الثورة نت / متابعات
مع وصول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى مكتبه في البيت الأبيض، يأمل الكثير في إنهائه للصراع السوري، ولكن من غير المحتمل أن تكون هذه الآمال في محلها، فقد بدأت التصاميم الأمريكية الأخيرة لتدمير سوريا تتكشف، ليس في عهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بارك أوباما، ولكن في الحقيقة بدأ ذلك منذ فترة رئاسة جورج بوش الابن، حتى تواصلت وتوسعت في عهد أوباما.
صناع السياسات والقرار من اليمين واليسار والطيف السياسي الغربي يخلقون الحجج لاستمرار الحرب الأمريكية حتى توسعها في سوريا، وذلك ببساطة وراء ستار من مختلف الروايات الحزبية، الهدف من ذلك في النهاية إسقاط أمة الشرق الأوسط، وإذا تعذر عليهم ذلك، يلجؤون للتقسيم والدمار المنهجي.
على مدى العامين الماضيين روجت حملة ترامب إلى أنها ستسترشد بالعديد من واضعي السياسات في واشنطن، وغالبًا المحافظين الجدد، بما في ذلك المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية في عهد إدارة بيل كلينتون، جيمس وولسي، أحد أشد المؤيدين لحرب الولايات المتحدة على إيران، وهو مستشار ترامب للأمن القومي والدفاع والاستخبارات.
بجانب وولسي اختار ترامب السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، ورئيس بلدية نيويورك السابق، رودي جيولياني، والرئيس السابق لمجلس النواب، نيوت غيغريتش، بالإضافة إلى الإعلامي ستيفن بانون، وكلهم دعاة حرب وخاصة على إيران.
في سوريا تحتدم الحرب بالوكالة، حيث تستخدم السعودية وقطر وتركيا الجماعات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة، في محاولة إسقاط الدولة السورية، وأيضًا في مواجهة إيران.
وفي هذا السياق فإن التآمر على تدمير سوريا في عهد بوش تم تنفيذه في عهد أوباما، وهو شرط أساسي للحرب على إيران.
في الواقع الحرب على سوريا تم تحديدها منذ فترة طويلة من صناع السياسة الأمريكيين كشرط أساسي قبل شن الحرب على إيران، وجاء إعلان ضم سوريا داخل ما يسمى “محور الشر” في عهد بوش من حليف ترامب الحالي، جون بولتون، في عام 2002.
أعلنت وكالة بي بي سي، في عام 2002، في تقرير تحت عنوان “الولايات المتحدة توسع محور الشر”، أن واشنطن أضافت كوبا وليبيا وسوريا إلى الدول التي تدعي أنها تمتلك أسلحة كيميائية أو بيولوجية.
حين بدأت الحرب بالوكالة في سوريا عام 2011، في ظل إدارة أوباما، تم تمهيد الطريق لهذه الحرب بالفعل في وقت مبكر من عام 2007 في عهد بوش، وهو ما وضحه الصحفي الأمريكي سيمون هيرش، مؤكدًا أن الهدف من هذه الحرب هو تقويض إيران، وإعادة ترتيب أولوياتها في منطقة الشرق الأوسط.
في لبنان تعاونت الإدارة الأمريكية مع الحكومة السعودية في عمليات سرية تهدف إلى إضعاف حزب الله، وأيضًا تستهدف إيران وحليفتها سوريا.
وفي تقريره المكون من تسع صفحات أوضح هيرش كيفية الإمداد المالي والسياسي والمادي الذي تتلقاه الجماعات المتطرفة المرتبطة بتوسيع هذه المؤامرة، والمنظمات التي تشارك بشكل مباشر في الصراع السوري، بما في ذلك جماعة الإخوان والجماعات المسلحة المتحالفة مع تنظيم القاعدة.
قدم ترامب ورقة رابحة في خلال حملته الانتخابية، وهي عدم استقبال أي لاجئ سوري، ولكن في الحقيقة هذا يوضح أنه ليس لديه النية لإنهاء الأزمة السورية، حتى لو بإقامة منطقة آمنة، رغم أنها فكرة غير محبذة، كما أن الدوائر السياسية الأمريكية مصممة على إطالة النزيف السوري لأطول فترة ممكنة.
جلوبال ريسيرش