خروج المجموعات المسلحة من شرق حلب
دمشق/وكالات
في تأكيد منه على أن الجيش السوري وحلفاءه عازمون على تحرير كامل الأراضي السورية من الإرهاب، أعلن الرئيس بشار الأسد أمس أن القوات السورية ستحرر مدينة تدمر من إرهاب تنظيم داعش مجددا.
وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة “روسيا 24”: في الحقيقة، الهدف الحقيقي لعملية الإرهابيين في تدمر، واختيار التوقيت للهجوم مرتبط بشكل مباشر مع المعركة في حلب، لماذا لم يهاجم “داعش” تدمر قبل شهر على سبيل المثال؟ كان بإمكانهم القيام بذلك. إلا أن الهجوم بدأ مع بداية التقدم الواسع في حلب.
وأشار الرئيس السوري إلى أن هذا الهجوم له هدفان هما تقليل أهمية تحرير حلب، ومحاولة تفريق القوات الحكومية في اتجاهات مختلفة.
وحول المخططات القادمة لتحرير مدينة تدمر قال الأسد: اليوم اجتمع ممثلو القيادة العسكرية الروسية والسورية وناقشوا كيفية التعامل مع هذا الوضع الطارئ…بشكل عام أود أن أقول أننا حررنا تدمر سابقا، وسنحررها مجددا. لقد كانت المدينة تحت سيطرة “داعش” ونجح الجيش السوري بدعم من روسيا بتحريرها، وسنفعل ذلك مجددا.
وتابع الأسد قائلا: إن عملية تحرير حلب لا تنتهي بالسيطرة على المدينة نفسها، فمن الضروري حمايتها من الخارج. وأضاف: إن مسألة، ما المدينة التالية التي سيتم تحريرها، يعتمد على أين يوجد أكبر تجمع للإرهابيين، الذين يتلقون الدعم اللوجستي من دول أخرى، مشيرا إلى أنه في الوقت الراهن بين حلب وإدلب هناك قناة اتصال مباشرة، مرجعا ذلك لوجود “جبهة النصرة” في حلب وخارجها كما هو الحال في إدلب.
وأشار الرئيس السوري إلى أن الجيش لن يوقف العمليات القتالية باستثناء الحالات التي سيعلن فيها المسلحون عن استعدادهم للاستسلام. وأشار الأسد، إلى أن موسكو لا تمارس ضغطا على دمشق حتى تتخذ هذا القرار أو ذاك، بل تجري مشاورات.
واستطرد الرئيس السوري: هم يتحدثون معنا دائما، عندما يريدون مشاركة رأيهم أو النصيحة: في نهاية المطاف، هذا وطنكم، وعليكم تحديد القرار الصائب والمقبول لكم. الدولة الروسية بطبيعتها، لا تميل إلى الضغط”.
وقال الأسد: لن يكون هناك توقف، الأعمال العسكرية تتوقف فقط في المناطق حيث يعلن المسلحون عن استعدادهم للاستسلام أو الخروج. فقط في هذه الحالة سيتم وقف الأعمال القتالية، الأعمال القتالية ستستمر خلال المفاوضات لأننا لا نثق بالإرهابيين.
وتابع الرئيس السوري، بأنه يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تحاول خلق أكبر قدر من المشاكل، خوفا من حدوث تقارب حقيقي بين موسكو وواشنطن في عهد الرئيس المنتخب، دونالد ترامب.
وقال الأسد، إن إدارة أوباما ذاهبة، من الممكن أنهم يخشون من التقارب الحقيقي بين روسيا والولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب الجديدة. ولذلك، فإن الحكومة المنتهية ولايتها تحاول خلق أكثر ما يمكن من المشاكل التي من شأنها أن تمنع التقارب مع روسيا، مشيرا إلى أن تصريحات بسيطة من أوباما، قد يكون لها عواقب واسعة.
من جانب آخر بدأت الجماعات الارهابية المسلحة بالخروج مما تبقى من جنوب الأحياءِ الشرقية لحلب، وذلك بعد إتمام التجهيزات لتأمين إنجاز إخلائهم باتجاه قرية خان طومان جنوب غرب مدينة حلب.
واكد مركز حميميم ان إجلاء المسلحين سيتم من حلب على متن 20 حافلة و10 سيارات إسعاف باتجاه إدلب، وقال المركز ان السلطات السورية ستضمن أمن جميع أفراد التشكيلات المسلحة الراغبين بالانسحاب من شرق حلب.
بدورها نقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن مصدر سوري عسكري رفيع بانه تم التوصل الى اتفاق جديد لاخراج المسلحين من آخر جيب لا تزال الجماعات الارهابية تسيطر عليه في شرقِ حلب.
وذكر التلفزيون الرسمي السوري انه سيتم إجلاء أربعة آلاف مسلح مع عائلاتهم من شرق حلب في إطار الاتفاق الذي أعلن عنه الخميس، مشيرا إلى ان كل الاجراءات جاهزة لاخراجهم”.
وفي سياق متصل، بثت وزارة الدفاع الروسية صورا مباشرة من معبر الراموسة جنوب حلب حيث تجري الترتيبات لخروج المسلحين من أحياء حلب الشرقية.
وكانت مصادر “العهد” قد اعلنت ان الاستعدادات بدأت نقل المسلحين من حلب باتجاه خان طومان جنوب غربي المدينة، وتحدث أن اتصالات جرت ليلاً وقد نجحت في اعادة احياء الاتفاق وذكر أن جماعات مسلحة طلبت إلى الصليب الاحمر والهلال الاحمر المساعدة في اجلاء المصابين.
في غضون ذلك، أحبطت وحدات من الجيش السوري هجوما عنيفا لإرهابيي “جيش الفتح” على نقاط عسكرية في ريف حلب الجنوبي الغربي.
وقد ذكر مصدر عسكري أن وحدات الجيش خاضت خلال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة مع مجموعات إرهابية على كتيبة الدفاع الجوي ومحور مدرسة الحكمة ومشروع 1070 جنوب غرب حلب، مشيرة إلى أن الاشتباكات انتهت بإفشال الهجوم بعد “تكبيد التنظيمات الإرهابية خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد الحربي وفرار العديد من الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم”.
كما صدّ الجيش السوري هجوماً للمجموعات المسلحة على محوري مدرسة الحكمة وكتيبة الدفاع الجوي غرب مدينة حلب، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المهاجمين.
وافادت تنسيقيات المجموعات المسلحة بان تنظيم “داعش” الارهابي قام بإعدام أحد الأشخاص في مدينة مسكنة في ريف حلب الشرقي بتهمة تهريب المدنيين إلى مناطق خارج سيطرته.