مجازر وصمت دولي وتخاذل عربي
علي محمد قايد
مأساة ليست كمثلها مأساة وجريمة فريدة من نوعها ومجزرة تبكي لها الشجر والحجر قبل البشر إنها مجزرة الصالة الكبرى بصنعاء التي راح ضحيتها المئات من اليمنيين ما بين جريح وقتيل لم يكن لهم أي ذنب سوى أنهم يمنيين يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله لم يكونوا في كباريه رقص وخلاعه إنما كانوا يعزون ويقدمون العزاء في وفاة الشيخ علي الرويشان ليتحول ذلك العزاء إلى أكثر من مائة عزاء بسبب ذلك العدوان السافر من قبل التحالف العربي الذين لم يفرقوا بين الحلال والحرام وضربوا بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف عرض الحائط وأحلوا لأنفسهم قتل المئات من الأبرياء دون وجه حق ولم تكن تلك الجريمة الأولى من نوعها فقد سبقها العديد من المجازر دون ان تحرك ساكنا إنما قابلها صمت دولي وتخاذل عربي فمن أجاز لهم كل ذلك؟ ؟؟.
لقد كفل الله لنا العيش على وطننا نؤدي عليه عباداتنا ونقوم بأعمالنا ونكتسب أرزقنا ونبني ونعمر ونؤدي رسالتنا كبشر أنعم الله علينا بنعمة العقل والتكريم كبشر خلفاء الله في أرضه وأنعم علينا كذلك بنعمة الإسلام والذي نظم حياتنا وبين لنا أمور حياتنا وعلمنا كيف نعيش وكيف نحافظ على حياتنا وحياة غيرنا وكيف نحافظ على حقوقنا وحقوق غيرنا ولذلك حرم الإسلام تحريما قاطعا سفك دماء الأبرياء وقتل النفس المحرمة وبين أن قاتل النفس قد حكم على نفسه بالخلود في نار جهنم ومن قتل نفسا بدون وجه حق فكأنما قتل الناس جميعا قال تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرمها الله إلا بالحق).
ويبين لنا نبينا الكريم عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم حرمة دم المسلم بقوله: (لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم)..تصوروا الكعبة بيت الله الحرام والتي ربطها الله بأحد أركان الإسلام والتي يتجه لها المصلون للصلاة ليست ذات أهمية كأهمية حياة المسلم ولكن مع الأسف الشديد نجد في زماننا انتهاكاً لحرمة المسلم وسفك دمه بدون وجه حق ووجدنا أن الإسلام دين المحبة والتسامح والسلام قد حوله البعض إلى دين الإرهاب يرتكبون أبشع الجرائم الإنسانية باسم الإسلام والإسلام بريء منهم ومن أفعالهم يروعون حتى المصلين في بيوت الله وهم يؤدون الصلاة بل ويقتلونهم ويفجرون المساجد وهي تكتظ بالمصلين لقد حدث هذا فعلا على وطننا اليمن أرض الإيمان والحكمة وغير ذلك من الاختلالات وعمليات القتل والاغتيالات والتفجيرات الإرهابية التي حدثت والمصيبة أن المسلم يقتل أخاه المسلم لا يدري لماذا وما يحدث في بلادنا من مآسٍ وأحزان وأعمال تروع الآمنين فحدثت الانقسامات في إطار الدين نفسه فهذا زيدي وهذا شافعي وكلهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله لكنهم مختلفون ويتقاتلون ويسفكون دماء بعضهم البعض, ومن صور المآسي الأخرى إشعال الفتنة والفتنة أشد من القتل والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ويظهر ذلك من نشوب الحرب الأهلية بين أبناء الدين الواحد والوطن الواحد وما يحدث من مواجهات مسلحة وانتقامية بين ما يسمى بالمقاومة الذين يؤيدون العدوان الخارجي على بلادنا وبين الجيش واللجان الشعبية الذين يواجهون العدوان الخارجي وكل ذلك وغيره إنما هو فقدان لنعمة الأمن والاستقرار والتي لا يتحقق العيش إلا بها فهناك جماعات تمارس الإرهاب وهناك طوائف وجماعات متناحرة ومتقاتلة وهناك انقسامات داخلية ومناطقية وعنصرية وهناك اختلافات ومكايدات وصراعات حزبية وسياسية وهناك عدوان خارجي تقوم به السعودية وحليفاتها وكل ذلك يؤثر تأثيراً سلبياً على حياتنا ويفقدنا نعمة الأمن والاستقرار ويصنع في حياتنا الأزمات والمصائب والمحن ويجعلنا نعاني ونعاني ونفتقد سبل ووسائل الحياة الهانئة على وطننا الغالي اليمن ولا ندري لماذا نجد أن بعض اليمنيين تجردوا من الإنسانية والقيم والمبادئ والأخلاق وصاروا يؤيدون مثل تلك الانتهاكات والخروقات والمجازر في حق إخوانهم اليمنيين.