قتل الموت!!..

 

عبدالملك المروني

ما حجم المسؤولية الجنائية والسياسية ،والأخلاقية التي تلحق بالعدوان وهو يستهدف مراسيم عزاء ويقصف بطائراته دموع المودعين لعزيز اختطفه الموت،،؟
كم يتحمل العدوان من الإثم ،وكم يلحق به العار جراء النيل من خيمة مواساة وبهو حزن. ولو كان بداخله أركان الخصومة وأعمدة الندية وصناديد النزال،،،؟
علي أي منقلب تنقلب آيات البشاعة وسور الخسة،حين تقتل بصواريخك مائة رجل بغية النيل من رجل واحد وعشرة رجال تريد لهم الموت،،لماذا تثأر من المعركة في غرف الأمان ومجالس اللقاء العابر وكانت ميادين النزال أمامك وساحات الوغا قبالتك،،وما استهدفتك رماحي وسهامي ،،وصواريخي إلا حين اقتحمت مياهي ودنست بحري ببارجاتك وسفنك القاتلة..
أدرك انه لا مجال للخطاب مع أشباهك أيها المعتدي الأرعن،،وكلانا أنا وأنت نعرف من هم أشباهك،وأندادك،وجنسك،،أعرف من أنت ،كما تعرف الدنيا من أنا،،وأعرف أني أخاطب من لا يجد روحا،ولا يمتلك قيما،،ويفتقر إلى الأخلاق بذات الإفلاس لدى الخنزير البري،،،لهذا لا يبدو الحديث معك مجديا،،،،فقد قتلت كل شيء له هوية يمنية،،ابتداء من الصخور والأتربة في قمم الجبال وحتى الدجاج ،والنحل، والفراش الملونة،،أتساءل فقط،،هل كان بالإمكان استدراك مخاطر التواجد في صالة عزاء آل الرويشان وهم من نعرف علاقاتهم وصداقاتهم ،،ومواقعهم،ونعرف كم يعزهم الناس ويجلهم البشر؟!
أكان من المفروض تجاهل المخاطر الأمنية والنزول عند دواعي الواجب والمسؤولية الأدبية والإصرار على التجمع في مكان هو بمثابة الصنارة،،،،أبسط أسئلتي قبل أن أعرف هوية الشهداء والجرحى،،لأن معرفة ذلك قد تعيق الأسئلة وتقتل الخاطر،،،ومع ذلك فنحن جميعنا ندرك أنا مشاريع شهداء ..وضحايانا في العزاء ليسوا -مهما كبرت مواقعهم-بأكرم من شهدائنا في ميادين العزة والشرف والكرامة،،لهذا فلن يطول بنا الحزن ولن نجثوا بكاة أو نتهاوى حزنا،،،فلا تفرحوا كثيرا أو قليلا ،،لأنكم – وربي- الخاسرون وأنتم وحدكم من سيدفع ثمن قتل كل كائن حي في هذه البلاد،،وغدا لناظره قريب..
للمجلس السياسي الأعلى
عظم الله أجركم وجبر مصابكم والرحمة والمغفرة لشهداء الوطن في السبت الأسود،،،،وندعوكم لتحمل مسؤولياتكم التاريخية في هذا الظرف الحرج والتزام أقصى مستويات اليقظة والمواجهة،،،اعملوا على إحراق مباخر العدو وكسر جرار خمره وأصدروا قرارات تعيين الخلف لكل رجل في موقع قرار استشهد في هذه الجريمة البشعة وهو أفضل شيء يمكن أن تعملوه في الأيام التالية،،مع ما انتم به أعلم بشأن الرد الطبيعي والمتوقع،،،ما أنتم به أعلم بشأن الرد الطبيعي والمتوقع..

قد يعجبك ايضا