ميشال عون رئيس الجمهورية اللبنانية الثالث عشر

فاز العماد ميشال عون بانتخابات رئاسة الجمهورية، ليغدو بذلك الرئيس الثالث عشر للبنان، بعد شغور المنصب الرئاسي لمدة عامين ونصف، بحضور دبلوماسيين ورؤساء سابقين.
وفي عملية اقتراع رابعة توزعت على الدورتين الأولى والثانية، فاز الرئيس عون بأصوات غالبية النواب، ليحصد 83 صوتاً، مقابل 36 ورقة بيضاء، و7 ملغاة وصوت واحد ذهب لصالح النائب ستريدا طوق.
وكانت الدورة الأولى، التي تطلب نيل المرشح 86 صوتاً للفوز بالانتخابات، انتهت بحصد العماد عون 84 صوتاً، مقابل 36 ورقة بيضاء و 6 ملغاة و وواحدة لصالح النائب جيلبيرت زوين.
وبعد عملية اقتراع أولى في الدورة الثانية، تم إعادتها لمرتين متتاليتين بسبب عدم تطابق الأوراق مع عدد النواب المقترعين.
وانتهت انتخابات رئاسة الجمهورية بفوز العماد ميشال عون بغالبية 83 صوتاً، مقابل 36 ورقة بيضاء، و 7 ملغاة و وصوت واحد للنائب ستريدا طوق في اقتراع ثالث شهدته الدورة الثانية.
الجدير ذكره أن الدورة الثانية تطلب نيل المرشح الفائز 65 صوتاً، أي ما يعادل النصف زائد واحد.
من هو ميشال عون
جاء ترشيح عون بعد توافق بين القوى السياسية اللبنانية، وظل منصب الرئيس في لبنان شاغرا منذ ماي عام 2014 بعد فشل الكتل السياسية في الاتفاق على مرشح يخلف الرئيس السابق الذي انتهت ولايته ميشال سليمان.
ويقضي الدستور اللبناني بأن يكون رئيس الجمهورية من الطائفة المسيحية المارونية.
فمن هو ميشال عون؟
ولد الجنرال ميشال عون عام 1935، في حارة حريك في الضاحية الجنوبية، لاب يدعى نعيم عون وأم تدعى ماري.
عون تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في معهد الفرير في الجميزة، حيث أنه يتقن خمسة لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية.
وفي عام 1955 كانت بداية دخول ميشال عون الى الحياة العسكرية، حيث قرر الالتحاق في المدرسة الحربية وهو في عمر العشرين عاما، وتدرج خلالها في عدة قيادات، من أمرة فصيلة حتى امرة كتيبة وأمرة لواء. وفي عام 1968 تزوج عون من ناديا الشامي من زحلة، وانجب منها ثلاث بنات.
عون عين سنة 1970 معاونًا لقائد كتيبة المدفعية الأولى، وبعد ثلاث سنوات عين عون قائدًا لكتيبة المدفعية الثانية. وفي عام 1976 أصبح قائدًا لسلاح المدفعية.
وفي الثامن عشر من جانفي عام 1980 عين رئيسًا لأركان قوات الجيش المكلفة بحفظ الأمن في بيروت، ليعين بعدها بعام قائدًا للجيش.
وفي عام 1988 كلف رئيس الجمهورية آنذاك أمين الجميل عون بوصفه قائدا للجيش اللبناني بتشكيل حكومة انتقالية تتولى التحضير لانتخابات رئاسية تعذر إجراؤها في موعدها.
وفي عام 2005 أعلن عون عن التيار الوطني الحر الذي أصبح أقوى تيار ذات أكثرية مسيحية في لبنان، متجسد بثاني أكبر كتلة نيابية وهي تكتل التغير والاصلاح واكبر كتلة مسيحية في المجلس النيابي اللبناني.
وساهم تحالف عون في وقت لاحق مع حزب الله في تعزيز التماسك اللبناني وحفظ الأمن والتوازن بين الأطياف اللبنانية كافة، وجاء إتفاقه مع جعجع بتوقيع ورقة تفاهم بين التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية ليزيد قوته في الساحة المسيحية ويوحدها أكثر فأكثر ويزيد من حظوظه في الانتخابات الرئاسية.
والجدير بالذكر أن الرئيس عون حمل مشعل الإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد في مسيرته السياسية وعمل بواسطة وزارئه في الحكومات المتعاقبة على تحقيق هذه الأهداف لمدة طويلة، لذا يتوقع أن يشهد لبنان في عهده في رئاسة الجمهورية انتقالة نوعية في بناء ما هدم من مؤسسات الدولة بالفساد والمحسوبيات، وأن يشهد لبنان نمواً وقياماً من جديد خصوصاً أن عون أول رئيس لبناني أتى بقرار داخلي بعد التفاف اللبنانيين بمعظم أطيافهم حوله.
هذا وعرف عن عونه دعمه للمقاومة وخياراتها، وعن علاقته الطيبة بحزب الله وتصالحه مع الرئيس الأسد بعد خروج القوات السورية من لبنان، وعلاقته الودية مع إيران وزيارته الشهيرة لها بعد الامتنان الكبير الذي لاقاه باحتضانه للمقاومة وشعبها إبان حرب تموز ضد الكيان الصهيوني.
كما يتميز عون بصلابة مواقفه وشجاعته السياسية وتمسكه بعروبته وعروبة لبنان والعلاقات الطيبة مع كافة الدول العربية، ويلقى عون أيضاً قبولاً ودعماً كنسياً من البطريرطية في لبنان والفاتيكان، وله علاقات طيبة وتاريخية مع فرنسا.

قد يعجبك ايضا