أمريكا سبب التعثر ..
أحمد يحيى الديلمي
لم يحظ اتفاق بزفة سياسة وهاله إعلامية واهتمام دولي مثير كما حدث لاتفاق مسقط .. لماذا ؟
الإجابة معروفة وهي أن الاتفاق خرج من رحم القيادة الحقيقية لتحالف العدوان المزعوم .
في هذه الحالة تتبادر إلى الأذهان الكثير من الأسئلة عن سبب تعثر الاتفاق ؟ وكيف استطاعت السعودية تغيير المعادلة واختزال الفكرة في هدنة هشة لمدة 48ساعة لم تصمد دقائق بعد إعلانها من خلال المعطيات والوقائع الحقيقية يتضح لكل متابع أن السعودية ليست السبب وليسوا المرتزقة والعملاء- كما روجت لذلك وسائل الإعلام الموالية للعدوان ، فهم أقل شأناً من التأثير في أبسط رغبة سعودية ، فكيف إذا كانت أمريكا مصدر الفعل ومحور القرار، فالجميع بما في ذلك السعودية ودول التحالف المزعوم لا يمثلون سوى أدوات طيعة ينفذون خططاً جاهزة أعدت سلفاً ويصعب عليهم فهم أبعادها ومراميها حتى لا نتجاوز حقيقة ما يجري ، لا ننكر أن فكرة العدوان على اليمن لاقت هواً سعودياً وثأراً انتقامياً متوغلاً في أعماق نظام الحكم في السعودية استناداً إلى اعتقاد ساذج مفاده أن اليمن مصدر خطر يهدد الكيان السعودي .
تجدد ذلك بفعل الطفرة والتخمة المالية مع إضافة مضمون آخر حشد إيران في الزاوية واعتبر اليمن في حالة امتلاك إرادته وقراره السيادي محور قلق سيحول دون تمكن السعودية من الهيمنة والسيطرة على القرار العربي والإسلامي . مع أنها مجرد أوهام لا وجود لها في أرض الواقع وليست محل اهتمام وتفكير اليمنيين بمختلف مشاربهم السياسية واعتقاداتهم المذهبية ، إلا أنها دفعت نظام آل سعود إلى صرف احتياطاته النقدية بحجة درء هذا الخطر .
من سخرية القدر أن هذا الوهم والاعتقاد الساذج حول النظام برمته إلى مصدر للتكسب والاستنزاف العبثي من قبل الدول والمنظمات الإقليمية والدولية ووسائل الإعلام المختلفة والمؤسسات والأفراد من المرتزقة وتجار الحروب بما في ذلك فلول المرتزقة والعملاء اليمنيين ممن ارتضوا الهوان وباعوا أنفسهم للشيطان مقابل فتات المال المدنس ، وكأن السعودية تحولت إلى إسكافي ماهر في صناعة النعال البشرية القابلة للاستخدام وإتقان مهمة الإخضاع والاستتباع وشراء الضمائر على غرار ما تجسده السعودية ذاتها تجاه أمريكا وبريطانيا .
من التوصيف السابق يمكن الاهتداء إلى الإجابة عن أسباب تعثر إعلان مسقط رغم ما رافقه من جدية وصرامة وحماس من قبل كيري نفسه الذي أفصح لأول مرة عن أهم أطراف العدوان ممثلة في السعودية والإمارات العربية المتحدة ، وأنه أخذ الموافقة من المحمدين بن سلمان وبن زايد ، وفي اليوم التالي تغير كل شيء وأسندت مهمة المماطلة والتسويف إلى من لا ناقة لهم ولا جمل فيما يجري وبالتالي بدا الأمر أن أمريكا لم تستنفد أغراضها من العدوان وهي أغراض مزدوجة تخص السعودية من قبل اليمن ، وأن القيادة الأمريكية أرادت رفع العتب وتأكيد رفضها للعدوان لامتصاص الغضب في الداخل الأمريكي وتجاوز ردود الفعل الرافضة لاستمرار العدوان بمساراته العسكرية والاقتصادية بما يترتب على ذلك من تداعيات حرب الإبادة والتجويع المتعمد للشعب اليمني المظلوم .
ونخلص مما سلف إلى أن أمريكا ليست جادة وأنها سبب التعثر وكما يقال في المثل الشعبي السائد ( ما يبعد السحر إلا من فعله ) .