابية المتناحرة بما هي عليه من العبثية والفوضى والسباق المحموم لتنفيذ مخططات ورغبات دول الاحتلال ، كل المؤشرات تؤكد أن الاستقالة كانت في صالح الرجل فيها دلالة على صحوة الضمير ، أما النفي ففيه ويل وثبور من أقل تداعياته الكارثية إثبات ما يقوله الخصوم بأن شلال شائع سبب كل الاختلالات والانفلات الأمني المريع في المدينة كونه يبالغ في الإخلاص لأسياده المحتلين ويسهم بشكل مباشر في مضاعفة الفوضى وحالات الانفلات الأمني . ويمنح الجماعات الإرهابية رعاية خاصة تمكنها من تنفيذ عملياتها الإرهابية الوحشية بسهولة في وضح النهار مقتدياً في ذلك بولي نعمته الفار هادي الذي حاول في وقت سابق تنفيذ الفكرة ذاتها في صنعاء ومنع الأجهزة الأمنية من الإفصاح عن الجهات المتورطة في الكثير من التفجيرات والاغتيالات التي طالت كوكبة من العلماء والدكاترة ودفع ثمنها مئات الأبرياء من أبناء الوطن . وطالت النيران عدداً من الأجانب العاملين في اليمن كما هو الحال في واقعة العرضي الإجرامية التي أثبتت الأيام أن الدنبوع أشرف عليها بنفسه ومع أن هناك بعض الخيوط توفرت لدى أجهزة الأمن إلا أنه تم إخفاء الحقيقة وقيدت الجرائم ضد مجهول دون حساب أو عقاب كما يحدث اليوم في عدن تم تعليق الجرائم على نفس الشماعة والاسطوانة المشروخة إذ اكتفى الجميع بترديد بيانات القاعدة وداعش التي تعلن مسئولية هذه التنظيمات الإرهابية عقب كل جريمة مع أنها صيغت في كواليس الرئاسة بصنعاء في الماضي وتصاغ اليوم بمكتب وزير الداخلية في عدن بما يوحي أن هذه التنظيمات حمالة أذية تنفذ ما يطلب منها .
تأكد هذا الأمر بالدليل القاطع الذي لا لبس فيه ولا يقبل الشك عقب إلقاء القنابل المحرمة على الصالة الكبرى بصنعاء فلقد طلب مكتب محمد بن سلمان من داعش إعلان مسئوليته عما حدث والأخير لم يتردد أصدر البيان فوراً وكله بثمنه . كانت القضية مدوية بعد أيام معطيات ووقائع الحادث اضطرت النظام السعودي إلى إعلان مسئوليته عن الجريمة البشعة مستنداً إلى مبررات وذرائع مضحكة يرفضها العقل والمنطق . ما يُحمد للواقعة أنها عرت النظام السعودي وكشفت العلاقة الخفية التي تربطه بالجماعات الإرهابية .
على خلفية تفجيرات عدن يتضح أن شلال يسير على نفس السيناريو زمن التفجيرات وحالات الاستهداف تؤكد كبيعة التنسيق المخابراتي وأن المجندين الأبرياء راحوا ضحية مؤامرة حقيرة طرفها المحلي الأجهزة الأمنية وهذا يعني المزيد من الفوضى و الأعمال الإرهابية حتى تتم ترجمة رغبات دول التآمر التي همها إثبات أن عدن مرتعاً خصباً وبيئة صالحة للإرهاب ويتطلب الأمر استقدام المزيد من المقاتلين والأسلحة لمقاومة الإرهاب وحماية الأمن والاستقرار في المدينة.
كما يقال الحر تكفيه الإشارة الفقرة الأخيرة تفصح بجلاء عن الجهات المستفيدة من إشاعة الإرهاب وهي التي تخطط وتدبر وتمول الأعمال الإرهابية، واللعنة على هادي وشلال وكل يمني ارتضى العمالة والخيانة وباع نفسه للشيطان بثمن بخس .
بقي أن ندعو الله بأن يحمي شعبنا وأن يحمي عدن و أبناء عدن من كل سوء ومكروه ونقول للعملاء والخونة لن تمسوا جذور المدينة ، ستظل عدن ثغر اليمن الباسم وتسقط كل المؤامرات ، وكل عام وأبناء عدن بخير إن شاء الله .