الانهيارات تتوالى في صفوف داعش في أحياء حلب الشرقية

أمام تقدم الجيش السوري

لم يعد أمام مسلحي الجماعات الإرهابية في مدينة حلب من خيارات سوى القبول بتسوية بشروط الدولة السورية، أو الذهاب نحو قتال يائس في بقعة تتآكل بسرعة يوماً بعد آخر.
عملياً، عجلات هذه التسوية دارت منذ أيام وأنتجت اتصالات عديدة بين مسؤولين معارضين وممثلين عن الجيش السوري، إذ يعيش المسلحون منذ أسبوع أياماً عصيبة تحت ضغط نفسي وعسكري كبيرين، مع تواصل الهجمات والقصف على مواقعهم، وتمكّن الجيش والقوى الرديفة من تحرير أحياء إضافية من المدينة، بأسرع ممّا كان يتوقع أكثر المراقبين تفاؤلاً.
مصادر عليمة بالجبهة في حلب تروي أنّ قادة المسلحين، بسبب وضعهم السيّئ للغاية، علّقوا آمالهم على إصدار مجلس الأمن الدولي، قراراً بهدنة في المدينة. أكثر من ذلك، حاول حلفاؤهم في ريف حلب فتح جبهة جمعية الزهراء، غرب المدينة، في محاولة للقول إنّ المحاصرين في الأحياء الشرقية غير متروكين، لكن لم يحدث أيّ تغيير هناك، بل إنّ المصادر تؤكد أنه حتى لو نجح الهجوم جزئياً، فإنه لن يغيّر شيئاً في قرار المعركة. كذلك عمل المسلحون على خلق معادلة شبيهة بمعادلة «كفريا والفوعة ــ مضايا والزبداني»، عبر قصفهم المركّز والعنيف على قريتي كفريا والفوعة الإدلبيتين المحاصرتين من قبلهم، وإزهاق أرواح عشرات المدنيين هناك، لكن أيضاً من دون نتيجة. القرار محسوم، يقول أحد القادة الميدانيين، بإعادة كل أحياء المدينة إلى سلطة الدولة السورية وقرارها. هذا القرار الذي تدعمه موسكو، وصل عبر قنواتها إلى واشنطن وأنقرة، والأخيرتان أبلغتا مسؤولي المجموعات المحاصرة بذلك، وهذا ما زاد الضغط النفسي عليهم، وأكد أنّ لا مجال لهم في حال أرادوا النجاة سوى القتال أو التسليم.
ويروي قائد ميداني أنّه منذ صباح أمس الأول كانت الخطّة تقضي بتخفيف الضغط على محاور القتال إفساحاً في المجال أمام التواصل مع المسلحين الذين قبلوا التفاوض.
ومنذ يومين، تؤكد الاتصالات السورية معهم أنه ليس أمامهم من خيارات أخرى. ومثلاً، وصلت طلائع الجيش السوري إلى مستشفى العيون أول من أمس، ليصبح على بعد مئات الأمتار من قلعة حلب. وفي حال وصول الجيش إلى القلعة، تُقسّم الأحياء الأخيرة التي لا تزال تحت سيطرة المسلحين إلى قسمين محاصَرين. لكن الجيش ترك الثغرة مفتوحة، وبعث برسالة إلى المسلحين مفادها أنّ من يريد الانسحاب جنوباً فليفعل بسلاحه الفردي فقط، تاركاً الأسلحة الثقيلة والآليات. أما الخيار الآخر، فمحصور في تسليم نفسه لتسوية أوضاعه.

قد يعجبك ايضا