ولد الشيخ ورحلة الوهم والحقيقة
أشواق مهدي دومان
هكذا أتى ليهزمنا نفسيا ؛ ليثبطنا معنويا..
ذلك الغراب الأممي بتبجحه ورفضه للقاء المجلس السياسي فلم يأتِ إلا لتلك المهمة الخطيرة وهي رسالة نفسية معنوية خالصة ؛ يريد أن يقول لنا كشعب أبيّ وقيادة منتصرة : إنكم لا تساوون شيئا؛ كردّة فعل للانتصارات التي أخرست وكممت أفواه سلاح عشرين دولة!!
أتى وفي داخله هزيمة الظالم وانكسار الباغي وانحطاط الإنسان ..
أتى ليستصغر قوة ثبات رجالنا في ساحات الشّرف ،أتى يعيد لي طيفا من الطفولة (بترفع طفولتنا عن سذاجته) حين كنا نختلف (كصغار ) فيشدّ كلّ منّا شعر الآخر أو يلكمه بقوة فيصرخ الموجوع منّا وهو خائر القوى ولا يستطيع إلا أن يتوعد ويهدد قائلا: غدا سأنتقم…
لنقول له : أيها المهزوم والمبغوض والمأفول: ” لو شي شمس أنها من أمس ” وهو مثل شعبي يختصر ردا لولد الشيك مفادها: وإن ناورتم وإن حاورتم شكليا وإن وإن …الخ ؛ فأنتم المنهزمون رغم سلاحكم الذي داسه رجالنا الحفاة ، الشّعث ،الغُبر ، المتبردقون…
أنتم منهزمون ومهزومون نفسيا ومعنويا وأخلاقيا وإنسانيا ولو توعّدتم ولو أخفيتم دموعكم ولو كبتّم صراخكم ووجعكم فقد أرهقكم رجال الله في الميدان ؛ ونكّلوا بشراذمكم ومسوخكم في ساحات الشرف …
أتعبكم صبر شعب خاض تجربة لم يخُضها شعب غيره وقدّم لكم صفعات في وجوهكم وقفاكم كالعبيد ؛ فعدتم تتظاهرون بالانتصار ظنا ووهما منكم أنكم (برفضكم مقابلة رجال اليمن ) منتصرون..
إنّه الهروب من واقعكم المتقهقر حين يأتي غرابكم(أيها العدوان برداء مسوخ الارتزاق والعمالة) ويرفض مقابلة الرجال؛ فلأنه يدري أنّه لا يقابل الرجال إلا رجل وقد فقد هذا المسكين رجولته التي باعها لبني سعود ومن والاهم ؛ فبأي وجه يقابل شبه رجل أو مسخ رجلٍ رجالا أوقفوا التاريخ لهم احتراماً و إجلالا ؟.؟.
لم ولن يجرؤ، ولكن ليحملها رسالة عكسية ترتدّ هزيمة إلى هزائمهم السّابقة…رسالة إلى من بعثه بالباطل رسولا لنشهد أنّه الفاشل المذبذب الإمعة الذي ما عرف وما ردّد إلا ما أُملي عليه من أساتذة الماسون …
إنّه الذليل الذي أتى بمهمة أخرى إلى جانب المكابرة ومحاولة رفع معنويات أسياده المنحطة تحت أقدام أولي القوة والبأس الشديد…
أتى ليلفتنا عن عزيمتنا التي يتوهم أنّه يمكن أن تُوهن في يومٍ ما..
أتى ليوهم الحق أن لازال في العدوان بقية من نَفس في حين أنّ الحقيقة والواقع أن لم يعُد بهم طاقة لقتال رجال الله ؛ وقد انقطع كلّ نَفَسهم وكيف لا وهم الباطل الذي حكم الله بزهقه؟!
فقرابة العامين قد خطّت في قلب التّاريخ أن الموت للغازي ولاحياة لمن راوده حلمه بأنّه يمكن أن يطأ بلدة طيبة ؛ ولهذا نقول له:
حين حلمتَ باليمن فقد رأيتَ أضغاث أحلام ،فهناك فرق بين الرؤيا التي لايتلقّاها إلا أولياء الله، ولاتكون إلا لهم ،وبين أضغاث الأحلام والتي مصدرها الشيطان..أوليست أمريكا هي الشيطان الأكبر؟..
ياولد الشيك: إن لم تفقه الفرق بين الرؤيا وضغث الحلم ؛ فسأنصح بلغة أبسط وأقل وأحط ولعلها تناسبك ومن أرسلك و هي :
انصح نفسك ومن أرسلك إلينا أن ردوا الغطاء عليكم حين تنامون ، ففي البرد تكثر الأضغاث والأوهام مع تساقط أوراق الأشجار.. وقد تساقطتم ومعكم كل قيمة حملتها نفوسكم الوقحة، سقطتم ورمتكم الرّيح في مستنقعات الهزيمة والهوان..
فلاعدتُم…
والسلام