لن نعود إلى بيت الطاعة !!؟

أحمد يحيى الديلمي
ماذا تبقى للعدو السعودي الهمجي بعد أن دمر كل شيء وقتل البشر بلا رحمة . اقتحم حياتنا من كل الجهات ، نفذ إلى شرايين القلوب ، ونخاع العظم ، وتحت الجلد ، وخلايا الذاكرة . كل يوم يمر نُصاب بالحزن ونفقد الوعي ونغضب ، أعمال عبثية شرخت أحساس كل يمني بالأمان على خلفية المراسيم المتوغلة في الحقد سرقت منا التراث وشواهد الحضارة لم تستثن حتى الأحلام واليوم تريد أن نعود إلى بيت الطاعة لن نعود إلى هذا البيت الموبوء ، ولن يطل علينا القُبح من جديد ، لقد بدأنا السير في الطريق السوي وبدأنا نحس بالثقة بالنفس ، لاننا كسرنا الجبس الذي وضعتنا فيه السعودية ردحاً من الزمن ، فجعلتنا في حالة شلل عاجزين عن الحركة والفعل فقدنا الأمل في امتلاك الإرادة والتغيير الذاتي اهتز اقتصادنا وغدى هامشي تابع لاقتصاد السعودية ومزبلة لنفايات الخليج وحشية وهمجية العدوان كشفت عن حالات العشوائية والارتجال التي عشنا فيها ، وما ترتب على ذلك من ترهل واسترخاء ومتاجرة بالأوهام والأقلام والإعلام ، سياسات حكومية مبهمة تنتظر الأذن المسبق من الرياض .
هذا مبعث غضب المعتدين علينا!؟ للأسف وجدوا سماسرة ومرتزقة وعملاء سهلوا لهم تدمير كل شيء وقتل البشر بالجملة ، وعلماء شواذ قالوا أن قتل الأبرياء يتم بأمر الله. أصبح الموت تجارة والإبادة صفقات رابحة تستغل الفقر والقهر وتستغل الأوضاع الاقتصادية المتردية بسبب الحصار الجائر لاستقطاب آلاف الشباب والزج بهم إلى محارق الموت ، لا شيء صعب أو مستحيل في زمن موت الضمائر واتساع نطاق الشذوذ . في زمن المتاجرة بكل شيء حتى الأخلاق و المبادئ والقيم ، أختلط الحابل بالنابل ، وغاب صوت العقل والمنطق ، فغدى الجندي السوري المدافع عن حياض الوطن وكرامة المواطن مجرم قاتل والمجرم الإرهابي المتمرس القادم من أقاصي الأرض بطل ، الغالبية مجرمون هاربون من جرائم قتل واغتيال في مواطنهم الأصلية يرى المضلين في الواحد منهم حمل وديع وإنسان مظلوم مستهدف من الحكومة الشرعية والجيش الوطني العربي . طالما وجد الإعلام القوي المسموع القادر على التزييف وقلب الحقائق .
المذهل وغير المقبول أن القتل والتدمير الممنهج من قبل أنظمة مغرقة في التخلف و البداوة ، في ظل الوفرة المالية الحاكم منهم عاشق لذاته ، يشعر أنه وحده الملهم والمنقذ المعني بحماية الدين مع أنهم دويلات ودوقيات مختلفة متصارعة كل دولة تستنفد نصف وقتها لاستهداف الأخرى والنصف الثاني لحماية نفسها من شعوبها ، هذا النموذج المغرق في البداوة يتم التعاطي معه بمباركته وتأييده ودعمه من أصحاب العيون الزجاجية الباردة والحواجب الشقراء من يتباهون بحماية حقوق الإنسان والدفاع عنها والانصياع للقانون باعتباره الدين الرسمي للديمقراطية .
مع ذلك لا يرف لأحدهم جفن كأن المصلحة المرجوة غطت جفون العيون بالجفاف والجمود وإن اقتضى الأمر الصمت على أبشع الجرائم ومنع ضوء الشمس من التسرب إلى اليمنيين ، كل شيء له ثمن وله حساب . للأسف أصبحنا محاصرين بين شعارات الغرب الزائفة وهمجية أبناء جلدتنا .
المضمون القومي أصيب بالاسترخاء والترهل وفقدان الذاكرة ، البداوة بجذورها القبيحة اخترقت الجامعة وأصبح المواطن العربي معتقل داخل نصوص ومفردات وشعارات فقدت الجدوى ، ومعتقل داخل التفسيرات والفتاوى الدينية الخاطئة .
ما أسلفت مجرد عينة للاختلالات التي ألمت بمجتمعنا والنظام الدولي . ومن ثم فإن المنطق يحتم علينا المزيد من التلاحم لمواجهة الصلف الفاحش وأن ندرك أن مصير هذا الوطن يتطلب المزيد من الصمود وأن تنطلق الحكومة بعضلة التحدي وعقلية القوة باعتبار أن العالم بمعظم دوله يقف اليوم ضدنا وهو ظالم لنا في ذلك بحيث جعل القوة خيار وحيد لنا ، وليس أمامنا إلا التحدي والصمود والله معنا وناصرنا ، كما قلت هذا هو خيارنا الوحيد حتى لا نعود إلى بيت الطاعة .
(( رغم خطايا البشر الفادحة إلا أن الشمس تشرق كل يوم من جديد لأجل ابتسامة طفل أو تفتح زهرة )) قول مأثور .

قد يعجبك ايضا