العدوان الغاشم والرد الحاسم..

عباس غالب
المتفق عليه أن النظام السعودي لا يحب الخير لليمن أرضاً وإنساناً انطلاقاً من موروث ذاكرته التي تختزن أشكالا عديدة من هذا العداء الذي صاحبه حالة من الاستعلاء والعنجهية منذ الطفرة النفطية ..وهي نفس النظرة السعودية الاستعلائية للشعوب العربية التي تتكئ على إرث حضاري عريق ..وهو –ربما- ما يفسر محاولة النظام السعودي إرباك مسيرة هذه الشعوب وتعطيل وتيرة الاستقرار والتطور فيها .
ولا شك بأن الشواهد على ذلك كثيرة ،حيث يشن النظام السعودي عدواناً ظالماً ومستهجناً على اليمن واليمنيين على خلفية تلك الذاكرة المثقوبة ،فضلاً عن تدخله السافر والعدائي في شؤون سورية والعراق وليبيا وكأنه بهذه التصرفات الوصي على هذه الدول انطلاقا من نظرته للآخر والتي لا يمكن وصفها إلا باعتبارها عقدة نقص تحكم شخصية هذا النظام ولا شيء آخر غير ذلك.
ربما كان الخيار العسكري الذي اضطر اليمنيون أخيرا الجوء إليه بعد عقود الهيمنة والاستعلاء والتدخل والعدوان السعودي هو الخيار الأنسب للخروج من أسر هذه الهيمنة السعودية ..وبالتالي خلق حالة جديدة يستعيد فيها اليمن مكانته وريادته وإدارة شؤونه الداخلية والخارجية وعلاقته الدولية بمعزل عن الوصاية السعودية التي ظلت مهيمنة على الحكم في اليمن منذ ما بعد قيام الثورة اليمنية وتحديداً منذ اتفاق المصالحة مطلع سبعينيات القرن المنصرم .
ومن المؤكد أن نجاح اليمنيين في الاستفادة من هذا الخيار العسكري حشد وتعبئة الجبهة الداخلية شعبياً ورسمياً وحزبياً في منظومة وطنية تستوعب هذا التحدي الخطير الذي يواجه اليمن ويتطلب اصطفافاً وطنياً وفقاً لآلية جديدة تعتمد على مشروع استنهاضي للأمة اليمنية بكل مشارب مكوناتها.
وإزاء ذلك من الطبيعي أن تتخلص هذه المنظومة الجديدة من التباينات والاختلافات المرحلية والثانوية وتوجه طاقات الوطن في الإطار الذي يكفل توحيد الجبهة الداخلية وحقن الدماء بين أبناء الوطن ،الأمر الذي سيسهم في مجابهة تلك التحديات القائمة التي يفرضها النظام الدولي الجديد .
لكل ذلك تبدو الحاجة ماسّة اليوم أكثر من اي وقت مضى لتهيئة مناخ التوافق الداخلي سبيلاً  لنجاح هذه الملحمة المصيرية في التصدي للعدوان وإفشال مؤامرة التقسيم والتفتيت التي نكون فيها أحراراً وسادة قرارنا الوطني أو لا نكون أبدا.

قد يعجبك ايضا