معركة الرواتب
أماني دماج
منذ 19 شهرا بدأت حرب شعواء على يمن الإيمان والحكمة استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة المتطورة والجيوش الحديثة، كانت السعودية هي رأس الحربة وكانت واشنطن هي من وراء ذلك وكان هادي هو أداتها.
لم تقتصر هذه الحرب على استخدام الأسلحة المعروفة من آليات وطائرات وصورايخ وما إلى ذلك فيما يستخدم في الحروب ، بل تجاوزته لتستخدم قوت الناس وأرزاقهم كأحد الأسلحة التي تريد من خلالها قوى العدوان وأدواتها أن تهزم هذا الشعب وتركعه وتخضعه لإرادتها ولمشاريعها التي يعلنوها على الملاء، فكان الحصار البري والبحري والجوي على كل شاردة وواردة، وكان فصل ارتباط فرع البنك المركزي بمارب عن المركز الرئيسي بصنعاء والاستيلاء على كل موارد الدولة لمصلحة أشخاص معدودين من مرتزقة وعملاء العدوان. ولكن وحتى سنة وثلاثة أشهر والأزمة الاقتصادية (المفتعلة من قبل العدوان وأدواته) تدار بشكل مهني وحيادي وبشهادة المجتمع الدولي _والذي لا يتمنى ذلك_ ، أضف إلى ذلك خسائر العدوان وهزيمته المدوية في الجانب العسكري، فمن معارك دخول صنعاء وتحريرها إلى السيطرة على مناطق شاسعة في اليمن إلى الصواريخ التي تدك للعدو مواقع عسكرية بأكملها إلى استيلاء أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية على مواقع عسكرية ومدن في الحد الجنوبي لمملكة بني السعود.
كل ذلك جعل العدو يبحث عن وسيلة جديدة لإخضاع هذا الشعب وتركيعه، فكانت (معركة الرواتب) والتي لم يوفر العدو وأدواته جهدا إلا وبذلوه في سبيل تجويع هذا الشعب العزيز على أمل أن يركع ويبدأ بتنفيذ مشروع العدو في أثارة الفوضى في العاصمة العصية الأبية صنعاء، إلا أن النتيجة كانت هزيمة جديدة تضاف إلى قائمة هزائم العدو فكان أن استجاب الشعب لدعوة السيد القائد في دعم البنك المركزي فتحولت هذه الأزمة إلى ما شد الناس إلى بعضهم ليتكاتفوا ويتعاونوا جميعا لتمر هذه الأزمة دون أن يركعوا وكان أن ثار الشعب على العدو بسبب قصفه لصالة عزاء، وثار على رئيسهم المزعوم بسبب التزامه أمام المجتمع الدولي بصرف الرواتب لكل المواطنين، وثار عليهم الشعب حينما تكشفت له حقائق عن كيف يتم العبث بمقدرات هذا الشعب لمصلحة أشخاص محدودون ويترك الشعب جائعا بدون رواتب، ولم يكن ذلك فقط بل بداء حلفائهم بالتخلي عنهم وهاهو صندوق النقد الدولي يتهم هادي بأنه عقد الأزمة الاقتصادية ولم يحلها كما كان يفترض به، وهاهو ولد الشيخ يتهمه بذلك أيضا وهاهي أمريكا أيضا تتهمه بل وتتهم السعودية بتعقيد الأزمة الاقتصادية، في محاولة منها للتنصل عن دورها في العدوان.
تلك كانت نهاية معركة الرواتب، وهذه هي نهاية أي معركة اختلقها أو سيختلقها العدو، لا يملكون سواء طائرات تقصف بحقد على كل شيء بغرض القتل والتدمير فقط لأنهم هزموا وسيهزمون، فهذه سنة الله متى ما جاء الحق زهق الباطل.