خالد مسعد
تستمر معاناة ومآسي النازحين في مديرية عبس شمال محافظة حجة يوما بعد آخر ،حيث يتواجد في مخيم المنجورة للنازحين المئات من البشر الذين يعانون من ويلات الفقر والحصار.. والاسقام والأوجاع.. والجوع والحرمان، في ظل عدوان جائر يستهدف الحياة ويعاقب الأحياء.
(أم علي) ،امرأة مسنة طريحة الفراش تنتظر الموت جوعا أو كمدا حين وجدت نفسها في مخيم المنجورة بلا مأكل ولا مشرب ولا تمتلك من هذه الدنيا سوى شقيقتها التي تعاني البؤس هي أيضا وتشاطرها الأسى في سقيفة هشة لا تقيهن حرا ولا تمنعهن بردا فقد أتى عليها الدهر فأصبحت أشبه بتابوتٍ مظلم.
“الثورة”..زارتها في إطار رصدها للحالات الإنسانية في شمال محافظة حجة ،قبل بداية الحديث مع أم علي ،أكدنا لها أننا كصحفيين لا نستطيع تقديم اي شيء لها بقدر ما نسعى نقل معانتها إلى أصحاب القلوب الرحيمة من اجل تقديم يد العون لها بشكل عاجل للتخفيف من معاناتها .
على بعد النظر تشاهد مئات الخيم من الطرابيل الممزقة وبداخلها مئات الأسر يعيشون وضعاً إنسانياً مؤلماً.
تقع خيمة أم علي في بداية المخيم وعلى كرسي خشبي تنام هذه المكلومة تناظر الموت وتكابد الحياة .
يتحدث أحد المتواجدين في المكان قائلاً: أم علي ،كفيفة وغير قادرة على التحرك وهي محتاجة لمن يساعدها بمتطلبات متعلقة بالمأكل والمشرب والإيواء .
منظماتٌ وحقوقيون مطالبون اليوم أكثر من ذي قبل بنقل المعاناة القاسية للنازحين في مخيم المنجورة بعبس لتطفو على السطح ليراها عالمٌ يتعمد غض البصر ويبحث عن حقوقٍ لأناس لا نشبههم. في ظل احتياج كبير لهؤلاء النازحون أمثال أم علي.
عدوانٌ جائر وحصارٌ فاجر…وبين هذا وذاك أناسٌ يستغيثون وينتظرون الموت على قارعة الطريق حين يأتيهم من كل جانب فهل يا ترى ستلقى صرخاتهم وأنينهم صداها في عالم الإنسانية.
Next Post
قد يعجبك ايضا