أحقاً مات الرويشان
عصام سنجر
كوقع الصاعقة نزل على مسمعي خبر وفاة الشيخ القيل صالح علي الرويشان أحد أقيال ورجالات مشائخ خولان الذي عرف عنه دماثة الخلق وجم التواضع وأصالة المعدن حتى اللحظة لا أكاد أصدق خبر وفاته رحمه الله فقد كان بالأمس بيننا بابتسامته العريضة وقامته الفارعة نستمع بلهفة لأحاديثه التي لا تمل ونصلي معه بالجامع كان بالنسبة لنا نحن الشباب من جيرانه حي الأصبحي نعم الرجل القدوة وخير ناصح لنا ورجل المواقف الصعبة.
لكنة قضاء الله وقدره الذي لا مناص منه فقد رحل عن دنيانا الفانية كغيره من رجالات وعظماء الوطن.
فمن هذه الأرض جاء وإليها عاد هذا الرجل الفاضل عرفته عن كثب كرجل مثقف ناضج عاقل سديد الرأي يتمتع بحكمة الشيوخ وفراسة الدهاة لا مثيل له سيما في هذا الزمن الردئ الذي أنعدم فيه الوفاء والأوفياء كان رجلاً عصامياً بنى نفسه من الصفر .
عموماً مهما قيل عن هذا الرجل الإنسان فلن نستطيع أن نفيه حقه فالكلمات عاجزة مثلما هو القلم كذلك عاجز عن الكتابة عنه.
ولأنه صاحب معدن أصيل فقد كان وفياً لكل أصدقائه كالذهب لا يصدأ رغم تقادم السنين عليه.
نعم لقد رحل الشيخ صالح الرويشان جسداً وبقي فينا ذكرى عطرة نذكرها ما حيينا وسلام الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.