هلال وفاجعة الرحيل
عبدالفتاح علي البنوس
عبد القادرعلي هلال الدبب رجل دولة بامتياز ومن الطراز الأول، عرف عنه حكمته وحنكته الإدارية وشخصيته الكارزمية التي جعلت منه محط تقدير واحترام مختلف القوى والمكونات السياسية ، ما من منصب تولاه ولا وظيفة شغلها إلا وترك فيها بصماته التي لن تنسى وستظل محفورة في ذاكرة كل الذين عملوا معه أو احتكوا به، مدنيته وسلميته ووطنيته لا تحتاج إلى شواهد وبراهين ، يعمل بصمت وأعماله أكثر من أقواله، فرض نفسه كشخصية مهابة وتوافقية عرف بتواضعه ونبل أخلاقه وإخلاصه في عمله وهو صاحب مبادرات وطنية تنموية وسياسية ومجتمعية وإنسانية ، وهو صاحب مواقف ثابتة ومتزنة لا مجال للمزايدة عليها على الاطلاقأئ التقيته أكثر من مرة خلال عملي بصحيفة البلاغ وكنت وأنا أستمع إلى أطروحاته أشعر بالفخر والاعتزاز بأن هناك قيادات وهامات وطنية تحمل تلكم القيم والمبادئ التي كان يتحلى بها وفي مقدمتها الضمير الوطني الحي الذي كان من الفرائد التي تفرد بها على من سواه .
ولقد عرف عن هلال حرصه واهتمامه بالعلاقات الاجتماعية من خلال دأبه على حضور صالات الأفراح ومجالس العزاء لمشاركة كل من عرفهم بغض النظر عن مناصبهم ومواقعهم الوظيفية أفراحهم وأتراحهم وشاءت مشيئة الله بأن تكون خاتمته المرضية شهيدا وهو يؤدي واجب العزاء لآل الرويشان في القاعة الكبرى بالعاصمة صنعاء عندما قرر الكيان السعودي استهداف القاعة بصواريخ حقدهم وإجرامهم ووحشيتهم في واحدة من أقذع وأشنع جرائم العصر ليسقط المئات ما بين شهيد وجريح تقدمهم الشهيد الغالي الأستاذ عبد القادر علي هلال الذي مثل رحيله فاجعة كبرى لا تقل عن فاجعة القاعة الكبرى برمتها ، حيث ارتفعت روحه الطاهرة إلى بارئها معلنة حصول صاحبها على الوسام الإلهي الأغلى والأثمن وهو وسام الشهادة وهو تكريم واصطفاء إلهي مستحق لرجل من رجالات اليمن الأفذاذ، لرجل كان هلالا كاسمه في حياته وبعد مماته.
وأمام هذا المصاب لا يسعنا إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون ونسأل الله للشهيد عبد القادر هلال الرحمة والمغفرة وأن يلحقنا به صالحين وأن يجعل من دمه ودماء بقية الشهداء والجرحى جذوة الانتصار اليماني على التحالف السلولي الغاشم،
طيب الله ثراك يا هلال ورحمة الله تغشاك وأحسن الله مثواك وجعل الجنة سكناك:
ولا نامت أعين القتلة والعملاء والخونة والمرتزقة وحتى الملتقى….. دمتم سالمين.