الثورة نت / متابعات
تتوالى الفضائح التي تكشف حقيقة الدعم التركي للتنظيمات المسلحة الإرهابية في سوريا، وعلى رأسها تنظيم داعش الأخطر والأكبر والمُصنف إرهابيًّا على مستوى العالم، فلم يعد جديدًا خروج تقارير أو تسريب وثائق تفيد بأن العديد من المسؤولين الأتراك يملكون علاقات ودية مع داعش، وهذه المرة طالت هذه الشبهات صهر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يتغنى بمكافحة الإرهاب في سوريا والعراق.
نشر موقع “ويكيليكس”، الاثنين، ما يقرب من 58 ألف رسالة تابعة لوزير الطاقة التركي، وصهر الرئيس رجب طيب أردوغان، بيرات آلبيراق، قال إنها تثبت صلاته بتنظيم داعش، وأوضح الموقع أن جميع الرسائل المسربة تعود للفترة الزمنية الممتدة من إبريل عام 2000 إلى 23 سبتمبر من 2016، قائلًا إن أغلبها تشكل مراسلات بين آلبيراق والسياسيين الأتراك ورجال الأعمال وأفراد عائلته.
وأكد موقع ويكيليكس أن هذه الرسائل الإلكترونية تتضمن معلومات مفصلة بشأن صلات آلبيراق بمؤسسات مثل “Powertrans“، وهي الشركة التي تورطت في توريد النفط من تنظيم داعش، حيث منحت الحكومة التركية استثناء لشركة “باورترانز” من قرار حظر استيراد وتصدير ونقل النفط أو مشتقاته، وتعود علاقة “آلبيراق” بـ”باورترانز” إلى عام 2012، بالتزامن مع قرار الحكومة إعطاء الشركة حق نقل النفط.
في ذات الإطار تضمنت الوثائق 30 رسالة بين “آلبيراق” ومدير الموارد البشرية في شركة كاليك القابضة، بتول يلماز، المجموعة التي كان “آلبيراق” رئيسها التنفيذي، وفيها يحاول “يلماز” الحصول على موافقة “آلبيراق” فيما يتعلق بقرارات خاصة بشركة “باورترانز” من قبيل الأشخاص الذين يجب توظيفهم والموافقة على الرواتب.
هذه الوثائق لم تكن الدليل الأول الذي يربط بين صهر أردوغان، الذي وضعه والده في منصب وزير الطاقة، وتنظيم داعش الناشط في سوريا والعراق وليبيا، حيث سبق أن واجه “آلبيراق” مرارًا اتهامات من وسائل الإعلام بضلوعه في الاتجار بالنفط المهرب من مسلحي التنظيم إلى الأراضي التركية، حيث نشرت صحيفة “Deutshe Wirtschafts Nachrichten“، في مايو الماضي، تقريرًا قالت فيه إن صهر أردوغان متورط في صفقات نفط مع التنظيم المتطرف، الأمر الذي أثار تساؤلات حول توقيت تعيينه في منصب وزير الطاقة، في نوفمبر عام 2015، ورأى فيه العديد من المحللين والمراقبين أنه يأتي للتغطية على علاقات الحكومة التركية بداعش، خاصة في مجال تهريب النفط.
صهر أردوغان لم يكن الوحيد الذي تطوله هذه الشبهات، بل والده أيضًا، حيث سبق أن وجهت روسيا اتهامات للقيادة التركية بزعامة أردوغان بالتورط في استخراج النفط بشكل غير شرعي مع التنظيمات الإرهابية وتهريبه للأراضي التركية، حتى إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكد قبل أشهر أن تأمين سير ناقلات النفط الداعشية إلى الموانئ التركية كان سببًا لإسقاط القوات التركية للمقاتلة الروسية “سو24” على الحدود التركية السورية؛ بسبب استهداف الطائرات الروسية لشاحنات نقل وتهريب النفط من تنظيم داعش إلى تركيا.
في ذات الإطار قال نائب وزير الدفاع الروسي، أناتولي أنطونوف، في ديسمبر الماضي، إن القيادة التركية العليا والرئيس رجب طيب أردوغان متورطان شخصيًّا في الاستخراج غير الشرعي للنفط السوري والعراقي وتهريبه إلى أراضي تركيا، وأضاف أنطونوف: حسب معلومات استطلاعية موثوقة بحوزتنا، ينخرط الجانب التركي في تدبير مثل هذه التحركات بشكل نظامي ومنذ وقت طويل، وشدد المسؤول العسكري الروسي حينها على أن التدفقات المالية الناتجة عن الاتجار بالمشتقات النفطية موجهة ليس إلى زيادة ثروة القيادة السياسية والعسكرية في تركيا فحسب، بل يعود جزء كبير من تلك الأموال بشكل أسلحة وذخيرة ومرتزقة جدد من مختلف الألوان، وأوضحت الدفاع الروسية حينها أن عائدات تنظيم داعش الإرهابى من الاتجار غير الشرعى بالنفط كانت 3 ملايين دولار يوميًّا قبل بدء العملية العسكرية الروسية فى سوريا.
الاتهامات التي طالت أردوغان وأفراد أسرته وأبرزهم نجله “بلال” وصهره “بيرات”، لم تأتِ من روسيا فقط، بل جاءت من قلب تركيا نفسها، حيث سبق أن أكد النائب التركي عن حزب الشعب الجمهوري، آران اردام، إقدام أردوغان وأقربائه على استيراد النفط من إرهابيي داعش، وقال “اردام” في ديسمبر الماضي إن المعلومات تبين بأن الشاحنات والصهاريج التي قصفتها الطائرات الروسية كانت تنقل البترول المسروق من شمال سوريا إلى العراق ومنها إلى تركيا، موضحًا أن المعلومات التي يمتلكها تثبت بشكل قاطع أن الشاحنات والصهاريج وعددها نحو 500 شاحنة وصهريج هي تركية وتابعة لشركة البايراك.