ماذا تنتظرون من الفيل..؟!
عباس غالب
وكأن حالي بالعرب يلهثون مجدداً وراء استرضاء الفيل القادم إلى البيت الأبيض الأمريكي بعد أن خسر حمار كلينتون في الانتخابات الرئاسية بعد أن استمر كثيراً في رفس العرب طيلة العقود المنصرمة ،بل لا أكاد أصدق أن أحداً من العرب قد أزال الغشاوة عن عينيه عند رؤية ما يجري في العالم وتحديداً في أمريكا بعين البصيرة التي تكشف لهم يوماً بعد آخر بأن الرهان على الإدارات المتعاقبة في البيت الأبيض ،سواء دخلها الحمار الديمقراطي أو الفيل الجمهوري هو رهان خاسر بالنظر إلى التجارب المريرة مع الإدارات المتعاقبة من هذين الحزبين إزاء القضايا العربية العادلة ،حيث رأينا سياسات (بوش )الابن –كمثال للجمهوريين- وهو يزرع بذرة الحرب في العراق ..تماماً كما فعل (أوباما) الديمقراطي وهو يشيع هذا المناخ من الاقتتال والسلبية في أكثر المناطق حساسية وهي منطقة الشرق الأوسط .
العرب اليوم أمام الرجل القادم الذي يحمل فلسفة مستقلة حتى وإن كان جمهورياً وهو يتكئ على موقف مسبق يتحامل فيه –مثلما ظهر في حملته الانتخابية- على المسلمين عموماً ويشير فيها إلى عدم تعاطيه بإيجابية مع قضايا العرب ويثير جدلاً في الوضع العالق بين العرب والكيان الصهيوني وعلى نحو يثير الريبة أكثر مما يدعو إلى التفاؤل.
كالعادة رأينا العرب يهرولون للترحيب بقدوم الفيل إلى البيت الأبيض ..وهي صورة تعكس النفسية العربية غير متأنية ،خاصة وهم يشيدون بتوجهاته التي لم يبدأها بعد حتى الآن ،الأمر الذي يدعو أكثر إلى الاستغراب من النخب السياسية في الأنظمة العربية وهي تحاول مجدداً الدخول بحفلة الرقص الأمريكي دون إدراك خواتم هذه الرقصة إلى أين تقودهم ؟
إنني أتساءل كغيري من البسطاء ..ماذا تنتظرون من الرئيس الأمريكي الجديد ؟هل نتوقع منه أن يحل مشاكلنا داخل كل قطر على حده أم أننا نثق بأن يتعامل مع قضية الصراع العربي –الإسرائيلي بمنظور العدالة والشرعية والمظلومية التي تعرضت -ولا تزل -لها القضية الفلسطينية ؟أم إننا نتوقع منه وصفه سحرية لإيقاف نزيف الحرب المشتعلة والنيران المضطرمة التي تحرق أجزاء كثيرة من المنطقة العربية ومنها سورية والعراق واليمن؟
ربما تكون هذه التساؤلات مشروعة في سياقها الموضوعي غير أن المعني بها في إدارة البيت الأبيض لن يكترث بها أو بعدالة قضيتها قدر اهتمامه في الفترة الرئاسية الأولى بترتيب البيت الأمريكي من الداخل ومن ثم التوجه إلى الخارج وقد لا تكون القضية الفلسطينية في صدارة أولويات اهتمامه خلال مدة رئاسته ،خاصة ونحن نعي وندرك دور اللوبي الصهيوني في توجيه القرار الأمريكي فقد يكون (الفيل) أكثر حرصاً على مصالح الكيان الصهيوني من اليهود أنفسهم ..وإنا لمنتظرون.