صنعاء/ سبأ
أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ صالح الصماد أن الوضع الاستثنائي في اليمن واجهه رجال استثنائيون في كل الجبهات وفي مقدمتها الجبهة التعليمية بجامعة صنعاء وكل الجامعات والمؤسسات التعليمية وأن بقاء التعليم متماسكا وحيا يضمن بقاء حياة وتماسك المجتمع اليمني في حاضره ومستقبله.. منوها بما ينتظر اليمن من مستقبل مشرق وحقيقي ولائق بأبنائه الذين تغلبوا على الصعاب والمؤامرات وواجهوا اعتى عدوان وتحالف ضد بلد مسالم كل جريرته أنه أراد التحرر من الهيمنة ومصادرة حق اتخاذ القرار والتحولات التي أرادها الشعب من اجل المستقبل. وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى أثناء ترؤسه أمس بجامعة صنعاء اجتماعا لرئاسة الجامعة وعمداء الكليات التابعة لها إلى ما تمثله الجامعة من أهمية في الحاضر والمستقبل واستقرار أوضاع اليمن واستقامتها من خلال التطور المتراكم والملفت الذي حققته الجامعة وما ستقدمه للأجيال القادمة من فرص للإسهام في بناء اليمن ووصوله إلى المستوى الذي تقدم من اجله التضحيات ويكلل صبر وصمود الشعب اليمني العظيم بالنجاح والنصر المنشود من اجل الحاضر والمستقبل.
واستعرض رئيس المجلس تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية وطبيعة العدوان والحصار السعودي الأمريكي على بلادنا القائم على استراتيجية الحرب الشاملة التي طالت كل شيء ويوظف فيها الآن البعد الاقتصادي وتضييق الخناق على كل سبل الحياة بعد أن توقفت منذ أول ساعات العدوان كل الموارد الاقتصادية ..مشيرا الى ما يتطلبه الوضع في هذه المرحلة والحالة الاستثنائية من قدرات استثنائية تكون بحجم الوضع وتتفوق على صعوباته .
وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى ما تقدمه الخبرات الإدارية والمعرفية والقدرات الفردية المخلصة والصادقة من عون لأي قيادة وعلى أي مستوى من العون والمساعدة على تجاوز أي وضع استثنائي.. مؤكدا على الدور الايجابي والهام للكوادر الأكاديمية في توسيع دائرة الوعي العام بحقيقية العدوان والحصار ومواجهة الاستهداف الممنهج للتعليم في بلادنا.
وقال ” إذا بقي التعليم حيا سليما فإن الشعب اليمني سيبقى حيا سليما ..وعلينا جميعا أن نبذل قصارى جهودنا لضمان استقرار العملية التعليمية وبيئتها ومواجهة الظروف الاستثنائية التي تمر بالجميع حتى يتم تجاوزها بسلام.
وأكد رئيس المجلس على ما جسدته المرحلة الراهنة من قيم اجتماعية يمنية أصيلة كللها الكادر التعليمي الأكاديمي الوطني بالكثير من الأعمال المشرفة التي تعمل من خلال البدائل المتاحة وتعي طبيعة المرحلة والممكن وغير الممكن وطبيعة الظرف المؤقت الذي تمر به اليمن نتيجة العدوان والحصار.. وتكامل الأدوار بين المؤسسة التعليمية والمجتمع ورجال المال والأعمال والمساهمات الخلاقة في هذا الجانب.
وأعرب رئيس المجلس عن شكره وتقديره وقيادة المجلس السياسي الأعلى لرئاسة جامعة صنعاء وعمداء الكليات على ما يبذلونه من جهود حقيقية وملموسة ناقلا إليهم تحيات نائب رئيس المجلس وأعضاء المجلس ، مؤكدا على أن الجامعة وكوادرها وطلابها وطالباتها سيلقون كل الدعم والمساندة في هذه المرحلة وإنهم رهان المستقبل القادم.
من جانبه رحب رئيس جامعة صنعاء الدكتور فوزي الصغير برئيس المجلس السياسي الأعلى، معربا عن شكر وتقدير الجامعة وكوادرها وطلابها وطالباتها لما توليه القيادة السياسية لهم من دعم ومساندة واهتمام ..مستعرضا ما تقوم به الجامعة من جهود في سبيل استمرار العملية التعليمية في ظل العدوان السعودي الأمريكي وما يخلفه من دمار والحصار الاقتصادي وما ينتجه من آثار..
