شهدت عملية استعادة الموصل أمس إحراز تقدم ملحوظ، إذ أعلنت قوات البيشمركة المشاركة فيها فتح جبهتين جديدين ضد عناصر “داعش” قرب مدينة بعشيقة شمال شرقي الموصل.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أمريكي لم تكشف هويته قولة إن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أكد لوزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أثناء الاجتماع الأخير بينهما في أربيل، أن المقاتلين الأكراد انتزعوا السيطرة على مدينة بعشيقة بأكملها.
وأضافت الوكالة أن مقاتلي البيشمركة المشاركين في القتال يؤكدون استعادة بعشيقة، ولكنه لم يسمح للصحفيين بعد بدخول المدينة المحررة.
وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” نقلا عن القائد في القوات العراقية الخاصة العميد حيدر فاضل قوله: إن المقاتلين الأكراد استولوا على قريتين وضريح شيعي في محيط بعشيقة، بالتزامن مع شن القوات الحكومية هجوما على مواقع “داعش” في المدينة.
في غضون ذلك ذكرت وكالة “أناضول” التركية نقلا عن رئيس أركان البيشمركة الفريق جمال محمد قوله:إن القوات الكردية أحرزت، علاوة على محور بعشيقة، تقدما ملموسا في جبهة النوران شمال الموصل، مؤكدا أن تقدمها لا يزال مستمرا.
من جانب آخر، أفادت وكالة “أناضول” نقلا عن مصدر في الجيش العراقي بمقتل امرأتين وطفلة تبلغ 4 أعوام من العمر، بالإضافة إلى إصابة 5 أشخاص، بينهم نساء، بجروح أثناء انفجار عبوة ناسفة في ناحية القيارة جنوب الموصل.
وأوضح المصدر أن جميع القتلى والمصابين ينتمون إلى واحدة من مئات العوائل التي غادرت المدينة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية فرارا من ممارسات “داعش” الوحشية.
في الوقت نفسه أفادت مصادر محلية بمقتل 8 مدنيين آخرين ينتمون إلى عائلة واحدة جراء غارة جوية نفذتها الطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي، بما فيها الأمريكية، وذلك بعد يوم فقط من إعلان وزارة الدفاع الروسية عن سقوط عشرات القتلى بين المدنيين جراء استهداف طائرتين تابعتين للتحالف الدولي مجلس عزاء في بلدة داقوق الواقعة على بعد 30 كلم من كركوك في العراق.
وشدد المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف على أن هذه البلدة لا وجود لمسلحي “داعش” فيها، مضيفا أن هذا الحادث يرقى إلى جرائم حرب، بينما نفى البنتاغون تنفيذ طائرات التحالف الذي تقوده واشنطن أية ضربة جوية ضد المواطنين العراقيين.
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن في 17 الشهر الجاري إطلاق عملية “قادمون يا نينوى” بهدف استعادة الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد التي اتخذ منها مقاتلو “داعش” أهم معقل لهم بعد سقوطها في براثنهم في يونيو 2014.
وتجري هذه العملية بمشاركة أكثر من 25 ألف جندي عراقي مدعومين من وحدات البيشمركة الكردية وعناصر الحشد الشعبي والحشد العشائري، بالإضافة إلى مساندة التحالف الدولي.
ولا تزال إحدى أهم نقاط الخلاف بالنسبة لهذه المعركة تكمن في البحث عن دور ممكن لتركيا في استعادة الموصل، إذ وصل وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إلى بغداد قادما من أنقرة ليعرض على الطرف العراقي الوساطة في إيجاد دور لتركيا في المعركة الجارية، ولكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رفض هذا الاقتراح قطعيا، مشددا على أن بلاده لن تسمح بأي طرف خارجي بالتدخل في العمليات الجارية في أراضيها.
تجدر الإشارة إلى أن بروز الخلافات العميقة بين بغداد وأنقرة تعود إلى ديسمبر 2015، حين رابط الطرف تركي بنحو 500 من عسكرييه، مدعومين بمدرعات، في قاعدة بعشيقة العسكرية، معلنا أن هذا الإجراء لا يهدف إلا إلى تدريب المقاتلين الأكراد والسنة ليخوضوا الصراع ضد عناصر “داعش”، بينما وصفت بغداد التواجد العسكري التركي في الأراضي العراقية بأنه تدخل عسكري سافر واعتداء على سيادتها.
Prev Post