دم اليمن … في أعناق نجد
جبريل محمد
هذه الهمجية ليست بطولة، إنها عصارة النذالة البشرية، من يهاجم مأتما… هو مجرد من كل القيم، مهما ادعى العروبة، ومهما رفع من مصاحف ورايات تنطق باسم الله ونبيه، فلا إسلام ولا عروبة في ما اقترفت أيديكم، بل أن حروب الفجار لم تكن كذلك، أيعقل أن يسيل الدم المسلم على يد المسلم في محرم الحرام، وكان العرب قبل الإسلام يمتنعون عن القتال إن حلت الشهور الحرم، فاين عروبتكم وإسلامكم، كان الأجدى أن تطعموا اليمن لا أن تحيلوا سد مأرب إلى خزان من دم، وأن تحيلوا قصور بلقيس إلى عاديات تذروها الرياح، أيها البدو الذين لا تقيمون وزنا لحضارة، ولا لقيم، وكل ما يسكن عقولكم الخربة هو البقاء على عروش تتهالك لأن الناس في جزيرة العرب سئمت ترفكم الفاحش.
بأي ضمير وبأي دين وأي فتوى وهابية، أرقتم كل هذا الدم؟ وهل يغسل عاركم كل ماء الخليج والبحر الأحمر؟ ما هي المصلحة التي تدفع صاحبها إلى حرق بغداد ودمشق وحلب وطرابلس وفوقها صنعاء وصعدة ومأرب؟
الهذه الدرجة ترعبكم أمريكا؟ هل تتعشمون بنشر الموت المجاني في ميادين الوطن العربي أن تسامحكم أمريكا على برجيها، وأمريكا تفعل ما تفعل كي تجركم إلى ترسيم الحلف الذي بات معلنا مع جزاري دير ياسين وقبيا وقانا وبحر البقر.
أم أنكم بقتلكم أهل صنعاء تقدمون الدليل على الجهورية لان تكونوا خدما مطيعين ما دام الأمر يتعلق برقابكم الموضوعة تحت سكين جاستا؟
هذه الأمة تلفظكم الآن تعي أنكم سبب البلاء وسبب التخلف، وسبب القهر، هذه الأمة لا تحسدكم لا جهالتكم، ولكنها تنظر إلى قهر فقراء نجران وجيزان والقطيف، تنظر إلى العيون الخائفة من سيافي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر… فعن أي ديمقراطية تتحدثون وانتم تحفلون بكل هذا السجل التآمري على كل لحظة تقدم عربية؟
يا أهل اليمن.. يا فقراء اليمن، إنهم باتوا في هزيع ليلهم الأخير فصبرا على الدم وعلى الهدم… صبرا على الموت وعلى تخريب الحضارة، فأنتم أصل عروبتنا وحضارتنا، انتم من تعلمون أمة كيف تبنى الأمجاد، وانتم من ستلقنون آل سعود الدرس عن حكمة اليمن الراسخة رسوخ القصور المتحدية لشواهق الجبال. صبركم وتحديكم سيغيظهم. ودمكم هو في أعناق حكام نجد
أما العرب الذين يتفرجون على دمهم المراق في كل عاصمة وقطر.. العرب الذين ضيعوا فلسطين ويضيعونها الآن ويزحفون على بطونهم إلى تل أبيب فليسوا سوى السائرين إلى حتفهم بظلفهم، فها هي سوريا تصمد، وها هو اندحار الدواعش وكل مشتقات الوهابية السعودية تندحر… وبات قريبا ذاك اليوم الذي ستداس فيه كل رؤوس القتلة.
* كاتب فلسطيني
وكالة ومن للأنباء