وأشار الدكتور الصغير إلى سلسلة الإصلاحات والمعالجات المالية والإدارية التي تنفذها رئاسة الجامعة في سبيل استقرار العملية التعليمية ومواجهة الظروف الراهنة والبناء من اجل المستقبل الوظيفي للجامعة .
ونوه رئيس الجامعة بالدور الفعال للجامعة في الحاضر والمستقبل وما تقدمه الآن عبر تطوير المناهج والإدارة وربط المخرجات بسوق العمل وتعزيز جهود الحد من البطالة وتطوير الأداء وعمليات الإنتاج في مختف المجالات التقنية والصناعية، وتعزيز التوجه المستقبلي نحو الزراعة ورفد مخرجاتها عبر كلية الزراعة وصولا إلى غايات الاكتفاء الذاتي وسياساته والإفادة من الظروف الراهنة في أعمال التقييم والتطوير.
واستمع رئيس المجلس السياسي الأعلى بعد ذلك الى مداخلات عمداء الكليات حول الإشكاليات الراهنة وتكامل الأدوار لمعالجتها ومواجهة التحديات والرؤى المستقبلية التي يمكن أن تتحقق عبر تجويد المخرجات الجامعية والإفادة الكلية من البيئة الجامعية والكوادر الأكاديمية والدروس المستفادة من كل التجارب والظروف والمتغيرات والتحديات التي أفرزتها ظروف العدوان السعودي الأمريكي والحصار.
قام بعد ذلك رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ صالح الصماد بحضور قيادة جامعة صنعاء وعميد كلية الهندسة الدكتور محمد البخيتي والدكتور ياسر الحوري امين سر المجلس السياسي الأعلى ورجل الأعمال يحيى الحباري بإزاحة الستار عن مشروع مبنى قسم (الميكاترونكس) مبنى الحباري- في كلية الهندسة بجامعة صنعاء الذي نفذ على نفقة الشركة اليمنية الدولية للصناعات الغذائية بكلفة إجمالية نهائية1,400,000$ دولار أمريكي على مساحة 1,500 متر مربع .
وأشاد رئيس المجلس السياسي الأعلى بالمشروع وما يمثله من قيمة حقيقية للشراكة بين المؤسسة التعليمية ورجال المال والأعمال والاقتصاد الوطني وخاصة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ اليمن والشعب اليمني .. مؤكدا على ان هذه الشراكة وهذه المبادرات هي التي ستبقى في ذاكرة الأجيال وهي الكفيلة بتحقيق المستقبل المنشود لليمن .. معربا عن الشكر والتقدير باسمة ونيابة عن المجلس السياسي لرجل الأعمال يحيى الحباري وإخوانه وشركتهم التجارية على الإسهامات الوطنية الحقيقية والدائمة الأثر.
واستمع رئيس المجلس السياسي من الدكتور عبد الملك مؤمن رئيس قسم (الميكاترونكس) إلى شرح عن محتويات القسم وتخصصه العلمي الحديث وما يوفره من معارف وعلوم ذات ارتباط حيوي بتطور التقنيات الصناعية والهندسية والإلكترونية والكهربائية، وأثر مخرجاته على سوق العمل وما توفره الدراسة فيه من فرص عمل هامه وحيوية وتطوير للقدرات ورافده للاقتصاد الوطني .
وطاف رئيس المجلس السياسي ومرافقوه بقاعات القسم الجديد متعرفين على مدخلاته ومنهجه التعليمي التفاعلي ووسائله التعليمية الحديثة .
كما قام رئيس المجلس السياسي بزيارة معرض التخصصات الهندسية والإبداعية الذي تنظمه كلية الهندسة للإبداعات الهندسية والزراعية للطلاب والطالبات في الجامعة .
وأعرب رئيس المجلس السياسي الأعلى عن إعجابه وتقديره لما شاهده من إبداعات طلاب وطالبات الجامعة مؤكدا أنها تبشر بثورة صناعية وإنتاجية حقيقية لليمن وان العدوان والحصار على اليمن قد فشل وانكسر واخرج في اليمن أجمل ما فيها من روح الصمود والتحدي والتحرر والإبداع والانطلاق نحو المستقبل.