الثورة/
قالت صحيفة دايلي تايمز أن السعودية أصبحت على فوهة بركان سياسي قابل للانفجار في أي لحظة.
وأضافت في تحليل سياسي بأن النظام الملكي السعودي بات على مستوى عال من الاحتراق السياسي .. مشير إلى أن السعودية التي ترى نفسها حامية للإسلام تتبع المذهب الوهابي المتشدد وتتحكم في السلوك الاجتماعي للناس وفرض القوانين الدينية الصارمة ورغم ذلك فإن الشعب السعودي لا يشعر بالأمان.
وتوضح الصحيفة الباكستانية:
“تبحث السعودية اليوم عن الأمن الداخلي والخارجي، فداخليا تفرض النظام الأخلاقي الصارم، وسط مؤشرات من الفساد الحكومي وداخل العائلة المالكة”.
وتضيف: تطرقت العديد من المواقع لقضية الوهابية داخل المجتمع السعودي، ويتضح أن السعوديين يتطرقون لتفريغ الطاقة المكبوتة بأشكال مختلفة وسط عدم وجود منافذ اجتماعية وأخلاقية مقبولة، كما يتم منع المرأة السعودية من السفر والعمل والدراسة أو حتى فتح حسابات مصرفية، وفقا لتعاليم رجال الدين الوهابيين، كما تعيش منطقة شرق السعودية الغنية بالنفط في حالة من عدم الاستقرار، وعلى حافة الهاوية.
وتضيف: تولى العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز الحكم بعد وفاة اخيه، وسط عدم وضوح ملامح مستقبل المملكة، ورغم أن الرياض لا تزال قوة إقليمية مهيمنة، إلا أنها تفتقد قدرتها على ملء مسار الأحداث في الشرق الأوسط، ويرجع ذلك لعدة أسباب متنوعة، من بينها الاندلاع المفاجئ للربيع العربي، الذي لم يشكل فقط اضطرابا في بلدان المنطقة، لكن الاضطرابات ضربت أيضا السعودية وهددت استقرارها الداخلي، بالإضافة إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والرياض، خاصة بعد إخفاق واشنطن في الحفاظ على الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، الحليف الوثيق للسعودية.
تدخلت السعودية في البحرين لقمع الثورة هناك ومناصرة نظام آل خليفة، وبعد بضعة سنوات تدخلت في اليمن، وبدأت في استهداف الحوثيين، وقادت تحالفا إقليميا لقصف البلد الفقير جوا، وساعدتها واشنطن بالسلاح والاستخبارات وتواجدها البحري القوي في المياه الإقليمية، لكن القصف السعودي الأخير لجنازة صنعاء أحرج واشنطن بشكل كبير.
ورغم أن العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية لا تزال قريبة، إلا أن الرياض غير راضية عن الوضع، خاصة بعد اتفاق أمريكا مع إيران بشأن برنامجها النووي، الأمر الذي أدى إلى رفع بعض العقوبات عن طهران.
يتراجع النفوذ الإقليمي للسعودية خاصة مع تراجع أسعار النفط وزيادة إنتاجها، واليوم أصبح الموقف السعودي داخليا وخارجيا محفوفا بالمخاطر على نحو متزايد، وسياستها المتبعة داخليا وخارجيا ستقودها لتدمير نفسها ذاتيا.